‏إظهار الرسائل ذات التسميات الإسلام السياسى. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الإسلام السياسى. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 13 مايو 2024

مشروع الإخوان الإرهابي فى الكويت


أعلن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تعليق مواد دستورية وتولي زمام السلطة، كما تم حل مجلس الأمة "البرلمان"، وفق أمر ميري، إضافة إلى تولي الأمير ومجلس الوزراء الاختصاصات المخولة لمجلس الأمة.

أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد، قال: "لن أسمح على الإطلاق بأن تشتغل الديمقراطية لتحطيم الدولة"، ومنذ عقود تحاول الحركات الإسلام السياسي في الكويت السيطرة على البرلمان، وعلى رأس الحركت جماعة الإخوان التى بدورها ترى أن القرارات الأميرية هي ضربة قاسمة لهم.

الإخوان في البرلمان الكويتي كان لهم تواجد بشكل متصاعد، حيث نجحوا في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من النواب داخل البرلمان، بداية من 2006 حينما سيطروا على 10% من أعضاء البرلمان، وفي عام 2012 حصل الإسلاميون على أكثر من نصف مقاعد البرلمان، وكان عدد الأعضاء 34 عضوًا تابعين للتيارات الإسلامية من أصل 50 عضوًا.

ومؤخرًا بات هناك تراجعًا كبيرًا بدءًا من انخفاض حضور الحركة الدستورية الإسلامية "حدس"، التى كان لديها عضوًا واحدًا داخل أروقة البرلمان، عقب خسارة قوية أمام التيارات المدعومة من إيران والتيارات السلفية والتى هي علي تقارب بشكل واضح مع الإخوان.

الأمير مشعل لديه خلفية أمنية واضحة وكان يعلم تمامًا أدوات الإسلام السياسي وألاعيبه جيدًا، بدءًا من محاولات الإخوان في البلاد إلى حالة من الانهيار السياسي الذي بدوره كان يتنوع بالفساد المستمر، وهو ما كشفه الأمير مشعل في خطابه للشعب الكويتي.

في الوقت نفسه، أشار الأمير مشعل إلى المتورطين في عمليات المؤامرات التى تمس الدولة الكويتية، وهو المنظور الأساسي الذي بدأت عليه الجماعة سياسيًا في الكويت، حيث كانت الضربة الأخيرة لهم بمثابة نهاية مشروع الإخوان الإرهابي بالكويت، والذي كان يثير أزمات الفساد في البلاد دون النظر إلى نهضة البلاد.

ويقول الباحث السياسي في شؤون الجماعات الإرهابية والمنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية طارق البشبيشي: إن الإخوان في الكويت اسخدموا نفس نهج إخوان المغرب تقريبًا، وهو عدم التواصل مباشرة مع الدولة، ولكن المشروع يظل كما هو السيطرة على مفاصل الدولة والتغلل بها، وما قام به أمير الكويت مؤخرًا كان رسالة قوية للإخوان بالابتعاد عن فسادهم.

وأشار البشبيشي، في تصريحات خاصة، إلى أن الإخوان نهياتهم ستكون فور عودة البرلمان من جديد والانتخابات ستكون دليلاً على انهيار الجماعة الإرهابية وتوغلها بالبلاد، وأن الأمور ستعود إلى الجماعة نفسها فسيتم تحجيم تواجدهم في الحياة السياسية، وهو تقريباً ما كشف عنه الأمير في الكويت، حيث أشار إلى الفساد والفاسدين وهم الجزء الأكبر بالجماعة.

وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية سامح عيد: إن الإجراءات الاستباقية التي أجراها الأمير مشعل هي بمثابة إجراءات احترازية تأتي من رجل صاحب خلفية أمنية، على معرفة جيدة بأساليب الإخوان وأدواتهم، وهذا ما يجعل البعض يتوقع حل الحركة الدستورية الإسلامية، أو على أقل تقدير عدم حضور الإخوان بكثافة في المشهد السياسي والاجتماعي بالكويت.

واشار عيد إلي أن هناك وعي للإدارة السياسية في الكويت في الوقت الحالي، وسيتم الكشف عن نوايا الإخوان، وهم بشكل أو بآخر يمتلكون غباء سياسي حتى يتوهمون بإنهم اقتربوا من السيطرة على الدولة، والكويت لن تسمح لهم بذلك.


السبت، 11 مايو 2024

جماعات التأثير الإخوانية فى أوروبا

التغلغل الإخواني الناعم في المجتمعات الأوروبية

عمدت جماعة الإخوان الإرهابية إلى التغوّل في ثلاث عواصم أوروبية بين عقدَي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وهي: لندن وبرلين وباريس .

كما شكّلت الجماعة من خلال الجاليات الإسلاميّة والعربيّة حضوراً مكثفاً، بواسطة عدة آليات، من بينها المراكز الثقافية والدعوية، ثمّ الجمعيات الحقوقية التي قاموا بتدشينها؛ إذ لعبت دوراً مؤثراً في الترويج لأدبيات الإخوان وأفكارهم، من ناحية، وتحقيق أهدافهم السياسية، من ناحية أخرى؛ وقد ساعدت وفرة التمويل في نجاحهم المرحليّ والجزئيّ، إلى جانب الاتصال مع جهات حقوقيّة ورسميّة، في أوروبا والغرب.

وقال محللون متخصصون فى جماعات الإسلام السياسي أن لدى جماعة الإخوان في الغرب، العديد من المؤسسات والمعاهد التعليمية، وكذا المراكز الدعوية والثقافية والحقوقية، التي تتصل بهم تنظيمياً، أو تتوافق وأيديولوجياتهم؛ ومن بينها مركز بحوث ودراسات الإسلام، والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانيّة، والأخير يعدّ المسؤول عن تدريب الأئمة والدعاة في العواصم الأوروبية، ومعهد الدراسات الإسلامية العالمية، الموجود منه عدة فروع بالغرب، من بينها فرنسا، بينما المقرّ الرئيس في لندن، ومعهد ابن سينا، المسؤول عن تدريب الأئمة في شمال فرنسا .

وأضافت التحليلات أن الإخوان المسلمون لديهم أيضا لوبيات في معظم الدول الأوروبية، وهم يعتمدون على رجال الأعمال كمصدر للتمويل، إضافة إلى الحروب والصراعات التي تحدث في الشرق الأوسط؛ فالمال السياسي واقتصاديات الحرب، يلعب كلّ منهما أدواراً مختلفة في إدارة أنشطتهم،

وأوضحت أن تنظيم الإخوان يشكل حلقات عديدة ومعقدة في الغرب؛ إذ تمكّن من تسجيل العديد من المنظمات الحقوقية، مستفيدين من الأوضاع القانونية والحقوقية التي تتّسم بدرجة كبيرة من الحرية في هذا الشأن، خاصة، في عاصمة ومركز النشاط الحقوقي، في جنيف بسويسرا، والتي هي مقرّ المجلس الدولي لحقوق الإنسان.

تستهدف الجماعة من خلال هذه المنصات والمراكز الحقوقية، التي تعقد أنشطتها داخل مقرّ الأمم المتحدة إدارة دعايتها السلبية والمعارضة، والهجوم على الدول التي تحمل لها خصومة سياسية وإقليمية، كما أنّها تسعى إلى بناء صورة عن الجماعة مختلفة عن حقيقتها، وذلك باعتبارها منظمة سياسية، لا تتبنى العنف، وتعتمد على الأطر السلمية والقانونية لنشر أفكارها، وهو ما يخالف نشاطها الحركي، وحتى أدبياتها النظرية، التي تتبنى الدين لأغراض سياسية، ولأهداف الحكم، وتعمد إلى تكفير الآخرين .

الخميس، 9 مايو 2024

تزايد نفوذ الإخوان يثير قلق السلطات الألمانية

الإسلام السياسي فى المانيا

منذ وصول عناصر الإخوان المسلمين إلى ألمانيا، منتصف القرن الماضي، اعتمدت استراتيجيتهم على تأسيس مجتمعات إسلامية منفصلة، مع اتّباع منهاجية الأسلمة البطيئة، لمنح تلك المجتمعات القدرة على التمدّد، حيث طرح الإخوان أنفسهم كجماعة تدعو إلى التعايش والتسامح، مع الشروع في الانتشار، باستغلال القوانين التي تدعم الحريات الدينية وممارسة الشعائر.

ويعد المجلس الإسلامي في ألمانيا، هو الذراع الإخواني الأكثر قوة وقدرة على التأثير، ليس بوصفه أحد أقدم المراكز الإسلامية في ألمانيا فحسب، وإنّما لقدرته على التنسيق بين فروع التنظيم الدولي المتعددة، وإدارة شبكة المصالح الإخوانية في ألمانيا، من خلال الأذرع الدينية، والتي تمثلها لجنة الفتوى التي يديرها خالد حنفي، القيادي في التنظيم الدولي.

يقول الباحث في الحركات الإسلامية، عمرو عبد المنعم، إنّ "جماعة الإخوان، استغلت المساجد والمراكز الإسلامية في ألمانيا، لجذب الشباب ونشر التطرف بين المسلمين، لخلق جيل إسلامي يظلّ مدفوعاً بتوجهات التنظيم السياسية"، مؤكداً أنّ "الدول الأوروبية تركت لهؤلاء الحبل على الغارب، في محاولة للتعرف على الدوافع الدينية لدى الأقليات العرقية وكيفية استغلالها، من خلال توظيف هذه الجماعات الهامشية في الساحة العربية والإسلامية، لتحقيق أهداف سياسية".

في ظل الأنشطة الاجتماعية التي يقوم بها التنظيم، وكذلك المساعدات التي يقدمها للاجئين، حذّرت عدة تقارير أمنية، من ظهور نزعة انفصالية تتعارض وقيم النظام الديموقراطي الحر، وقد لوحظ أنّ الإخوان نجحوا في تكوين نظام اجتماعي وسياسي خاص، من خلال سياسة ملء الفراغ والتركيز على الخدمات الدينية والاجتماعية، وبالتالي الهيمنة على أغلبية المسلمين في المجتمعات التي ينشط فيها التنظيم الدولي.

ويؤكد تقرير أمني للمركز الأوروبي، نقلاً عن منظمة كلاريون بروجيكت، أنّه مع مطلع كانون الأول (ديسمبر) العام 2017، أصبح هناك "نحو 2700 جمعية في جميع أنحاء ألمانيا، تضم 40 ألف عضو في منظمة واحدة، من ضمن منظمات الإخوان في ألمانيا".

هيئة حماية الدستور الألمانية، المعروفة بـالاستخبارات الداخلية، بدأت تلاحظ بقلق بالغ، تزايد نفوذ جماعة الإخوان داخل ولاية سكسونيا شرقي ألمانيا، وكيف أنّها باتت تسيطر على المنظمات والجمعيات الثقافية، وعدد كبير من دور العبادة الخاصة بالمسلمين، الذين قدموا إلى سكسونيا كلاجئين، لنشر نفوذهم الفكري والأيديولوجي، وتعميم تصورات الجماعة عن الإسلام السياسي، وقد أصبحت ألمانيا تمثل الملاذ الآمن والحاضنة الأوروبية لفكر الإخوان، ما ساعد التنظيم الدولي على تكوين شبكة علاقات من جنسيات مختلفة .

الأربعاء، 8 مايو 2024

تغلغل تنظيم الإخوان في الحياة الفرنسية

تزايد عدد أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في فرنسا

كشفت الكاتبة والباحثة الفرنسية هيلين دي لوزون أنّه منذ عام 2019 زاد عدد أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في فرنسا من (50) ألفاً إلى (100) ألف عضو.

وتشير دي لوزون في مقال لها نشرته عبر موقع (يوروبيان كونسيرفاتيف) إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلف اثنين من كبار موظفي الخدمة المدنية بإعداد تقرير حول الإسلام السياسي والإخوان لتقديمه في الخريف المقبل، وقد وُضعت هذه المهمة تحت إشراف دبلوماسي شغل عدداً من المناصب في الدول العربية.

وقدمت الحكومة الفرنسية مبرراتها من وراء تلك الخطوة في بيان صحفي، وأشارت إلى المخاوف بشأن دور الإخوان في تبنّي نظام فكري ديني يخرج عن مبادئ الجمهورية الفرنسية، ويلعب التنظيم بالفعل دوراً رئيسياً في ذلك.

ولفتت الكاتبة الفرنسية إلى تزايد الأدلة على تغلغل تنظيم الإخوان في الحياة الفرنسية بشكل شبه يومي، وأنّه في غضون (10) أعوام تضاعفت نسبة النساء المسلمات المحجبات، ممّا جعل من الممكن الحديث عن عملية أسلمة ثقافية "منسقة بلا شك".

وتحدثت دي لوزون في ختام مقالها عن الإجراءات التي يلزم اتخاذها، مشيرة إلى مسألة حل تنظيم الإخوان، وترى أنّ الحل أمر مستحيل، لأنّ الجماعة غير موجودة رسميّاً.

وقالت : إنّه رغم عدم وجودها الرسمي، فإنّ ظل تنظيم الإخوان يخيم على العديد من الهياكل والمنظمات الموجودة داخل الأراضي الفرنسية، مثل جمعية مسلمي فرنسا، التي أعلن رئيسها عمّار الأصفر في عام 2017 أنّها ليست جزءاً من جماعة الإخوان، ولكن تنتمي إلى مدرستها الفكرية.

السبت، 13 يناير 2024

تونس تعلن إنتهاء حركة النهضة الإخوانية للأبد

سقوط إخوان تونس

ضربات متتالية شهدتها جماعة الإخوان الإرهابية في تونس وبعد أن خسرت شعبيتها وثقلها السياسي والحكم الذي استولت عليه منذ العام 2011، وباتت منبوذة في الشارع التونسي، تسعى الجماعة الإرهابية إلى العودة مجددا إلى الساحة السياسية مستغلة مخططاتها العبثية في المنطقة من أجل العودة إلى المشهد مرة أخرى.

تلك المحاولة الإخوانية في تونس جاءت على محاولة العجمي الوريمي، الأمين العام الجديد لحركة النهضة، الذي ألقى بفكرة تغيير اسم الحركة أمام وسائل الإعلام من أجل تهيئة المناخ لإتمام هذا الإجراء وذلك استنساخاً لتجربتها في العام 1989، حين تخلت الحركة عن اسم "الاتجاه الإسلامي" الذي يشير إلى هويتها التاريخية كحركة إسلامية، واختارت اسماً عاماً فضفاضاً لا يشير إلى شيء لها به علاقة كحزب وتنظيم تقليديين.

وفي 1989 اختارت الحركة تغيير جلدها ضمن سياق إقناع نظام الرئيس الراحل زين العابدين بن علي بأنّها يمكن أن تصبح حزباً مدنياً يجري عليها قانون الأحزاب من دون أن تقدم قراءة أو مراجعة أو مقاربة جديدة تقول إنّها تغيرت كليّاً بالشكل الذي يجعل الاسم القديم غير معبّر عنها وعن منتسبيها .

وقد احتكم التغيير وقتها إلى منطق استرضاء الخصم وتبديد هواجسه وإسكات المحرضين على "الاتجاه الإسلامي"، الذين يقولون إنّها حركة تقليدية إخوانية تتلون لخداع السلطة وتتبنّى العنف. ولم تبدد الحركة لاحقاً هذا الاتهام، بحسب تحليل نشرته صحيفة (العرب) اللندنية.

ويحاول العجمي الوريمي الأمين العام الجديد لحركة النهضة الذي ألقى بفكرة تغيير اسم الحركة أمام وسائل الإعلام من أجل تهيئة المناخ لإتمام هذا الإجراء.

يقول محللون تونسيون إن أي محاولات لإخوان تونس إلى العودة للمشهد مرة أخرى لن يقبلها الشارع التونسي إطلاقا سواء بعودة جديدة أو في شكل كيانات أخرى أو تغيير مسميات النهضة الإخوانية كلها مخططات إخوانية لم ولن يقبلها الشارع التونسي.

وأضافت التحليلات أن كل هذه المخططات والمحاولات الإخوانية لن يغفل عنها الشعب التونسي، فكلها محاولات بائسة ولن يقبلها الشارع التونسي، لافتا أن حركة النهضة الإخوانية انتهت إلى الأبد سياسيا وشعبيا بعد نبذ الشارع لها في 2021.

الاثنين، 8 يناير 2024

كيف توظف الجماعات المتطرفة الحرب على غزة ؟

جماعات الإسلام السياسي توظف أحدث غزة لصالحها

كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز ستراجيتكس للأبحاث والدراسات أشكال تفاعل التنظيمات الإسلاموية والمتطرفة مع حرب غزة وكيف سعت جماعة الإخوان لتوظيف المشهد لصالحها اعتماداً على الارتباط التنظيمي مع حركة حماس وأيضاً مستقبل عمل هذه الجماعات في ضوء ما بعد الحرب .

بحسب الدراسة شكّلت الحرب في قطاع غزة نقطة تحوّل في التاريخ الحركي والخطابي لجماعات الإسلام السياسي وسيكون لها تداعيات طويلة الأمد عليها من منطلق أنّ حركة حماس المُنفّذ الرئيسي للهجمات ضد غلاف غزة في 7 أكتوبر الماضي تعتبر امتداداً فكرياً وتنظيمياً لجماعة الإخوان المسلمين .

وقالت الدراسة أن نتائج الحرب سيكون لها تأثير مصيري في سلوك الجماعة والذي بدأ بالظهور لدى فروعها في البلدان العربية ومن المتوقع تفاعلها أكثر على المدى البعيد من جهة أنّ هجمات حماس أضعفت النظرة القائمة للإخوان المسلمين بأنّهم جماعة يمارسون سياسات براغماتية ويبتعدون عن الخوض في الرهانات العسكرية الكبيرة.

ووسط الأزمات التي تعيشها جماعة الإخوان على مدار الأعوام الماضية والنبذ المجتمعي لها نتيجة ممارستها العديد من العمليات الإرهابية داخل الدول العربية عقب سقوطها عن الحكم في مصر ودول أخرى ربما ستجد الجماعة في حرب غزة الأخيرة طريقاً ممهدة لمحاولة تجميل صورتها، والتخلص من اتهامات ممارسة العنف والإرهاب ضد المجتمعات العربية، فهل بدأت الجماعة بالفعل بتوظيف ما يحدث؟

ويرى محللون وخبراء في في شؤون الجماعات الإرهابية إنّ التنظيم الدولي للإخوان ومعظم فروعه في الدول العربية قد تبنوا موقفاً مؤيداً من هجمات الفصائل الفلسطينية في غلاف غزة، ومسانداً لها في مراحل الحرب الجارية، وتتعدد دوافع ذلك التأييد والانخراط، كاعتبارات كون حركة حماس أحد فروع الجماعة، وبحكم الدفعة التي منحتها حماس للجماعة بعد أعوام عديدة من الإخفاقات السياسية والأزمات الداخلية التي مرت بها.

وأضافت التحليلات أنه على المدى البعيد يتوقع أن يتطور خطاب جماعات الإسلام السياسي إلى اتجاهات أكثر تطرفاً وتشدداً وتحديداً في خطاب فروع جماعة الإخوان المسلمين والجماعات القريبة منها وهو تطرف سينعكس على اتجاهات المجتمعات العربية والإسلامية بغضّ النظر عن نتائج الحرب في غزة لأنّ عوامل تطور تلك الاتجاهات مرتبطة بشكل مباشر بهجمات 7 أكتوبر في حد ذاتها ثم في الحرب الإسرائيلية التي أدت إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة لأهالي القطاع وسط تواطؤ من المجتمع الدولي وتحديداً الولايات المتحدة والدول الأوروبية .


الثلاثاء، 2 يناير 2024

مؤامرت جماعة الإخوان الإرهابية في السنغال

الإخوان يخططون لخطف الحكم في السنغال

مع توابع ما يحدث لتنظيم الإخوان الإرهابي في العالم حاليا فأنه يسعى لتكوين جبهات جديدة وكان أبرزها منطقة الساحل الإفريقي المشتعلة والتي بدورها يتواجد فيها قواعد إرهابية من القاعدة وداعش وهي ما يزيد من آمال التنظيم في الدخول لعملية السياسة في السنغال التي تعاني انقلابا عسكريا مؤخرا.

السنغال على الرغم من أنها دولة "سنية صوفية"، إلا أن للإخوان تاريخا في الدولة المسلمة، وخلال العقود الأخيرة دخلت الجماعة الإرهابية عن طريق الإخوان والسلفيين والتبليغيين والشيعة، واستعان إخوان السنغال بإخوان موريتانيا المجاورة التي تعج بمجموعات قوية من الإخوان، وكان الهدف الرئيسي هو حضور جماعة "الدعوة والتبليغ"، والأمر نفسه مع الحضور الشيعي ليجسدا المشروع الإسلامي الحركي في هذا البلد.

ومثلت "جماعة عباد الرحمن"، النسخة السنغالية من المشروع الإخواني، وتبنت فكر جماعة الإخوان المسلمين، تأسست في العام 1978 على أيدي مجموعة من الشباب السنغاليين، وساهمت في نشر الثقافة العربية والإسلامية ومظاهر الالتزام الإسلاموي في الشارع السنغالي من خلال أدوارها الدعوية والتربوية والتعليمية.

طور إخوان السنغال أداءهم بشكل ملحوظ، حيث تحولوا من مجرد اكتفائهم بمحاربة ما أسموه البدعة والدخائل على المجتمع الإسلامي، واتجهوا إلى العمل السياسي، بل ورفع شعارات إنشاء مجتمع إسلامي، وفي هذا السياق، انصب اهتمام المشروع منذ تأسيسه على التربية والتعليم، فأسس عشرات المدارس لتعليم العلوم العربية والإسلامية بمناطق متعددة من البلاد، كما ركز عمله الدعوي والتربوي على المؤسسات التعليمية العمومية.

ونجحت الجماعة الإخوانية في إيجاد هيئات طلابية فاعلة بعضها تابع للجماعة كـ"حركة طلاب وتلاميذ جماعة عباد الرحمن"، وبعضها مقرب منها فكرياً كـ"رابطة الطلاب والتلاميذ المسلمين بالسنغال"، والتي تستهدف تجنيد طلاب الثانوية العامة من أجل تهيئة الطلاب أيديولوجياً لتقبل فكر الجماعة الكبرى من أجل أن يلعبوا دوراً بعد ذلك عند دخولهم الجامعات، وهذه الحركة قائمة تحت مسمى "العمل الإسلامي".

والنشاط السياسي لجماعة عباد الرحمن الإخواني، مر من ثلاث مراحل كانت الأولى منذ نشأة الجماعة العام 1978 إلى التسعينيات، حيث شعار الانعزال التام عن الانخراط في العمل السياسي، ثم المرحلة الثانية، وذلك ابتداء من 1993، حيث أصبحت الجماعة مؤيدة لبعض الأحزاب التي ترى أنها قريبة من الإسلام، وعندها خدمات وبرامج مقبولة، واصطلحوا على هذه المرحلة "فترة التأييد والتحالف".

ويقول محللون إن الإخوان مبدؤها ثابت وهو الخداع واللعب على عقول الشعوب عن طريق الدخول بشكل دعوي ومن ثَم الدخول للمعترك السياسي وبعدها السيطرة وبسط النفوذ وهو ما نراه وحدث في مصر وتونس والمغرب وعدد من دول شرق آسيا، وكانت منطقة الساحل فرصة جيدة لهم لما بها من أحداث.

وأضافت التحليلات أن الإخوان في السنغال استغلوا تواجد قيادات الإرهاب بالمنطقة، وأيضاً تواجد قيادات إخوانية تحركت نحو الجنوب الذي أصبح ملاذا آمنا لهم، والسنغال هي دولة يتواجد بها الكثير من البعثات التي تفيد عناصر الجماعة بالتواصل مع قيادة التنظيم الدولي للإخوان.

أفعال جماعة الإخوان الإرهابية لا تختلف من دولة لأخرى؛ فهي ثابتة في كل دول العالم بدءا من تكوين الجماعة في 1928، حيث بنى حسن البنا الجماعة على تكوينات ثابتة بدءا من عملية الانتشار إلى عمليات خداع الشعوب والاستيطان في الحكم لتكون الجماعة هي من تحكم البلدان وتكوين خلايا إرهابية.



الاثنين، 30 أكتوبر 2023

أسلوب المراوغات الإخوانية يظهر من جديد

الإخوان تعلن أكبر مراجعة في تاريخها

خلال ظهوره الإعلامي الأول منذ أعوام، صرح المسؤول السياسي في جماعة الإخوان المسلمين – جبهة لندن، حلمي الجزار، بأنّ جماعة الإخوان شرعت في إجراء مراجعات شاملة ستمتد لمدة عامين، لأداء الجماعة في مصر منذ العام 2013 ومراجعة المشهد السياسي المصري بشكل عام.

ودعا مسؤول المكتب السياسي جميع سائر القوى السياسية لمراجعة مواقفها ونبذ الأنانية السياسية ، مشيراً إلى أنّ الجماعة بدأت مراجعة جادة لمسيرتها خلال السنوات العشر الماضية، داعياً لمصالحة مجتمعية شاملة تتجاوز جميع التحديات التي تمر بها مصر .

وتطرق الجزار إلى علاقة جماعة الإخوان بالمملكة العربية السعودية بعد انتقادات طالت الجماعة لإشادتها بالتنظيم الناجح لموسم الحج، وقال: "علاقة الجماعة بالمملكة العربية السعودية تاريخية وطيبة، ونريد أن نطوي صفحة الخلافات معها، ونحن حريصون على مد أيدينا للمجتمع العربي بشكل عام؛ فنحن دعوة إسلامية تحاول الإصلاح، وتريد الخير للأوطان".

بيد أن حديث الجزار لم يخل من تناقضات فعدم التنافس على السلطة ليست سوى تكتيك مرتهن بالظروف الحالية حيث يري باحثون فى جماعات الإسلام السياسي إن دعوة حلمي الجزار في حقيقة الأمر مثيرة للضحك ليس فقط لكونها دعوة لوقف العمل السياسي الإخواني على لسان المسؤول نفسه عن المكتب السياسي للإخوان وكأنها دعوة من شخص يتحدث عن تجريده من صفته الإخوانية السياسية الرسمية إن كانت دعوته صادقة .

وأشار الباحثون إلي أن الشعارات التى رفعها الإخوان بعد ثورة يناير كشفت الأيام كل مرة انتهازية تلك الشعارات الفارغة لجماعة بنيتها الفكرية تقوم من الأساس على فكرة شمولية الإسلام التي لا يمكن معها فصل المجال الدعوي عن المجال السياسي إلا على سبيل التكتيك فقط ، وأن كل التجارب في عهد عبد الناصر والسادات ومبارك أثبتت أنّ العمل الدعوي المزعوم هو الباب الذي تعود منه الجماعة كل مرة للمشهد السياسي وهو نفسه الباب الذي تدخل منه للمجال السياسي لتفكيك الدولة.

ولفتوا إلى أنّ ما يهم الجماعة هذه الفترة هو الحفاظ على شبكة المصالح الاقتصادية الكبيرة، التي توجد في دول عديد، وبخاصة دول شرق آسيا، وما يتخوفون منه هو انهيار هذه الشبكة التي تحفظ كيان الجماعة من الانهيار، رغم كل الخسائر التي طالتهم في المنطقة.

وقد شهدت جماعة الإخوان المسلمين منذ الإطاحة بها شعبياً في ثورة 30 يونيو 2013 في مصر مراجعات داخلية، قامت بها أجنحة محسوبة على الجماعة، مثل "تيار التغيير" الذي انتهج العنف ضد الدولة المصرية في بدايات انطلاقه، ثم أعلن المنتسبون إليه في الخارج عن مراجعات، ليختفوا بعدها من المشهد.

لكنّ الكتلة الصلبة في الجماعة الأم، والمنقسمة بين جبهتين؛ إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق محمود حسين، الذي نصّب نفسه قائماً بأعمال المرشد العام للجماعة، ولندن بقيادة القائم بأعمال المرشد صلاح عبد الحق، لم تُعلن عن أية مراجعات قبل شهر أيلول الماضي.

الأحد، 22 أكتوبر 2023

حقيقة الاستعلاء عند جماعة الإخوان

الاستعلاء بالإيمان عند عضو الإخوان

الإخوان يورثون أفكارهم شفاهة لا كتابة ويستولون على عقول أتباعهم فيغيرون من منظورهم للدين وللدنيا وللدولة وللحق وللباطل وللناس خواصهم وعوامهم وينتجون بتربيتهم في الغالب إرهابياً ولو بشكل مؤجل ، ولعل فكرة الاستعلاء هي أشهر مكون فكري عند تنظيم الإخوان تحول إلى سلوك وصحيح ليس عليه دلائل كثيرة، لكننا نجده متجسّداً في سلوكيات الإخوان.

وقد اجتهد الإخوان في جعل أبنائهم المستعلين بالإيمان ودبجوا الخطب والمقالات والرسائل التربوية ليوفروا سبباً لاستعلائهم على الناس فتلبّسهم تفوق زائف وعصمة زائفة دعاهم للتشبث أكثر بتنظيماتهم فاعتبروا أنفسهم الفئة المؤمنة دون غيرهم أو الفئة التي تفهم الدين الصحيح دون غيرهم أو الفئة التي تعمل للدين دون غيرهم .

ونتيجة لذلك رفض الإخوان أيّ نقد لجماعتهم أو لقاداتهم وكل من انتقدهم اعتبروه معادياً للإسلام أمّا المستعلى عليهم فهم عوام الناس فتعالوا وتكبّروا على كلّ مخالفيهم دون شعور بالذنب لأنهم يظنون أنهم يحسنون عملاً وأنّ مراد الله لهم أن يستعلوا بإيمانهم .

إنّ الاستعلاء على عوام الناس مبدأ أقرّه حسن البنا وأرسى دعائمه سيد قطب وتولى مربّو الإخوان تقديمه في محاضراتهم التربوية مستغلين التراث وحكاياته وتقديمه بصورة مخلة ويستخرجون منه الدلالات على صدق استعلائهم على عوام الناس حتى بات سلوكاً وسمتاً إخوانياً بامتياز ولو أنكره الإخوان .

بدأ حسن البنا غرس الاستعلاء على العوام، عندما أوهم أتباعه أنهم الأكثر فهماً للإسلام، وأنّ غيرهم متردد ونفعي، وأنهم وحدهم ورثة رسول الله، وأنّ العالم أجمع سيحاربهم، وعليهم ألّا يغتروا بأهل التدين وبصلاحهم، ولا بأصحاب الهيئات ورؤساء الحكومات، ولا برجال الأعمال ورؤساء الأحزاب، ولا بعلماء الدين من غير الإخوان وهم وحدهم من حباهم الله تعالى بفهم صحيح للدين .

هذه المعاني التي تتكرّر في رسائل حسن البنا وفي كلماته الشفوية كرسالة تربوية سرّية تسللت إلى وجدان أتباعه، إضافة إلى علميات تربوية معقدة يمارسها الإخوان على أتباعهم، فيعتقد عضو الجماعة أنه طالما في ركاب الجماعة، فهو أعلى من عوام الناس.

ابتداع حسن البنا وسيد قطب لفكرة الاستعلاء بالإيمان سبّب الكثير من الانحرافات عند الجماعات الإسلاموية فهي تبدأ باحتقار العوام ثم انتهاكهم ثمّ إهدار دمهم ، وبالتوازي يبدأ الاستعلاء بالإيمان عند عضو الجماعة ثمّ الشعور بالتفرّد ثمّ إنكار الإيمان عن غيره من المسلمين .








الاثنين، 14 أغسطس 2023

فرنسا فى مواجهة إرهاب الإخوان

فرنسا تحاصر نشاط الإخوان

في فرنسا وبسبب تواجد الجالية الإسلامية بشكل كبير في العاصمة باريس وعدد من المدن الفرنسية يحاول المتطرفون الراديكاليون من المتاجرين بقضايا الدين والإسلام التغلغل في هذه المجتمعات وإحداث شرخ في تلك المجتمعات من خلال تعزيز مفاهيم خطاب الكراهية بين أبناء الجالية الفرنسية تجاه الفرنسيين والأوروبيين ومحاولة تعزيز مفهوم الإسلام المتطرف بين الجالية .

تسعى مؤسسات فرنسية إلى البحث عن تدابير ضد الإسلام الراديكالي في فرنسا للحفاظ على مبادئ الجمهورية وطالب النواب الفرنسيون بإدراج تنظيم الإخوان المسلمين على لائحة وقوائم الإرهاب ، كما أكد النواب أنّه يجب مراقبة سائر تحركات التنظيم الذي يحمل بحسب رأيهم الفكر السياسي المتطرف والمخالف لمبادئ الجمهورية الفرنسية .

وفي منتصف مايو الماضي كشفت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية عن تجميد 20 صندوق أوقاف على خلفية ارتباطاتهم بـ"أنشطة مشبوهة" لقوى الإسلام السياسي ، ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مسؤول فرنسي رفيع قوله إنّه قد "تم تأسيس هذه الصناديق في عام 2008 لتوجيه الأموال الخاصة نحو الأنشطة ذات الاهتمام العام، ولم يتم مراقبة هذه الصناديق من قبل السلطات الفرنسية".

وفق الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي فإن هناك قرابة 20 صندوقاً للتبرعات تتولى إدارة وتمويل الأنشطة الإرهابية ومنذ النصف الثاني من عام 2021، شرع وزير الداخلية، جيرالد دارمانا في التحقيق على نطاق واسع بخصوص هذه الصناديق المالية وذلك إثر الإعلان عن قانون مكافحة الانفصالية الذي ينص على احترام مبادئ الجمهورية .

كما كشف التحقيق أنّ آلية التمويل تقوم على ارتباط صناديق الهبات هذه بمجموعة من الجمعيات المدنية المنشأة، وفقاً لقانون 1901 أي أنّها جمعيات غير ربحية تنشط في مجالات الخدمات الثقافية والاجتماعية، كما ترتبط الصناديق من جانب آخر بمجموعة من الشركات العقارية لتشكل هذه المجموعات الثلاثة حلقة مغلقة، تقوم بموجبها الشركات العقارية بصب الأموال في صناديق الهبات، التي توزعها بصورة غير قانونية على الجمعيات المدنية المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين .

ويرى محللون أن تنظيم الإخوان في السنوات الأخيرة حاول استغلال الشباب من خلال مؤسسات دينية معينة لتوظيفهم في القضايا السياسية التي تخص أوروبا والشرق الأوسط إلا أنّ جمعيات ومؤسسات عربية وفرنسية وأوروبية أكدت أنّ تلك المحاولات نابعة من مصالح أيديولوجية تابعة لدول معينة تحاول استغلال هؤلاء للتدخل في شؤون فرنسا وأوروبا ثم تشكيل أوراق ضغط سياسية على تلك الدول .






الثلاثاء، 1 أغسطس 2023

الإخوان بين الصعود والإنحدار والأزمة

إنتكاسات متتالية لجماعة الإخوان

تعود جذور الإيديولوجيا الخاصة بمعظم أحزاب الإسلام السياسي في العالم العربي تاريخياً إلى ظهور جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 ، وفي الواقع كانت الأحزاب الأكثر تأثيراً التي نشرت إيديولوجية الإسلام السياسي في العالم العربي مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين أو على الأقل اعترفت رمزياً بقيادتها ما بين عامي 1928 و2011.

انقسمت مصائر جماعة الإخوان المسلمين على مدى العقد الماضي إلى ثلاثة مراحل مباشرة هي الصعود والانحدار والأزمة ، وويتم تعريف هذه المراحل بشكل عام بقدرة جماعة الإخوان المسلمين على التأثير في الديناميكيات السياسية في البلدان العربية التي تعمل فيها أحزاب الإسلام السنّي التقليدي والتي تنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين كمصدر رئيس للإلهام الإيديولوجي .

فقدت جماعة الإخوان المسلمين تدريجياً تأثيرها الإيديولوجي على الأحزاب التي ألهمتها بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في مصر ، وابتداء من ذلك العام أدى تزايد التهميش والتفكك إلى التسريع بتدهور الحركة بحسب ما توصلت إليه دراسة نشرها المركز العربي لدراسات التطرف بعنوان "ضائعون في المرحلة الانتقالية : الإخوان المسلمون في عام 2022".

وبحسب الدراسة فقد منحت العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين الأحزاب الإسلامية السياسية الرئيسة التأييد السياسي ووفرت لهم منصة للتنسيق الإقليمي ، فضلاً عن شبكة من الدعم لأعضائها وعلى الرغم من الاحتفاظ بروابط رسمية أو غير رسمية مع قيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصرغالباً ما تتمتع أحزاب الإسلام السياسي بدرجة عالية من الاستقلالية وتظل قادرة على تكييف استراتيجيتها السياسية وفقاً للسياق السياسي الوطني.

وقد اكتسبت جماعة الإخوان المسلمين وفقاً للدراسة شهرة سياسية في يناير 2011 حين اندلعت احتجاجات متتالية في أجزاء من شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، لقد كانت الحركة في وضع ملائم للمنافسة في الانتخابات التي تلت تنازلات أولية من الأنظمة في مصر وتونس والمغرب والأردن وذلك نظراً لسجلها الطويل في المشاركة الاجتماعية وبناء قاعدة جماهيرية واسعة.

وكانت هذه فرصة فريدة لأحزاب المشروع السياسي الإسلامي كان عليها عدم تفويتها ولم تفوتها حقيقة ، وفي عامي 2011 و2012 نجحت أحزاب المشروع السياسي الإسلامي ذات الصلات القوية بجماعة الإخوان المسلمين في الحصول على تصويت كافٍ للانضمام إلى التحالفات الحاكمة في مصر وليبيا والمغرب وتونس وحتى تأمين انتخاب أحد أعضائها رئيساً لمصر.

لفتت الدراسة إلى أن تسلم الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي بمصر في يوليو 2013 السلطة أول انتكاسة تواجهها أحزاب الإسلام السياسي ، ثم كانت إعادة ضبط العلاقات بشكل غير رسمي بين مصر وتركيا في عام 2021 أحدث تلك الانتكاسات .

الأحد، 23 يوليو 2023

إنهيار مشروع الإخوان فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

فشل جماعة الإخوان الإرهابية

فقد تنظيم الإخوان شعبيته في الشارع العربي بعد أن انكشف زيف ادعاءاته وشعاراته الدينية الرنانة التي استخدمها كوسيلة لخداع الشعوب في أعقاب ثورات الربيع العربي للاستحواذ على السلطة ومخططاته الإرهابية التي تسعى للهيمنة على الدول من أجل مصلحة التنظيم الإرهابي على حساب الأوطان .

وفشل الإسلام السياسي في شمال إفريقيا يرجع إلى طبيعة هذه الدول وتركيبتها الجغرافية التي لا تتناسب مع نفاق الإسلام السياسي وخاصة بعد أكثر 93 عاما على تأسيس جماعة الإخوان عام 1928 تأكد لكل الشعوب العربية أنهم لا يحملون إلا شعارات فقط مثل الإسلام هو الحل والتي عند اختبارها على أرض ضاعت إسلاميتها وفقدت بعدها الأخلاق وتبين لكل الشعوب مدى الانتهازية التي يتميز بها هؤلاء القائمون على الإسلام السياسي وظهر لهم أنهم وظفوا الدين لخدمة أجندات سياسية لا تخدم أوطانهم ولخدمة مصالح وأهداف شخصية لا تخدم إلا مصالحهم فقط .

ويرى خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية إن بداية سقوط مشروع الإخوان بدأ من مصر فقد أطاح المصريون في ثورة شعبية رائعة بحكم الإخوان في 30 يونيو وبعدها توالت هزائم الإخوان في تونس والمغرب وموريتانيا والأردن والجزائر والكويت وتجربتهم سواء في الانتخابات والسيطرة على الحكم أو في البرلمانات المختلفة .

وأضاف الخبراء أن كل هذا الفشل يؤكد أن جماعات الإسلام السياسي وفى مقدمتها جماعة الإخوان فقدت رصيدها في دغدغة مشاعر الشعوب بشعارات الإصلاح ومكافحة الفساد وهي شعارات سرعان ما ثبت زيفها حيث تبين للناس وللشعوب في دول الربيع العربي ، وأكدوا أن الأحزاب الدينية لا تقل فسادا عن غيرها بل هي تتفوق أيضا بانغلاقها على كياناتها المنعزلة عن المجتمع، واقتصار عملها على مصالح أفرادها فقط دون النظر لمصالح شعوبها.

الخميس، 22 يونيو 2023

جماعة الإخوان أم الجماعات المتطرفة والتكفيرية

جماعة الإخوان وضعت بذرة الإرهاب فى العالم

بعد عام 2011 زادت الاختلالات السياسية التي شهدتها عدد من الدول العربية من انكشاف دور جماعة الإخوان المسلمين المهدد لاستقرار البلدان العربية وفاقمت الشقوق التي ألمت ببعض البلدان في اندلاع موجة غير مسبوقة من العنف كانت تمول شرعيتها من التراث الذي خلفته الأقطاب الفكرية للجماعة .

على الصعيد الفكري اتسمت الجماعة بانسداد الأفق وكلما أغلق في وجهها باب آثرت استخدام العنف ، وطالما تظاهرت الجماعة بتبني مبادئ عصرية مثل الديمقراطية لكن فهمها لتلك المبادئ والعناوين لم يتجاوز الممارسة إلى تمثل القيم والمضامين الفكرية وبقي محبوساً عند مستوى الانتهازية والقفز على موجات التاريخ وتياراته .

وهو ما وصفه أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج تاون الأميركية "دانيال برومبرج" بالحداثة التكتيكية التي تتيح للأصوليين استخدام البرامج الديمقراطية عند حدود دورها الوصولي وتبني خطاب ازدواجي يستقطب أتباعها المخلصين ويراوغ أشياعها المحتملين لكنها سرعان ما تنقلب على ذلك وتجهر المجتمع باستبدادها الفكري وإقصاء كل نظرائها للاستئثار بسدة البلاد ورقاب العباد .

ويتصف تاريخ جماعة الإخوان المسلمين بسلسلة من مناسبات العنف التي تورطت فيها ابتداء من تكوين البنية الفكرية لنشوء التطرف وانتهاء بالانخراط العملي في عدد من العمليات التي شهدتها المنطقة وشهدت فيها على الدور السلبي لفكر وكوادر الجماعة .

ويرى خبراء فى جماعات الإسلام السياسي أن آيديولوجيا الإخوان أعطت الأرضية الخصبة لنبت الفكر المتطرف وذيوعه في المنطقة العربية والعالم ، كما أن الآليات الحركية والهيكلية التنظيمية التي سارت على أساسها الجماعة كانت تحقن الجماعات المتشددة بالظروف المواتية لاندلاع شراراتها المؤذية.

ويعتبر سيد قطب أحد أبرز كوادر الجماعة وأقطاب كتلتها التنظيرية المسئول عن زرع بذور التطرف في الفضاء العام وتفخيخه بالتأويلات المحتقنة التي حولت دهماء المنضوين تحت الجماعات الآيديولوجية إلى مشاريع جاهزة للتطرف.

ويقول الدكتور يوسف الرميح أستاذ علم الجريمة إن جماعة الإخوان هي أم الجماعات المتطرفة والتكفيرية مثل القاعدة وداعش التي تفرخت عن فكرها المنحرف وتغذت على أدبياتها وشقت عصا الطاعة وخلقت سلطة ظل تنازع الدولة في شرعيتها ومنهجها .

وأضاف أن الإخوان ومن بعدهم بقية الجماعات المتشددة فرضت على أتباعهم الولاء والطاعة لقيادات الجماعة وجعلت من هذا الولاء الأعمى طريقاً للخروج عن الأنظمة المستقرة وفرقة المسلمين وبث المناهج المشبوه ، وأكد أن الفكر المتطرف هو أساس تشكيل وتحريك الجماعات المتناحرة والمهددة للسلم الأهلي وفي المقابل فإن الأمن الفكري يمثل الركيزة الأساسية لأمن وبناء المجتمعات وهو القاعدة المثالية للسلوك السوي .

الاثنين، 19 يونيو 2023

جماعة الإخوان تزرع الألغام لعرقلة الانتخابات فى ليبيا

خطط الإخوان لعرقلة المسار الدستوري في ليبيا

كعادة جماعة الإخوان الإرهابية فى عرقلة الانتخابات من أجل السعي لمصلحتها تسعي الجماعة لعرقلة الانتخابات في ليبيا من أجل مصلحتهم في محاولة للعودة إلى السلطة مجدداً .

ولم تجد الجماعة أفضل من ليبيا لتعبث بها حيث تقوم مؤخرا الجماعة الإرهابية بنشر مخططاتها الإرهابية في البرلمان الليبي لعرقلة مسيرة السلام التي تبدأ بالانتخابات الليبية والتي تسعى لها ليبيا منذ سنوات ، وعقب انهيار جماعة الإخوان الإرهابية في مصر وتونس وتضييق الخناق عليها من قِبل الحكومات والشعوب تواصل الجماعة نشرها للتطرف والإرهاب والسعي وراء عرقلة مسيرة السلام في البلاد .

وفيما يتعلق بقوانين الانتخابات في ليبيا قال رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح إنه اطلع على مسودة قوانين الانتخابات المعدة من لجنة (6+6) ووجد فيها نقطة مقصود بها تعطيل الانتخابات وهي إجراء جولة ثانية إجبارية في الانتخابات الرئاسية".

وأضاف رئيس مجلس النواب في كلمته في جلسة مجلس النواب : حتى لو حصل المرشح على 99% من الأصوات ستجرى الجولة الثانية ، معرباً عن تعجبه من تلك النقطة غير المسبوقة ومؤكداً أنّه لا مثيل لها في دول العالم ، وإقترح منح مهلة للفائز خمسة عشر يوماً في حال حمله جنسية أخرى ليتنازل عنها وإن لم يفعل يجرى تسمية المرشح الثاني رئيساً للبلاد إن حصل على الأصوات الكافية أو تجرى انتخابات بين صاحبي المركز الثاني والثالث .

وخلال الجلسة البرلمانية تمت مداولة ومناقشة ما وصلت إليه لجنة (6+6) وأجل البند إلى حين استلام ما توصلت إليه اللجنة بشكل رسمي إلى مجلس النواب ، كما أنه تم انتقاد مادة واحدة في البنود وهي التي تلزم إجراء جولة إعادة في الانتخابات الرئاسية، حتى لو تحصل أي مترشح على 90% من نسبة الأصوات في الجولة الأولى .

وبحسب مصادر مطلعة فقد جاءت تلك المادة بمثابة لغم إخواني ويدل على النية المبيتة من تيار الإخوان لعرقلة الانتخابات في حال خسارته الجولة الأولى إذ تمنحهم مدة الشهر الفرصة لتعطيل الجولة الثانية وهي النقطة التي أصر عليها رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري وتيار الإسلام السياسي بصفة عامة .

وبدوره يقول الباحث السياسي الليبي عادل الزبيدي إن جماعة الإخوان الإرهابية تعمد زعزعة استقرار الأوضاع في ليبيا لخدمة أجندات أجنبية ، وأضاف أن تنظيم الإخوان يواصل محاولاته لعرقلة الانتخابات الليبية ، فضلا عن الإرغام في العديد من عجز المساءلة في ليبيا والتحديات الأوسع التي نجمت عن الصراع خلال الفترة الماضية .

ويري محللون أن الحظ بات قليلا بالنسبة لجماعة الإخوان فى ليبيا لأن الخلافات بدأت تظهر على الكتل الرئيسة المكونة لها رغم الحروب المستمرة التي تشنها حتى الآن في جنوب غربي طرابلس ، كما بدأ بعض قادة مصراتة يعترضون على الاستمرار في ركوب حصان جماعة الإخوان إلى النهاية وشارك عدد منهم بالفعل في حوار مع نواب بالبرلمان الجديد وهو ما أدى إلى خلافات أخرى بين قادة الجماعة .

الأحد، 28 مايو 2023

السلطات الفرنسية تلاحق تمويلات تنظيم الإخوان


إتخذت فرنسا إجراءات صارمة ضد تنظيم الإخوان في أراضيها وتجفيف منابع تمويله وتفكيك شبكاته حيث قررت أجهزة الأمن الفرنسية تسريع هجومها على جبهة تنظيم الإخوان المتطرف في فرنسا وضرب التنظيم هذه المرة في التمويل .

وذكرت تقارير إعلامية أن السلطات الفرنسية قامت بتجميد 25 مليون يورو من أصول الصناديق المشبوهة المرتبطة بالإسلام السياسي وحل عدة صناديق وجمعيات خيرية تابعة للتنظيم ، وقالت الدكتورة عقيلة دبيشي مدير المركز الفرنسي للدراسات وفقا للتقارير أن أوروبا تنبهت للخطر المحدق الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين على مجتمعاتها مع تنامي الهجمات الإرهابية التي استهدفت عدة عواصم أوروبية .

وأوضحت أن التحقيقات إثبتت انتماء منفذيها لتنظيمات التطرف الإسلاموي في البلاد لذلك بدأت في تعديل إستراتيجياتها في التعامل مع تنظيم الإخوان واتخذت إجراءات نموذجية ضدها مثل حظر الرموز وإنشاء مركز توثيق الإسلام السياسي وإعداد تقارير عن أنشطته .

ولفتت أنه لكن هذا لا يعني أن نهاية التنظيم قد حانت في أوروبا فالتنظيم لديه عقود من التوغل والانتشار في المجتمعات الأوروبية ولديه شبكات وصلات وحلفاء قد يساندونه في محنته ، كما أن التنظيم قد يستغل التغيرات السياسية والأزمات الأمنية لإعادة تأسيس نفسه بشكل جديد .

وأوضحت أن التنظيم لديه فروع رسمية أو غير رسمية في عدة دول أوروبية مثل إسبانيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والسويد وغيرها كما يدير عدة منظمات إقليمية أوروبية مثل اتحاد المؤسسات الإسلامية في أوروبا (FIOE) والاتحاد الأوروبي للطلاب المسلمين (FEMYSO) وغيرها .

وأشارت أنه قد يكون من الصعب التخلص من التأثير الإخواني في أوروبا بشكل كامل إلا بالتعاون الأوروبي المشترك والحزم في مكافحة التطرف والإرهاب ولا يستطيع أحد من دول أوروبا بشكل فردي ملاحقة جذور هذه التشكيلات .


الأحد، 7 مايو 2023

فتاوي شيخ الإرهاب السوداني لإثارة الفوضي

الإخواني الإرهابي السوداني عبدالحي يوسف

دعت هيئة محامي دارفور في السودان السبت إلى مقاضاة من وصفته بـ"المتكسب بالدين" الإخواني عبدالحي يوسف؛ على خلفية دوره في مخطط لإثارة الفوضى الشاملة وإحداث البلبلة والفتنة الجنائية بالبلاد.

وجاءت مطالبات الهيئة الحقوقية بعد إطلاق الإرهابي عبدالحي يوسف دعوات لأتباعه للخروج في مسيرة جماهيرية باسم "نصرة الشريعة" تتوجه يوم الإثنين إلى القصر الرئاسي بالخرطوم.

واعتبر عدد من السودانيين أن دعوة عبدالحي القصد منها إثارة الفتنة بين السودانيين وإرسال رسالة للمتطرفين بأن الذين يعتصمون أمام القيادة ضد الدين الإسلامي ، ويساند عبدالحي يوسف في هذه الدعوة جماعات متشددة منهم الداعشي محمد علي الجزولي وزعيم السلفية الجهادية بالسودان محمد عبد الكريم وآخرون.

وأكد البيان أن خطة عبدالحي تأتي تحت مزاعم "حماية الشريعة الإسلامية" من العلمانيين ، وأضاف : "يخطط المدعو عبدالحي يوسف ومن خلفه لإثارة الفوضى الشاملة وإحداث البلبلة والفتنة الجنائية بالبلاد" ، وظل عبد الحي يوسف يتخذ من مسجده بضاحية "جبرة" بالخرطوم منبرا لتأييد النظام السابق ، كما يقدم له الفتاوى ضمن آخرين في هيئة علماء السودان التي يتمتع بعضويتها.

وفي يوم 11 أبريل الجاري عزلت القوات المسلحة السودانية عمر البشير من رئاسة البلاد التي أمضى فيها 30 عاما وذلك استجابة لمطالب السودانيين الذين تظاهروا ضده 4 أشهر متتالية ، ورغم عزل البشير مازال المحتجون السودانيون يواصلون اعتصاما مفتوحا أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم لليوم الثالث والعشرين على التوالي مطالبين بنقل السلطة لحكومة مدنية.

وكانت هيئة محامي دارفور قد صرحت في بيان إنها رصدت خطبا تحريضية للمدعو عبدالحي يوسف ، كما أنها تلقت معلومات تؤكد أنه لم يكتف بممارسة التحريض ودعوة الفتنة الجنائية بل ظل يجتمع بفلول النظام البائد ويرتب للخروج في مسيرة ترفع فيها شعارات جماعات حركات الإسلام السياسي.

ويعد عبدالحي واحدا من أبرز القيادات الإخوانية في السودان التي تعرف محليا بجماعة الهوس الديني وهو مثار جدل الأوساط السودانية هذه الأيام ، ويملك عبدالحي يوسف خبرة متراكمة في التحريض والتطرف وزرع الفتن داخل السودان وخارجه التي بدأ في توظيفها حاليا لنفخ الروح في تنظيم الإخوان البائد في السودان من خلال تعرية الحكومة الانتقالية.

الأحد، 30 أبريل 2023

خطورة الفكر الإخواني على وحدة السودان

السودان

بدأت تطبيقات الإسلام السياسي لنظام الإخوان المسلمين حلقتها السرطانية الأخيرة على النحو الذي نراه اليوم في حرب هي الثمرة المسمومة لتخريب الجيش الوطني على مدى 30 عاماً، ليبدو صراع الجيش والدعم السريع الذي يتطور اليوم بوتيرة متسارعة معركة تكسير عظام لا نجاة منها .

فالخراب الذي ضرب بنية الجيش السوداني جراء الرؤية الانقسامية المفسدة في أيديولوجيا الإسلام السياسي وصلت تداعياته حدها الأقصى من انفجار التناقضات إذ فجأة تكشفت خطورة الأدلجة والتسييس والانقسام الذي أحدثه الإخوان المسلمون خلال 30 عاماً داخل الجيش عن تكوين الجسم (الدعم السريع) الذي كان في حقيقته جسماً عسكرياً موازياً للجيش وكان من الواضح أنه عاجلاً أو آجلاً ستنفجر التناقضات بينهما.

منذ سقوط نظامهم في أبريل 2019 ظل الإخوان في السودان يستخدمون أدوات مختلفة لتهيئة المسرح لعودة حكمهم مجددا ، مستندين إلى شبكة واسعة من مراكز النفوذ المالي والإعلامي التي تمكنوا من بنائها خلال العقود الثلاثة الماضية.

ومنذ ظهور تنظيم الإخوان في السودان في 1949 غير التنظيم مسمياته عدة مرات فمن حركة التحرير الإسلامي إلى تنظيم الإخوان ثم جبهة الميثاق ثم الجبهة الإسلامية وأخيرا المؤتمر الوطني الذي تفرع منه المؤتمر الشعبي في تسعينيات القرن الماضي .

وظهر التنظيم في البداية في شكل شبكات صغيرة ومحدودة لكن سرعان ما وسّع قاعدته وتمكن من بناء شبكات له داخل الأجهزة الأمنية من أجل تحقيق طموحاته في الوصول إلى الحكم ، وبالفعل استخدم تلك الشبكات في تنفيذ أول محاولة انقلابية في العام 1959، أي بعد 3 سنوات من استقلال البلاد من الحكم الإنجليزي في 1956.

واستمرت تلك المحاولات الفاشلة حتى العام 1989 عندما نفذ الإخوان بنجاح انقلاب بقيادة عمر البشير الذي حكم البلاد 30 عاما ، وينظر العديد من السودانيين إلى الخطوة الأخيرة على أنها محاولة لتغيير "جلد" التنظيم، من أجل الحصول على قبول في الشارع الذي طالب خلال العامين الماضيين بتصنيفه كتنظيم "إرهابي".



الأربعاء، 28 ديسمبر 2022

إنهيار مخططات الإخوان فى المانيا فى 2022

ضربات متلاحقة للإخوان فى المانيا

شهد عام 2022 ضربات قاسمة لتنظيم الإخوان في أوروبا بشكل عام وألمانيا بشكل خاص وتلقى التنظيم الإرهابي عشرات الضربات من الأجهزة الاستخباراتية وكذلك البرلمان الألماني والحكومة .

ومؤخرا صدر عدد من التقارير من هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" بالإضافة إلى مشاريع قرارات قدمها حزبا الاتحاد المسيحي "يمين وسط" والبديل لأجل ألمانيا "شعبوي" في البرلمان لتضييق الخناق على التنظيم المتطرف ليصبح 2022 أصعب عام مر على جماعة الإخوان في ألمانيا .

وشهد البرلمان الألماني تقديم الكتل السياسية أكثر من عشر طلبات إحاطة لبحث ظاهرة جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية لترد الحكومة الألمانية بـ 5 مذكرات رسمية تكشف للنواب نشاطات وتحركات الإخوان ومن يتبعهم من تنظيمات ، كما عقد البرلمان الألماني جلستين إحداهما عامة والأخرى في لجنة الشؤون الداخلية لمناقشة ملف الإسلام السياسي والإخوان الإرهابية وهو ما تسبب في تهديد الجهود الإخوانية التي استمرت لعدة عقود بهدف تأسيس مركز قوي لهم في ألمانيا .

وكان الظهور الأول للإخوان في البلاد على يد القيادي سعيد رمضان صهر مؤسس الجماعة حسن البنا في خمسينيات القرن الماضي بالتعاون مع زعيم تنظيم الإخوان في سوريا عصام العطار حيث أسسا منظمة الجالية المسلمة الألمانية 1958 لتصبح الكيان الأول في سبيل تأسيس وجود تنظيمي للإخوان في ألمانيا ، وعلى مدار عشرات السنوات كانت ألمانيا مقرًا آمنا لقيادات الجماعة التي استغلت الحريات في البلد الأوروبي وأسست شبكة من المراكز والمنظمات تخطى عددها الخمسين منظمة ومركز .

وبدأت الأزمات مع يناير 2022 حيث كشف تقرير إعلامي عن شراء مؤسسة "أوروبا ترست" أحد أبرز صناديق الإخوان الاستثمارية في أوروبا عقارا في برلين بأربعة مليون يورو حيث أصبح مقرا رئيسيًا لجماعة الإخوان ومنع القانون الأجهزة الأمنية من الحصول على معلومات حول المقر .

وأثار هذا المقر جدل سياسي خاصة مع صدور تقارير هيئة حماية الدستور التي أكدت وضع تنظيمات الإخوان تحت رقابتها بعد تصنيفها كجماعة معادية للدستور حيث أعلن أن السبب في ذلك يعود إلى أن الجماعة تهدف لإقامة نظام سياسي واجتماعي يتفق مع أيديولوجيات المناهضة للدستور الألماني .

هذا التحرك من قبل الاستخبارات الداخلية قابله تحرك هام آخر حيث قرر المجلس المركزي للمسلمين وهو منظمة كبرى تضم الجمعيات والمنظمات الإسلامية في ألمانيا طرد منظمة الجالية المسلمة الألمانية ذراع الإخوان الأساسية من عضويته في أواخر يناير لارتباطها بالجماعة الإرهابية .

وفي مارس إشتد الحصار حيث قدم حزب البديل لأجل ألمانيا مشروع القرار رقم "20/1020" والذي يدعو الحكومة الفيدرالية إلى منع تمويل منظمات الإسلام السياسي من عائدات الضرائب والتبرعات الأجنبية قدر الإمكان في المستقبل طالما أن هذا التمويل يحمل شكلا من أشكال التأثير السياسي .

ثم ناقش البرلمان الألماني مشروعا مماثلا للاتحاد المسيحي أكبر تكتل معارض في البلاد تحت عنوان "كشف ومنع تمويل الإسلام السياسي في ألمانيا" والذي استند على قضية عقار "أوروبا تراست" المتفجرة في هذا الوقت ، وطالب مشروع القرار الحكومة الفيدرالية بتوسيع سلطات هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) في مجال التحقيقات المالية المتعلقة بجمعيات وتنظيمات الإسلام السياسي .

وكان الهدف من مشروع القرار توضيح النفوذ السياسي والمالي بشكل أفضل خاصة فيما يتعلق بالإسلام السياسي وذلك وفق الوثيقة التي انفردت "العين الإخبارية" بنشر مقتطفات منها في وقت سابق ، ليأتي في مايو مشروع القرار الثالث تحت عنوان "مكافحة التطرف" وشمل مكافحة التطرف اليميني واليساري والإسلاموي وقدمه الاتحاد المسيحي يوم 10 مايو الماضي وجرى مناقشته في الجلسة العامة للبرلمان في الـ13 من نفس الشهر .

ودأبت هيئة الدفاع عن الدستور على نشر تقارير عن إرهاب الإخوان حتى وصل عددها إلى ثمانية ، محذرة بشكل عام من أن الجماعة "تسعى للتأثير على المجالين السياسي والاجتماعي" وتنشر أفكارًا معادية للدستور والسعي على المدى الطويل إلى تقويض النظام الدستوري القائم " ، وفي منتصف سبتمبر حضر جلسة استماع للجنة مجلس النواب مسؤولون بالاستخبارات وخبراء بالإسلام السياسي لبحث ملف تمويل الإرهاب للإخوان الألمان والجماعات الإسلامية السياسية الأخرى.

كل هذه الهجمات سواء من أجهزة المخابرات أو البرلمان أو اللجنة المركزية الإسلامية وضعت جماعة الإخوان الإرهابية الألمانية تحت ضغط غير مسبوق حيث تراقب المجاهر السياسية والإعلامية كل خلل وحركة مما يحد إلى حد كبير من أنشطتها في عام 2022، حيث ساهمت هذه الحملات بشكل كبير في زيادة وعي الشعب الألماني بخطورة جماعة الإخوان وتهديدهم للنظام العام في ألمانيا بشكل لم يسبق له مثيل .

الخميس، 28 يوليو 2022

فشل المخطط الإخواني فى المغرب

حزب العدالة والتنمية يفقد شعبيته وتتراجع مصداقيته لدى الشعب المغربي

طيلة العشر السنوات الماضية قام حزب العدالة والتنمية الإخواني ببيع الأوهام للشعب المغربي ولم يحقق منها سوى شيء واحد وهو ثراء القيادات ، فالسنوات العشر العجاف التي عاشها المغاربة في ظل قيادة الحزب الإخواني للشأن الحكومي انتهت بعقاب ديمقراطي شديد عبر صناديق الاقتراع التي هوت بالحزب من مقدمة الأحزاب في البرلمان من حيث عدد المقاعد إلى ذيلها بعدد لا يستطيع به الحصول حتى على فريق برلماني .

وكانت الانتخابات أول استحقاق يخوضه حزب العدالة والتنمية بقيادة عبد الإله بن كيران وتأتي في خضم حملة مغرضة تقوم بها جهات ما ضد رئيس الحكومة الحالي وحزبه ، والنتائج تؤكد مسألتين الأولى تتعلق بنجاح الحكومة على الرغم من الظروف الصعبة المتمثلة في التداعيات الاقتصادية السلبية لكورونا ومخلفات التوتر الروسي الأوكراني وأيضاً موجة الجفاف غير المسبوقة التي تعيشها البلاد .

صفعة أخرى كانت أكثر قسوة خلال انتخابات سبتمبر الماضي حيث فشل حزب العدالة والتنمية في حصد مقعد انتخابي في الانتخابات التكميلية الأخيرة بكل من مدينتي مكناس والحسيمة حيث عمقت نتائج الانتخابات هزيمة الحزب الإخواني خاصة وأنها شهدت جولات كبيرة لقيادات الحزب وعلى رأسهم عبد الإله بن كيران الذي عجز عن المساهمة في حصول مرشحيه ولو على مقعد واحد.

ويرى باحثون في شئون الجماعات الإسلامية تجربة المغرب تجربة مميزة لأن في المغرب الملك محمد السادس استبق الربيع العربي بفترة وأعطى الإخوان الحكم وحكموا 10 سنوات بدون أي مشاكل أو تظاهرات ولكن حدثت انتكاسة بعد 10 سنوات وفشلوا في تحقيق آمال الشعب ، والملك المغربي أعطى لهم الحكم لمدة دورتين 10 سنوات في ظل حالة من الاستقرار في توقيت تعيش فيه الجزائر عشرية سوداء وتنهار الأنظمة في تونس ومصر وسوريا واليمن .

وأكد الباحثون أن الوضع في المغرب كان مستقراً والبلد مليئة بالخيرات والثروات وتملك بنية تحتية ومقومات سياحية جيدة وبعد 10 سنوات لم يحققوا آمال الشعب سواء القضاء على البطالة أو زيادة الرفاهية بل فشل الإخوان إقتصاديا بعد حكم لمدة دورتين كنظام برلماني .

في النهاية الشعوب لا يهمها الشعارات بقدر ما يهمها الحلول الواقعية وهي أكبر تجربة فاضحة للمشروع الخاص بـ "الإسلام هو الحل" حيث لم تكن هناك أي معوقات على حكومة العدالة والتنمية "الذراع السياسي لجماعة الإخوان" حتى تنهض بالدولة .

بعد مصر وتونس انهار نظام الإخوان الإرهابي في المغرب فلا يفيق حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب من صدمة تلقيه صفعة شعبية حتى تباغته أخرى تؤكد تراجع شعبيته وتراجُع مصداقيته لدى الشعب المغربي فخلال 10 سنوات من الخداع ورغم الاستقرار الذي وفره الملك المغربي محمد السادس للتجربة الإخوانية إلا أن التنظيم المتطرف فشل في إدارة البلاد ليلقي به الشعب إلى القاع .

جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا