قالت صحيفة "الغارديان": إن قطاع غزة يواجه حاليا واحدة من أعنف المعارك حتى الآن في الحرب الحالية مع قيام إسرائيل بتوسيع هجومها بعد أيام قليلة من إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً يدعو إلى مزيد من المساعدات واتخاذ خطوات عاجلة لوقف دائم لإطلاق النار.
وقال مسؤولو صحة في غزة: إن أكثر من 100 شخص قتلوا في غارات جوية إسرائيلية في وقت متأخر من يوم الأحد وسط الأراضي الفلسطينية المحاصرة، من بينهم 70 شخصا على الأقل في قصف استهدف مجمعا سكنيا في مخيم المغازي للاجئين بالقرب من دير البلح.
كما تعرضت دير البلح للقصف خلال الليل على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي حددها سابقًا على أنها "منطقة إخلاء" للفلسطينيين الفارين من القتال.
ونشر الهلال الأحمر الفلسطيني لقطات من مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، تظهر أطفالا مذهولين وملطخين بالدماء ومغطين بغبار الركام. وكان هناك أيضًا العشرات من أكياس الجثث البيضاء، وفي مكان الهجوم على المغازي، صرخ الناس وهتفوا في الظلام أثناء محاولتهم البحث عن ناجين من المباني المنهارة.
وجاءت أحدث الخسائر بعد إعلان سابق يوم الأحد من وزارة الصحة في غزة أن الغارات الجوية الإسرائيلية قتلت 166 فلسطينيا خلال 24 ساعة، وهو أحد أكثر الأيام دموية في الصراع المستمر منذ 12 أسبوعا.
وقتل أكثر من 20400 فلسطيني منذ أعلنت إسرائيل الحرب ردا على الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر، والذي قتلت فيه الحركة الفلسطينية المسلحة 1140 شخصا واحتجزت 240 آخرين كرهائن.
وتم إلغاء احتفالات عيد الميلاد هذا العام في جميع أنحاء إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة تضامنا مع شعب غزة وبدلا من العرض التقليدي وقداس منتصف الليل البهيج في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة حيث يعتقد أن المسيح ولد أقام المسيحيون الفلسطينيون قداسا هادئا مع الترانيم والصلوات من أجل السلام .
وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي طال انتظاره، يوم الجمعة، والذي دعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من جميع الأطراف للعمل من أجل وقف إطلاق النار، فقد اشتد القتال على الأرض منذ انهيار الهدنة التي استمرت سبعة أيام في بداية ديسمبر.
ووسعت إسرائيل عملياتها لتشمل النصف الجنوبي من القطاع الذي تبلغ مساحته 365 كيلومترا مربعا؛ ما أثار مخاوف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وجميعهم تقريبا لجأوا بالفعل إلى جنوب نهر غزة بعد أن أخبرهم الجيش الإسرائيلي بأنه سيتم إخلاء القطاع .
وحذرت الأمم المتحدة من أن ربع السكان يعانون من المجاعة، وأن الزيادة في المساعدات منذ 17 ديسمبر لا تمثل سوى جزء بسيط مما يحتاجه الناس للبقاء على قيد الحياة في ظروف الشتاء الباردة والممطرة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق