‏إظهار الرسائل ذات التسميات حسن البنا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حسن البنا. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

الانشقاقات الكبرى داخل تنظيم الإخوان

الصراع على القيادة بين قيادات الإخوان

كشفت دراسة عن مركز "تريندز للبحوث والاستشارات" بعنوان "الانشقاقات داخل جماعة الإخوان المسلمين" أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها حتى نهاية حكم الرئيس الراحل عبد الناصر عام 1970 شهدت عدداً من الانشقاقات المهمة وهو ما يمكن ملاحظته من خلال اقتراب تاريخي ومؤسساتي. 

وتدور مواضيع الانشقاقات حول مجموعة من المحددات التي تحكم مدى الانشقاق وطبيعته داخل الحركات الاجتماعية الكبرى، ومن هذه العوامل المحددة يمكن التعرف على مدى مركزية التنظيم وتأثير القائد الكاريزماتي ومدى استخدام العنف داخل التنظيم لا سيما وأن تلك الفترة قد شهدت خلافات وصراعات عميقة داخل الجماعة مثلت البداية لخلافات عميقة ضربت الجماعة في العقود التالية .

ظاهرة الانشقاقات في جماعة الإخوان الإرهابية كشفت عن عدد من المقاربات من بينها مقاربة فجوة الأجيال ومقاربة السوق الدينية ومقاربة تماسك الحركة الاجتماعية ومقاربة تمكين الشباب من مُنطلق أنّ هذه المقاربات سوف تسمح بالتعرف على التغيرات التي طرأت على مسار جماعة الإخوان ودفعت باتجاه خلخلة تماسكها ، فضلاً عن تقصي الأسباب التي دفعت أفراداً ومجموعات إلى الانسحاب منها والكشف عن الطبيعة الإقصائية لجماعة الإخوان وغياب هياكلها التشاركية في ظل ثقافة الطاعة العمياء.

وخلال عهد الرئيس محمد أنور السادات لم تشهد جماعة الإخوان المسلمين أيّ انشقاقات تنظيمية صغيرة كانت أو كبيرة بل إنّ الجماعة شهدت في تلك الفترة انتشاراً كبيراً في المجتمع ونمواً ملحوظاً في هيكلها التنظيمي بعد أن انضمت إليها مجموعات كبيرة من شباب التيار الإسلامي داخل الجامعات المصرية. 

وقد أسهمت عوامل عدة في عدم تعرض الإخوان لأيّ انشقاقات خلال تلك المرحلة التاريخية أوّلها رغبة الرئيس السادات نفسه في التصالح مع الجماعة وثانيها انشغال الجماعة بإعادة البناء التنظيمي ، بالإضافة إلى نجاح المرشد الثالث عمر التلمساني في إدارة الخلافات داخل الجماعة وفق الكتاب .

ويري خبراء فى جماعات الإسلام السياسي إن جماعة الإخوان منذ 2013 تعرضت لأقوى انشقاق في تاريخ الجماعة ، مشيرين إلى أن هذه الجماعة تنتهي من داخلها وستفتت من داخلها ولن يكون لها تواجد بعد ذلك ، وأوضحوا أن جماعة الإخوان تعانى من خلافات بسب بانتشار الاختلاسات المالية حيث تصل مليارات إلى الجماعة وتقوم قيادات الجماعة بأخذها والصرف على نفسها وشراء الفيلات والسيارات لأنفسهم بينما يتركون شبابهم الهاربين خارج مصر يعانون في الخارج .

وأضافت تحليلات الخبراء أنّ الانشقاقات التي شهدتها الجماعة منذ 25 يناير 2011 حتى الوقت الحاضر تعَد هي الأكبر والأخطر بالنظر إلى كونها اتخذت الطابع الجماعي الذي سرعان ما تحول إلى صراع على قيادة الجماعة ثم تفاقمت حدته بسبب اختفاء معظم القيادات التاريخية الفاعلة داخل السجون المصرية والتي كانت قادرة على حسم الصراعات وتحجيم النفوذ الداخلي ,

وقد أدت تلك الإنقسامات إلي إصابة الجماعة بحالة من السيولة التنظيمية وأصبح من الصعب معها السيطرة على الانشقاقات والانقسامات الأمر الذي أدي وجود قيادتين على رأس الهرم التنظيمي لجماعة الإخوان لأول مرة في تاريخها بعد اشتعال الصراع بين "إبراهيم منير"، و"محمود حسين"، واتهام كلّ طرف للآخر بالفساد المالي والإداري.

وأشارت التحليلات أن الانشقاقات لم تقتصر على جماعة الإخوان المسلمين الأم في مصر بل تعدتها إلى عدد من فروعها البارزة في المنطقة العربية وهو ما يعود إلى الارتباط القوي بين الجماعة الأم وفروعها في المنطقة وقد يُعزى ذلك إلى التقارب الجغرافي والموروثات الثقافية المشتركة ، إضافة إلى الارتدادات السياسية المباشرة بين دول المنطقة، أو ما يمكن أن يُطلق عليه "العدوى السياسية" .

ويعني ذلك وفقا للخبراء أن ما يحدث في دولة من الدول العربية من تطورات بأشكال مختلفة سرعان ما تنتقل تداعياته إلى الدول الأخرى بما فيها الأزمات التي تصيب التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وهو ما جعل فروع الجماعة في بعض الدول مثل الأردن وليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وفلسطين تشهد انشقاقات وانقسامات تتشابه كثيراً مع تلك التي ضربت الجماعة الأم في مصر .

الأحد، 22 أكتوبر 2023

حقيقة الاستعلاء عند جماعة الإخوان

الاستعلاء بالإيمان عند عضو الإخوان

الإخوان يورثون أفكارهم شفاهة لا كتابة ويستولون على عقول أتباعهم فيغيرون من منظورهم للدين وللدنيا وللدولة وللحق وللباطل وللناس خواصهم وعوامهم وينتجون بتربيتهم في الغالب إرهابياً ولو بشكل مؤجل ، ولعل فكرة الاستعلاء هي أشهر مكون فكري عند تنظيم الإخوان تحول إلى سلوك وصحيح ليس عليه دلائل كثيرة، لكننا نجده متجسّداً في سلوكيات الإخوان.

وقد اجتهد الإخوان في جعل أبنائهم المستعلين بالإيمان ودبجوا الخطب والمقالات والرسائل التربوية ليوفروا سبباً لاستعلائهم على الناس فتلبّسهم تفوق زائف وعصمة زائفة دعاهم للتشبث أكثر بتنظيماتهم فاعتبروا أنفسهم الفئة المؤمنة دون غيرهم أو الفئة التي تفهم الدين الصحيح دون غيرهم أو الفئة التي تعمل للدين دون غيرهم .

ونتيجة لذلك رفض الإخوان أيّ نقد لجماعتهم أو لقاداتهم وكل من انتقدهم اعتبروه معادياً للإسلام أمّا المستعلى عليهم فهم عوام الناس فتعالوا وتكبّروا على كلّ مخالفيهم دون شعور بالذنب لأنهم يظنون أنهم يحسنون عملاً وأنّ مراد الله لهم أن يستعلوا بإيمانهم .

إنّ الاستعلاء على عوام الناس مبدأ أقرّه حسن البنا وأرسى دعائمه سيد قطب وتولى مربّو الإخوان تقديمه في محاضراتهم التربوية مستغلين التراث وحكاياته وتقديمه بصورة مخلة ويستخرجون منه الدلالات على صدق استعلائهم على عوام الناس حتى بات سلوكاً وسمتاً إخوانياً بامتياز ولو أنكره الإخوان .

بدأ حسن البنا غرس الاستعلاء على العوام، عندما أوهم أتباعه أنهم الأكثر فهماً للإسلام، وأنّ غيرهم متردد ونفعي، وأنهم وحدهم ورثة رسول الله، وأنّ العالم أجمع سيحاربهم، وعليهم ألّا يغتروا بأهل التدين وبصلاحهم، ولا بأصحاب الهيئات ورؤساء الحكومات، ولا برجال الأعمال ورؤساء الأحزاب، ولا بعلماء الدين من غير الإخوان وهم وحدهم من حباهم الله تعالى بفهم صحيح للدين .

هذه المعاني التي تتكرّر في رسائل حسن البنا وفي كلماته الشفوية كرسالة تربوية سرّية تسللت إلى وجدان أتباعه، إضافة إلى علميات تربوية معقدة يمارسها الإخوان على أتباعهم، فيعتقد عضو الجماعة أنه طالما في ركاب الجماعة، فهو أعلى من عوام الناس.

ابتداع حسن البنا وسيد قطب لفكرة الاستعلاء بالإيمان سبّب الكثير من الانحرافات عند الجماعات الإسلاموية فهي تبدأ باحتقار العوام ثم انتهاكهم ثمّ إهدار دمهم ، وبالتوازي يبدأ الاستعلاء بالإيمان عند عضو الجماعة ثمّ الشعور بالتفرّد ثمّ إنكار الإيمان عن غيره من المسلمين .








الثلاثاء، 10 أكتوبر 2023

منهج حركة الإخوان المسلمين داخل دولهم


تخلط جماعة الإخوان الإرهابية بين قضية الإطار السياسي للدولة الخاضع لاجتهادات البشر والمفتوح على التجربة البشرية وبين شكل بدائي للدولة رافق بزوغ دعوة الإسلام وظل يتغير ويتطور بالتجربة والخطأ ، ولأن الإخوان يعتبرون التاريخ صيرورة هابطة يمضى للأسوأ دوماً فأنهم يعتقدون أنّ العودة لهذا الشكل السياسي البدائي هو عودة لحقيقة الدين الذي لم يحدد شكلاً خاصاً للنظام السياسي للدولة .

ويعتقد الإخوان أنّ واقع المسلمين المتداعي اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً هو بفعل مؤامرات اليهود والاستعمار وأنّ هذا العداء لم تتصدَ له سوى حركات الإحياء الديني الإخوانية في ليبيا والسودان ومصر واليمن فهم وحدهم من يمثلون قوى المقاومة الحية لمؤامرات التبشير والاستعمار .

الإخوان هنا يقدمون أنفسهم باعتبارهم هم من ندبوا أنفسهم لإنقاذ الأمة من الانهيار الأخلاقي الذي أصاب بنيها لذا فالمتأمل في واقع التنظيم عليه أن يتأمل هذه القشرة الأخلاقية الرقيقة التي سريعاً ما انكشفت عن وحوش تتصارع على الأموال والمناصب .

ويعتقد الإخوان أنّ حسن البنا كان مجدد القرن العشرين الذي ابتعثه الله ليجدد واقع الدين في النفوس والواقع وقد أضفوا على الرجل الذي مات في الثانية الأربعين من عمره صفات القائد الإستراتيجي الذي درس تاريخ الأمم والحضارات مطوراً رؤيته الخاصة التي أثبتت الأحداث أنها إستراتيجية عمياء عولت على التكتيك المنفصل بديلاً عن رؤية إستراتيجية يمكن تقييمها .

من يتأمل هذا التوجه الإخواني يدرك ماذا فعل الرجل بعقول أتباعه وكيف كرس في عقولهم ونفوسهم أنهم متمايزون إلى حد أنهم هم الصالحون وغيرهم فاسد فهم العقلاء وغيرهم ليسوا كذلك وحين يتملك هذا الشعور من الأتباع لن يسمعوا أبداً لغيرهم ما دام ليس منهم فهم وحدهم العقلاء المتصلون بهدي السماء وهم الأقدر على قيادة البشرية وليس المسلمون فقط .

البنا جهل هدفه النهائي أستاذية العالم عندما تقف البشرية لتصفق للإخوان بعد تحقيق منجزهم الحضاري المتفرد والذي عاشت البشرية بعض فصول نجاحه في باكستان والسودان ومصر وكل قُطر ابتلي بهم .

وقد واصل البنا ورجاله بسط رؤيتهم لطريق النهوض المتوهم مؤكدين أن أهم ما امتازت به دعوته هي النظرة الشمولية للإسلام والتي لم تنتج سوى تنظيم شمولي يجد نفسه بديلاً للدولة أو دولة داخل الدولة ينازعها كل سلطاتها ويجد نفسه بديلاً لها .



جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا