خلال ظهوره الإعلامي الأول منذ أعوام، صرح المسؤول السياسي في جماعة الإخوان المسلمين – جبهة لندن، حلمي الجزار، بأنّ جماعة الإخوان شرعت في إجراء مراجعات شاملة ستمتد لمدة عامين، لأداء الجماعة في مصر منذ العام 2013 ومراجعة المشهد السياسي المصري بشكل عام.
ودعا مسؤول المكتب السياسي جميع سائر القوى السياسية لمراجعة مواقفها ونبذ الأنانية السياسية ، مشيراً إلى أنّ الجماعة بدأت مراجعة جادة لمسيرتها خلال السنوات العشر الماضية، داعياً لمصالحة مجتمعية شاملة تتجاوز جميع التحديات التي تمر بها مصر .
وتطرق الجزار إلى علاقة جماعة الإخوان بالمملكة العربية السعودية بعد انتقادات طالت الجماعة لإشادتها بالتنظيم الناجح لموسم الحج، وقال: "علاقة الجماعة بالمملكة العربية السعودية تاريخية وطيبة، ونريد أن نطوي صفحة الخلافات معها، ونحن حريصون على مد أيدينا للمجتمع العربي بشكل عام؛ فنحن دعوة إسلامية تحاول الإصلاح، وتريد الخير للأوطان".
بيد أن حديث الجزار لم يخل من تناقضات فعدم التنافس على السلطة ليست سوى تكتيك مرتهن بالظروف الحالية حيث يري باحثون فى جماعات الإسلام السياسي إن دعوة حلمي الجزار في حقيقة الأمر مثيرة للضحك ليس فقط لكونها دعوة لوقف العمل السياسي الإخواني على لسان المسؤول نفسه عن المكتب السياسي للإخوان وكأنها دعوة من شخص يتحدث عن تجريده من صفته الإخوانية السياسية الرسمية إن كانت دعوته صادقة .
وأشار الباحثون إلي أن الشعارات التى رفعها الإخوان بعد ثورة يناير كشفت الأيام كل مرة انتهازية تلك الشعارات الفارغة لجماعة بنيتها الفكرية تقوم من الأساس على فكرة شمولية الإسلام التي لا يمكن معها فصل المجال الدعوي عن المجال السياسي إلا على سبيل التكتيك فقط ، وأن كل التجارب في عهد عبد الناصر والسادات ومبارك أثبتت أنّ العمل الدعوي المزعوم هو الباب الذي تعود منه الجماعة كل مرة للمشهد السياسي وهو نفسه الباب الذي تدخل منه للمجال السياسي لتفكيك الدولة.
ولفتوا إلى أنّ ما يهم الجماعة هذه الفترة هو الحفاظ على شبكة المصالح الاقتصادية الكبيرة، التي توجد في دول عديد، وبخاصة دول شرق آسيا، وما يتخوفون منه هو انهيار هذه الشبكة التي تحفظ كيان الجماعة من الانهيار، رغم كل الخسائر التي طالتهم في المنطقة.
وقد شهدت جماعة الإخوان المسلمين منذ الإطاحة بها شعبياً في ثورة 30 يونيو 2013 في مصر مراجعات داخلية، قامت بها أجنحة محسوبة على الجماعة، مثل "تيار التغيير" الذي انتهج العنف ضد الدولة المصرية في بدايات انطلاقه، ثم أعلن المنتسبون إليه في الخارج عن مراجعات، ليختفوا بعدها من المشهد.
لكنّ الكتلة الصلبة في الجماعة الأم، والمنقسمة بين جبهتين؛ إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق محمود حسين، الذي نصّب نفسه قائماً بأعمال المرشد العام للجماعة، ولندن بقيادة القائم بأعمال المرشد صلاح عبد الحق، لم تُعلن عن أية مراجعات قبل شهر أيلول الماضي.