بعد أشهر من التوتر السياسي والعسكري الحاد في السودان استيقظ سكان الخرطوم يوم السبت على مشاهد من المواجهات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي كُتبت فصولها في كافة أنحاء العاصمة وتمددت سريعاً إلى الولايات لتروي مرحلة جديدة في تطورات هذا الصراع وسط مخاوف محلية وإقليمية ودولية من انزلاق البلاد إلى مربع الفوضى.
لم تكن هذه المواجهة بالأمر المفاجئ فهي بالنسبة إلى محللين سياسيين "فتنة" نُسجت خيوطها علانية في فضاءات المشهد السوداني بواسطة بقايا نظام الإخوان والتي تتهمها دوائر واسعة بالتورط في تأجيج الخلاف بين الأجهزة العسكرية وجرها إلى خيار الحرب.
وهناك شواهد يستند عليها خبراء في اتهامهم لاتباع الرئيس المعزول عمر البشير بالتسبب في الحرب الدائرة الآن بين الجيش والدعم السريع أبرزها تهديدات صريحة أطلقها الأمين العام المكلف للحركة الإسلامية علي كرتي في أول ظهور له الشهر الماضي بأن تنظيمه لن ينتظر طويلا بعد الآن في إشارة ضمنية إلى اتجاهه نحو العنف وتبع ذلك تهديدات مماثلة من عناصر الإخوان خلال إفطارات رمضانية في الخرطوم.
تفاقمت التوترات وسط العسكريين بعد توقيع الاتفاق الاطاري مع قوى سياسية مدنية، وذلك بسبب خلاف حول إصلاح المؤسسة العسكرية والوصول إلى جيش مهني موحد ومسألة دمج الدعم السريع في القوات المسلحة، إذ رهن قائد الجيش الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان الاستمرار في العملية السياسية بحسم عملية الدمج.
على وقع الخلاف العسكري، كثف عناصر نظام الإخوان المعزول نشاطهم في الساحة السودانية رافعين رايات الحرب وفتح جبهات من العداء السافر على الاتفاق الاطاري وسط حملة تحريض للقوات المسلحة ودعوتها الى الانسحاب من العملية السياسية تحت ذريعة قصورها على مجموعة سياسية محددة.
ولم يكتف فلول الإخوان بحملة التحريض التي أوصلت البلاد الى مربع الحرب بل تحولوا الى قيادة خطاب تعبوي ضد الدعم السريع وهم يلبسون في ذلك ثوب الوطنية الزائف ويحاولون استغلال ضعف قيادة القوات المسلحة لتجيير الأوضاع لصالحهم .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق