وجدت بعض العناصر الإخوانية في الانضمام إلى "حزب العمل" والإنجاز فى تونس باباً للعودة إلى المشهد السياسي بثوب جديد حيث يضم الحزب وجوهاً مستقيلة من حركة النهضة في مناورة إخوانية جديدة .
هذا الحزب أحد أبرز مكونات جبهة الخلاص الوطني المعارضة للرئيس قيس سعيد وبعد مشاركته في أغلب التحركات الاحتجاجية الداعية إلى إسقاط النظام وعدم الاعتراف بالدستور الجديد وبنتائج الانتخابات البرلمانية دعا مؤخراً إلى الحوار مع السلطة في مناورة جديدة من أجل التموقع من جديد .
كانت حركة النهضة قد خسرت منذ حوالي عام دعم أكثر من (100) قيادي، استقالوا منها، بعدما أقرّوا بمسؤوليتها عن الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، ومسؤولية قيادتها، ممثلة في راشد الغنوشي، عن العزلة التي وصلت إليها الحركة في المشهد السياسي، واعترفوا بفشلهم في إصلاحها من الداخل.
ويري باحثون في شؤون التنظيمات المتطرفة إنّ قيادات حركة النهضة الإخوانية في تونس زعموا أنّهم قطعوا علاقاتهم مع الإخوان لكنّ كافة المواقف تؤكد أنّهم ما زالوا مرتبطين بأجندة التنظيم وينفذون أفكار الجماعة ، وشددوا على أن التنظيم الإخواني الدولي يصدر تعليمات بضرورة إقصاء بعض الرموز الذين فقدوا شعبيتهم ويكلفهم بدور آخر بديل، ويرتدي منهم أحياناً ثوب المعارض لإظهار أنّ جماعة الإخوان تقبل الرأي الآخر، حتى من داخلها ولكن في الحقيقة يكون هذا القيادي مكلفاً بدور آخر مستتر .
وقادت حركة النهضة الحكم في تونس خلال العقد الماضي الذي شهد انهياراً اقتصادياً وسجالات سياسية قوية انتهت بإطاحة قيس سعيد بالبرلمان والحكومة معاً عام 2021، ليدشن بذلك مساراً انتقالياً مثيراً للجدل ، وتزعم قيادات حركة النهضة أنّها قطعت علاقاتها مع الإخوان لكنّ خصومها يصرون على أنّها ما زالت مرتبطة بأجندة التنظيم .
جدير بالذكر أنّ الحركة خسرت كثيراً من رصيدها الانتخابي مقارنة بأوّل انتخابات دخلتها عام 2011 وهي انتخابات المجلس الوطني التأسيسي الذي تولى صياغة دستور البلاد، وهو ما يجعل الغموض يلفّ مستقبلها حالياً، لا سيّما في ظلّ تراجع التنظيم في المنطقة ككل .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق