حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن العالم يواجه "كارثة" بسبب النقص المتزايد في الغذاء في جميع أنحاء العالم وقال في رسالة بالفيديو إلى المسؤولين : "هناك خطر حقيقي من إعلان مجاعات متعددة في عام 2022 ويمكن أن يكون عام 2023 أسوأ" ، مشيرا إلى أن المحاصيل في جميع أنحاء آسيا وإفريقيا والأمريكتين ستتضرر حيث يكافح المزارعون في جميع أنحاء العالم للتعامل مع ارتفاع أسعار الأسمدة والطاقة .
كما أفاد بيان صحفي صادر عن نائب الأمين العام للأمم المتحدة أن ما مجموعه 750 ألف شخص يواجهون بالفعل المجاعة والموت في إثيوبيا واليمن وجنوب السودان والصومال وأفغانستان ، فعلى سبيل المثال تواجه الصومال نقصا غير مسبوق في القمح بسبب توقف الصادرات من روسيا وأوكرانيا حيث تم إغلاق طريق التصدير عبر البحر الأسود منذ بدء الحرب في 24 فبراير .
ووفقا للأمم المتحدة فإن الدولة الواقعة في شرق إفريقيا لديها ما يقدر بنحو 13 مليون شخص يعانون من الجوع الشديد الناتج عن الجفاف المستمر ، ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي تسبب مزيج الصراع والجفاف في ارتفاع التضخم في إثيوبيا ، مضيفًا أنه اعتبارا من شهر أبريل ارتفع مؤشر أسعار الغذاء في إثيوبيا بنسبة 43 في المائة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي .
وبحسب تقرير عالمي للأزمات الغذائية لعام 2022 فهناك حوالي 180 مليون شخص في 40 دولة سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الذي لا مفر منه والذي يمكن أن يؤدي أيضًا إلى سوء التغذية والجوع الجماعي وقد يصل الأمر إلى مجاعة في بعض الدول وعلى رأسها اليمن وأفغانستان ، كما أفادت صحيفة "إنديا إكسبرس" الهندية أن إثيوبيا ونيجيريا وجنوب السودان واليمن تعد "بؤرًا ساخنة للجوع" لأنها تواجه ظروفا كارثية وفقا لأحدث تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) .
وبحسب الصحيفة الهندية فإن اليمن يواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم منذ سنوات القتال بين القوات الحكومية وميليشيا الحوثي من المتوقع أن يحتاج حوالي 19 مليون شخص في اليمن إلى مساعدات غذائية في عام 2022 ، بزيادة عن الرقم الحالي البالغ 17.4 مليون وسيواجه 7.3 مليون شخص مستويات طارئة من الجوع بعد أن أعلن برنامج الغذاء العالمي (WFP) عن مزيد من التخفيضات الدراماتيكية للمساعدات الغذائية في اليمن مما ترك ملايين اليمنيين الذين يعانون بالفعل من الحرب غير قادرين على الحصول على ما يكفي من الغذاء وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الأحد إنه اضطر إلى التقنين نتيجة عدم تلقي التمويل الكافي والظروف الاقتصادية العالمية .
وفي أفغانستان ومنذ استيلاء حركة طالبان الإرهابية في أغسطس 2021 على الحكم كان هناك نقص في الغذاء في البلاد بالإضافة إلى الزلزال المميت الذي وقع في 22 يونيو الجاري فقد دمرت الفيضانات المفاجئة المنازل وسبل العيش في ما لا يقل عن أربع مقاطعات وأفاد تقرير لبرنامج الأغذية العالمي أن ما مجموعه 18.9 مليون شخص في أفغانستان يعانون حاليا من انعدام الأمن الغذائي الحاد ، كما أن 4.7 مليون طفل وامرأة حامل ومرضعة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في عام 2022 بالإضافة إلى 3.9 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد .
ومع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية يتزايد القلق من أن تؤدي الأزمة إلى أزمات غذائية في البلدان النامية في جميع أنحاء العالم حيث يتعرض عشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم لخطر الجوع بعد أن أدت الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر إلى تعطيل شحنات الحبوب من أوكرانيا .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق