عمدت جماعة الإخوان الإرهابية إلى التغوّل في ثلاث عواصم أوروبية بين عقدَي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وهي: لندن وبرلين وباريس .
كما شكّلت الجماعة من خلال الجاليات الإسلاميّة والعربيّة حضوراً مكثفاً، بواسطة عدة آليات، من بينها المراكز الثقافية والدعوية، ثمّ الجمعيات الحقوقية التي قاموا بتدشينها؛ إذ لعبت دوراً مؤثراً في الترويج لأدبيات الإخوان وأفكارهم، من ناحية، وتحقيق أهدافهم السياسية، من ناحية أخرى؛ وقد ساعدت وفرة التمويل في نجاحهم المرحليّ والجزئيّ، إلى جانب الاتصال مع جهات حقوقيّة ورسميّة، في أوروبا والغرب.
وقال محللون متخصصون فى جماعات الإسلام السياسي أن لدى جماعة الإخوان في الغرب، العديد من المؤسسات والمعاهد التعليمية، وكذا المراكز الدعوية والثقافية والحقوقية، التي تتصل بهم تنظيمياً، أو تتوافق وأيديولوجياتهم؛ ومن بينها مركز بحوث ودراسات الإسلام، والمعهد الأوروبي للعلوم الإنسانيّة، والأخير يعدّ المسؤول عن تدريب الأئمة والدعاة في العواصم الأوروبية، ومعهد الدراسات الإسلامية العالمية، الموجود منه عدة فروع بالغرب، من بينها فرنسا، بينما المقرّ الرئيس في لندن، ومعهد ابن سينا، المسؤول عن تدريب الأئمة في شمال فرنسا .
وأضافت التحليلات أن الإخوان المسلمون لديهم أيضا لوبيات في معظم الدول الأوروبية، وهم يعتمدون على رجال الأعمال كمصدر للتمويل، إضافة إلى الحروب والصراعات التي تحدث في الشرق الأوسط؛ فالمال السياسي واقتصاديات الحرب، يلعب كلّ منهما أدواراً مختلفة في إدارة أنشطتهم،
وأوضحت أن تنظيم الإخوان يشكل حلقات عديدة ومعقدة في الغرب؛ إذ تمكّن من تسجيل العديد من المنظمات الحقوقية، مستفيدين من الأوضاع القانونية والحقوقية التي تتّسم بدرجة كبيرة من الحرية في هذا الشأن، خاصة، في عاصمة ومركز النشاط الحقوقي، في جنيف بسويسرا، والتي هي مقرّ المجلس الدولي لحقوق الإنسان.
تستهدف الجماعة من خلال هذه المنصات والمراكز الحقوقية، التي تعقد أنشطتها داخل مقرّ الأمم المتحدة إدارة دعايتها السلبية والمعارضة، والهجوم على الدول التي تحمل لها خصومة سياسية وإقليمية، كما أنّها تسعى إلى بناء صورة عن الجماعة مختلفة عن حقيقتها، وذلك باعتبارها منظمة سياسية، لا تتبنى العنف، وتعتمد على الأطر السلمية والقانونية لنشر أفكارها، وهو ما يخالف نشاطها الحركي، وحتى أدبياتها النظرية، التي تتبنى الدين لأغراض سياسية، ولأهداف الحكم، وتعمد إلى تكفير الآخرين .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق