ضربات متلاحقة يشهدها تنظيم الإخوان من أميركا اللاتينية إلى إفريقيا والتي ضاعفت أزمات التنظيم الحالية خاصة أنه اعتمد على عدة دول كملاذ آمن لأنشطته واستثماراته وذلك بعد أن توالى وضع الإخوان على قائمة التنظيمات الإرهابية عبر قارات العالم من إفريقيا إلى أميركا اللاتينية مروراً بأوروبا وآسيا .
وحملت الأيام القليلة الماضية توالي الصفعات فبعد ساعات من قرار باراغواي إدراج تنظيم الإخوان على "قوائم الإرهاب" أقدمت جزر القمر على خطوة مماثلة ، ويرى الخبراء أن الحصار المتنامي أمام جماعة الإخوان من شأنه تسريع العملية التاريخية لإعلان وفاة الجماعة الإرهابية حيث إن صورة الجماعة عالميا بدأت في الانكشاف فبعد عقود من رؤيتها كتنظيم يعبر عن الإسلام المعتدل بات واضحا للجميع أن التنظيم ساهم في نشر التطرف والانخراط بشكل مباشر في العمليات الإرهابية .
تقول الدكتورة عقيلة دبيشي المحللة السياسية ومدير المركز الفرنسي للدراسات الإستراتيجية والدولية إنه من المرجح أن يكون لهذه القرارات تأثير كبير على مستقبل جماعة الإخوان الإرهابية لأنها قد تزيد من عزلة الجماعة وتحد من قدرتها على العمل وتجنيد الأعضاء ، كما قد يؤدي رفض الجماعة في عدد من الدول العربية والأوروبية إلى إضعاف نفوذها وشرعيتها خاصة إذا حذت دول أخرى حذوها وحظرت الجماعة .
وأضافت أنه تشترك جماعة الإخوان وداعش وبوكو حرام في بعض أوجه التشابه مثل استخدامهم للعنف والأيديولوجيات المتطرفة لتحقيق أهدافهم السياسية والاجتماعية ، ومع ذلك فقد ركزت جماعة الإخوان تاريخيا على النشاط السياسي والاجتماعي بدلاً من الأساليب العنيفة على الرغم من اتهام بعض الأعضاء والفصائل بدعم الإرهاب أو الانخراط فيه ، لافتة أنه من غير الواضح ما إذا كانت أوروبا ستتحرك لحظر جماعة الإخوان بعد قرارات باراغواي وجزر القمر حيث اتخذت بعض الدول الأوروبية بالفعل خطوات للحد من أنشطة المجموعة بينما سمح لها البعض الآخر بالعمل بحرية أكبر .
وكشفت أن مصر لعبت دورا مهمًا في محاربة وقمع جماعة الإخوان لا سيما بعد فترة قصيرة من السلطة السياسية للجماعة في البلاد في أعقاب الربيع العربي ، واستخدمت الحكومة المصرية مجموعة من التكتيكات بما في ذلك الاعتقالات والرقابة والدعاية للحد من نفوذ الجماعة وأنشطتها ومع ذلك يجادل بعض المنتقدين بأن هذه الإجراءات استهدفت أيضًا المعارضة السياسية السلمية ونشطاء حقوق الإنسان .