تعود جذور الإيديولوجيا الخاصة بمعظم أحزاب الإسلام السياسي في العالم العربي تاريخياً إلى ظهور جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 ، وفي الواقع كانت الأحزاب الأكثر تأثيراً التي نشرت إيديولوجية الإسلام السياسي في العالم العربي مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين أو على الأقل اعترفت رمزياً بقيادتها ما بين عامي 1928 و2011.
انقسمت مصائر جماعة الإخوان المسلمين على مدى العقد الماضي إلى ثلاثة مراحل مباشرة هي الصعود والانحدار والأزمة ، وويتم تعريف هذه المراحل بشكل عام بقدرة جماعة الإخوان المسلمين على التأثير في الديناميكيات السياسية في البلدان العربية التي تعمل فيها أحزاب الإسلام السنّي التقليدي والتي تنظر إلى جماعة الإخوان المسلمين كمصدر رئيس للإلهام الإيديولوجي .
فقدت جماعة الإخوان المسلمين تدريجياً تأثيرها الإيديولوجي على الأحزاب التي ألهمتها بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في مصر ، وابتداء من ذلك العام أدى تزايد التهميش والتفكك إلى التسريع بتدهور الحركة بحسب ما توصلت إليه دراسة نشرها المركز العربي لدراسات التطرف بعنوان "ضائعون في المرحلة الانتقالية : الإخوان المسلمون في عام 2022".
وبحسب الدراسة فقد منحت العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين الأحزاب الإسلامية السياسية الرئيسة التأييد السياسي ووفرت لهم منصة للتنسيق الإقليمي ، فضلاً عن شبكة من الدعم لأعضائها وعلى الرغم من الاحتفاظ بروابط رسمية أو غير رسمية مع قيادة جماعة الإخوان المسلمين في مصرغالباً ما تتمتع أحزاب الإسلام السياسي بدرجة عالية من الاستقلالية وتظل قادرة على تكييف استراتيجيتها السياسية وفقاً للسياق السياسي الوطني.
وقد اكتسبت جماعة الإخوان المسلمين وفقاً للدراسة شهرة سياسية في يناير 2011 حين اندلعت احتجاجات متتالية في أجزاء من شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، لقد كانت الحركة في وضع ملائم للمنافسة في الانتخابات التي تلت تنازلات أولية من الأنظمة في مصر وتونس والمغرب والأردن وذلك نظراً لسجلها الطويل في المشاركة الاجتماعية وبناء قاعدة جماهيرية واسعة.
وكانت هذه فرصة فريدة لأحزاب المشروع السياسي الإسلامي كان عليها عدم تفويتها ولم تفوتها حقيقة ، وفي عامي 2011 و2012 نجحت أحزاب المشروع السياسي الإسلامي ذات الصلات القوية بجماعة الإخوان المسلمين في الحصول على تصويت كافٍ للانضمام إلى التحالفات الحاكمة في مصر وليبيا والمغرب وتونس وحتى تأمين انتخاب أحد أعضائها رئيساً لمصر.
لفتت الدراسة إلى أن تسلم الجيش بقيادة عبد الفتاح السيسي بمصر في يوليو 2013 السلطة أول انتكاسة تواجهها أحزاب الإسلام السياسي ، ثم كانت إعادة ضبط العلاقات بشكل غير رسمي بين مصر وتركيا في عام 2021 أحدث تلك الانتكاسات .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق