الإخوان المسلمين لا يؤمنون بالوطن وكثيرا ما يناصبونه العداء ويستقوون عليه بالخارج ويعتبرون التنظيم بديل الوطن فيصرفون ولاءات الأتباع إليه وحدود الوطن عندهم تتلاشى أمام تكليفات الأمير أو مرشد التنظيم وهنا تفرض الجماعة عزلة إجبارية على أعضائها حتى يصبح ولاؤهم لها دون الوطن .
كراهية الإخوان لأوطانهم ليست حالة استثنائية وموقف التنظيم المنحاز دائماً لإسقاط الأنظمة السياسية لم يكن سببه خلافاً سياسياً دفع التنظيم لهذا السلوك لكنه مبني على نظام التربية السياسية داخل التنظيم فالمفرخة التي يخرج منها الإخوان يتم فيها تخليق ثقافة الكراهية والعداء للدولة الوطنية .
هدف الإخوان قلب نظام الحكم في أي دولة فابتعدوا عن فكرة الإحياء الروحي للأتباع وركزوا على فكرة الوصول للسلطة من خلال تشويه أي سلطة قائمة مع التخطيط لإسقاطها وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تربية الأتباع على كراهية الوطن والخلط بين مفهوم الوطن ووجوب الانتماء إليه وبين النظام السياسي ومعارضته .
ويتعاون الإخوان في الدول التي يوجدون فيها مع نظرائهم في الدول الأخرى على هدف إسقاط الدولة التي يعيشون فيها من خلال نشر الفوضى وكأن هذه هي "التيمة" التي تميز التنظيم والشارة التي يُعرفون بها وهنا تبدو خطورة الإخوان على مفهوم الدولة الوطنية القوية المستقرة التي يتمتع فيها المواطنون بكامل الحقوق بعيدًا عن الجنس أو الدين.
من مظاهر هذا التنسيق على سبيل المثال هم أعضاء التنظيم الذين سافروا إلى دول أوروبية واستفادوا من العمل فيها وفتحت لهم جامعاتها وأكلوا وشربوا من خيراتها ووفرت لهم الرعاية الصحية والاجتماعية والحماية أيضا ورغم ذلك كفروا بها أو كفروا مواطنيها الأصليين عندما وجدوا وطنًا بديلا ، ليس ذلك فقط ولكنهم حرضوا ضد هذه البلدان التي عاشوا فيها .
قد لا تدرك بعض الدول خطورة الإخوان وقد تستخدمهم حكومات أخرى على اعتبار أنهم أكبر تنظيم متمرد في المنطقة والعالم لكن كل هؤلاء أخطأوا في حق أوطانهم والعالم لأن الإخوان يمثلون خطرًا حقيقيا ينتقل من دولة لأخرى ويهدد كل الأنظمة السياسية والبلدان التي ينتقلون إليها لذلك من الواجب الاتفاق على مواجهته وفق آليات تتواءم مع حجم خطره .
الإخوان يهددون الحياة بمواقفهم ضد أوطانهم وهذا سبب عدائهم مع السياسيين والوطنيين وقادة الرأي فالجماعة التي تعيش في قوقعة التنظيم تُهدد بقاء الدولة التي لا يؤمنون بها بطبيعة الحال لذلك من المهم قراءة التنظيم قراءة دقيقة وتوحيد جهود مواجهته مع كل من يؤمن بوجوب حب الوطن وضرورة بذل الغالي والنفيس من أجله .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق