أكد الكثير من السياسيين السودانيين أنّ تنظيم الإخوان المسلمين يهدف إلى إطالة أمد الحرب فى السودان من أجل تصفية الثورة واستخدام حالة الفوضى لتحقيق أهدافهم السياسية.
ويرى رئيس الجبهة الثورية والعضو السابق في مجلس السيادة السوداني الهادي إدريس أنّ سبب اصطفاف مجموعة الإخوان في الاتجاه المعاكس للحل السلمي يعود إلى أنّ الحروب في حدّ ذاتها ظلت تشكل دائماً وسيلة تنظيم الإخوان لتحقيق أهدافه السياسية، ويوضح أنّ "تجربة الإخوان التي امتدت لأكثر من (30) عاماً شهدت حروباً في كل أطراف السودان، وخلفت خسائر ضخمة، وأدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، وعرضت البلاد لخطر التقسيم".
ويُرجع إدريس سعي جماعة الإخوان لمنع إيقاف الحرب إلى التخوف من الحل السلمي الذي يعرضهم للانكشاف السياسي ويجعلهم عرضة للمحاكمات؛ بسبب تورطهم في سلسلة جرائم منها فض الاعتصام، وانقلاب 25 تشرين الأول (أكتوبر)، وحرب 15 نيسان (أبريل) نفسها، وفق ما نقلت (سكاي نيوز عربية).
ويتفق السفير الصادق المقلي والأكاديمي والكاتب المختص في شؤون الجماعات المتطرفة عبد المنعم همت على أنّ رفض تنظيم الإخوان لوقف الحرب يأتي ضمن تكتيك سياسي يسعون من خلاله للعودة إلى الحكم تحت المظلة العسكرية.
ويقول المقلي في تصريح صحفي: "الإخوان يراهنون على الحسم العسكري منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب، وما صاحبها من اتهام لهم بإطلاق الطلقة الأولى، لكنّ حساباتهم خابت، لأنّهم كانوا يعولون على حسم المعركة في غضون أسابيع".
ويشير المقلي إلى أنّ اعتراض الإخوان على الحل السلمي التفاوضي ينطلق من قناعتهم بأنّه سيقصيهم من أيّ عملية سياسية بعد الحرب، خاصة أنّ المؤتمر الوطني -الجناح السياسي للتنظيم- محظور بالقانون من المشاركة في الفترة الانتقالية.
ويضيف: "سعوا منذ سقوط نظامهم لتقويض مسار التحول الديمقراطي ووأد الفترة الانتقالية، وكانوا يجاهرون بذلك علناً وليس في الخفاء، لا سيّما أنّ الاتفاق الإطاري الذي كان سيحسم الخلافات العسكرية ينصّ على تفكيك نظام الإنقاذ وكشف فساده.
يُذكر أنّ تنظيم الإخوان نجح مرات عديدة بإفشال جولات التفاوض، وكشفت قوى دولية كثيرة عن مساعي "الكيزان" لإطالة أمد الحرب؛ بهدف إضعاف القوى الوطنية الرافضة لها، حتى يتسنّى لجماعة الإخوان العودة بقوة إلى المشهد السياسي، أو التفاوض للحصول على جزء من السلطة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق