لا يزال القتال مُستمراً بضراوة في العاصمة الخرطوم ومُدن سودانية أُخرى بين قوات الجيش والدعم السريع حيث فشلت جميع مساعي التهدئة وخرقت الهدنة الإنسانية التي وافق عليها الطرفان عدة مرات ولا توجد مؤشرات حتى الآن على أنّ أياً من الطرفين المتحاربين يستطيع تحقيق نصر سريع أو أنه مستعد للتراجع والقبول بمفاوضات تُنهي الأزمة وتُعيد الأوضاع إلى طبيعتها.
وكشف تقرير لشبكة "رؤية" أنه لا يزال نحو 10 ملايين نسمة محاصرين تحت زخات الرصاص ودويّ المدافع وأزيز الطائرات في مدن العاصمة السودانية الثلاث (الخرطوم، بحري، وأم درمان)، لليوم العاشر على التوالي بدون ملاجئ مهيأة ولا مخزون غذائي كافٍ ولا ماء ولا وقود ، فيما يعانون في الحصول على الإمدادات اليومية من المتاجر ويعرّضون أنفسهم للموت حين يضطرون إلى الخروج للحصول على احتياجاتهم الأساسية منها.
ولفتت تقارير حقوقية أنه كان ثلث سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي قبل وقوع النزاع ويتوقع أن يزداد الوضع سوءاً في كل أنحاء البلاد حيث من المحتمل بحسب برنامج الأغذية العالمي الذي اُضطر إلى وقف مؤقت لعمليات توزيع المساعدات الغذائية والمساعدات النقدية أن يؤدي انفجار العنف في السودان إلى إغراق ملايين آخرين في الجوع.
يرى محللون أن معاناة المدنيين تفاقمت وتدهورت الأوضاع الإنسانية الهشة أساساً إلى الحضيض بسرعة كبيرة حيث حوصر السُّكان في منازلهم تحت وابل القذائف والرصاص وأصبحوا ينتظرون التوصل لحل النزاع بسرعة ، فيما عجز موظفو الرعاية الصحية والإغاثة والعمل الإنساني من الاستمرار في أداء مهامهم وخرجت العديد من المستشفيات ومحلات البقالة والصيدليات ومراكز الرعاية الصحية ونقاط التموين عن الخدمة ما ينذر بعواقب وخيمة في القريب العاجل .
وأضاف أن النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعرقل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها، وأن هذا مؤشر خطير ونذير بعدم توقع انتهاء الحرب في المدى المنظور واستعصاء إقناع الطرفين بالجلوس إلى طاولة حوار والتوصل إلى حل سلمي للأزمة المتفاقمة بينهما.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق