‏إظهار الرسائل ذات التسميات طالبان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات طالبان. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 7 يناير 2024

أزمات جماعة الإخوان الإرهابية فى تركيا

جماعة الإخوان تدرس الإنتقال من تركيا إلى أفغانستان

في ظل الأزمات الكبرى التي تواجه جماعة الإخوان الإرهابية في عدد من الدول وهو ما جعل الجماعة مطاردة ، وخلال الأيام الماضية زار وفد من جماعة الإخوان والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أفغانستان، حيث التقى قيادات طالبان، ووزير دفاع الحركة محمد يعقوب ابن الملا عمر، وهو ما كشف عن أن الجماعة تبحث الآن عن ملاذات آمنة لها بعد أزماتها في تركيا ومن قبلها في قطر والآن في بريطانيا، فهي تريد البحث عن بدائل لها خلال الفترة الحالية.

وكشفت تقارير أن وفد الجماعة والاتحاد بحث خلال تلك الزيارة نقل استثمارات الإخوان والتعاون الاقتصادي، فضلاً عن الترتيب لملاذات جديدة لقادة وعناصر الإخوان الملاحقين أمنياً، وذلك ضمن إستراتيجية جديدة، يسعى تنظيم الإخوان الإرهابي لاتخاذها ثغرة للنفاذ منها من أجل كسر الحصار والتضييق المفروض عليه، في عدد من البلدان، مع لفظه شعبيًا، وانحسار تأثيره فيها، إثر انكشاف زيف روايته.

في هذا الصدد يقول خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية إن أفغانستان إحدى الساحات المرشحة للجوء تنظيم الإخوان إليها؛ نظرا لعوامل عدة متعلقة بالجماعة وطبيعة ظروفها وتحالفاتها، إضافة إلى الأوضاع في أفغانستان، وذلك بعد أن ضاقت بالجماعة كافة السبل والأماكن في المنطقة.

وأضاف الخبراء أن الجماعة درست نقل بعض الشركات الاقتصادية لها في إفريقيا إلى أفغانستان بهدف جعل حكم حركة طالبان نموذجاً للحكم يتم الترويج له بين الشباب العربي في المرحلة القادمة، لافتا أن أنسب مكان الآن هو أفغانستان بالنسبة للجماعة الإرهابية، وذلك في ظل توطيد العلاقات بين مصر وتركيا.

من جانبه قال الكاتب والبرلماني المصري مصطفى بكري إن زيارات وفد الجماعة إلى أفغانستان ستستمر خلال الفترة المقبلة، خاصة أن الوضع المأساوي والمتدهور لعناصر الجماعة المقيمين في تركيا بات يشكل ضغطاً هائلاً على التنظيم يجعله يسرع من الترتيب لملاذ جديد يمكن نقلهم إليه ليخفف من حدة الغضب المتصاعدة ضد قادته من جانب عناصر الجماعة والموالين لها.

وأضاف بكري أن جماعة الإخوان تواجه أزمة كبرى حاليا في تركيا وتواجدها على الأراضي التركية في الوقت الذي تشهد فيها الجماعة حالة من الاضطرابات والأزمات في ظل نجاح الدولة المصرية في فتح علاقات مع تركيا وكل دول المنطقة من خلال مواقف الدولة المصرية الثابتة.

الخميس، 13 أبريل 2023

طالبان وإيران تقدمان نموذجا لثقافة التطرف ضد النساء

التطرف ضد النساء

الإرهاب لا دين ولا إنسانية له والمعاملة دوما ما تكون بها المزيد من القمع مع الإنسان وخاصة النساء وعلى مر التاريخ تعامل الحركات والكيانات الإرهابية النساء بشكل سيئ ، وإيران وطالبان هما أكبر مثال على ذلك فأوجه التشابه ثابتة من محاولات عديدة لمنع النساء من التعليم وقمعهن في الحياة العامة وكذلك في الحجاب الإجباري وهو ما تقوم به الجماعات الإرهابية والدول التي تدعم الإرهاب وتقمع النساء.

طالبان أجبرت النساء على لبس البرقع وأمرت حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان النساء بارتداء البرقع في الأماكن العامة وأصدرت مرسوما بتعميم الزي الذي يطلق عليه بالأفغانية التشادري ويعد هذا المرسوم أحد أكثر القيود صرامة التي تفرض على النساء وكذلك قامت بأمر المذيعات بنفس اللباس .

وإيران وعقب الثورة الإسلامية في 1979 أصبح قانون إلزامية الحجاب متواجدا وسارياً ويراقبه قوات شرطية تدعى شرطة الأخلاق، وهو ما تظاهر ضده النساء في إيران في الوقت الحالي عقب وفاة الفتاة مهسا أميني على يد قوات شرطة الأخلاق ، وإيران لحل الأزمة قامت بالإعلان عن حل "شرطة الأخلاق" وتعليق نشاطها على خلفية الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، ولكن حل محلها قوات الشرطة العادية.

وفي أفغانستان قامت حركة طالبان في 2016، بإصابة طالبات مدرسة للبنات في هرات بالتسمم بالغاز السام وأعلنت طالبان على الفور مسؤوليتها عن هذا الهجوم الإرهابي البيولوجي وبعد تنفيذ هذا الهجوم الكيماوي أعلنت حركة طالبان أن الإسلام ضد تعليم الفتيات.

وعلى نفس النهج قامت إيران بتسميم طالبات المدارس لمنعهن من الاحتجاج على الحجاب، ووصل عدد الفتيات إلى أكثر من 100 فتاة وهو ما دفع الأهالي لمنع الفتيات من التعليم ، والتطابق الإرهابي في الزي كان واضحاً ما بين البرقع والحجاب الإيراني وكذلك المعاملة مع النساء بين الطرفين ، وفي فترة التسعينيات كانت لإيران علاقات عدائية مع طالبان لفترة بعد أن هاجمت طالبان الشيعة "الهزارة" في أفغانستان.

لكن الأمور تغيرت بعد ذلك بوقتٍ قصير وخلال رئاسة محمود أحمدي نجاد عززت إيران علاقاتها مع طالبان وتحت حماية الحرس الثوري الإيراني أقامت حركة طالبان مركزًا للقيادة في مدينة مشهد داخل إيران لتنسيق عملياتها العسكرية في غرب أفغانستان .

الجمعة، 23 ديسمبر 2022

ميليشيات الحوثي تسير على خطي طالبان

إنتهاكات جسيمة بحق المرأة اليمنية تحت سلطة الحوثيين

تواصل ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران معايير مشددة على النساء وفرض قواعد اجتماعية متشددة في المناطق التي يسيطرون عليها بما فيها من رقابة صارمة على النساء وهي القيود التي لم تكن موجودة في اليمن من قبل الحرب المتواصلة منذ ثماني سنوات منذ الانقلاب الحوثي في البلاد .

ودائما ما تفرض ميليشيا الحوثي بدعم إيراني قيودا مشددة على النساء في اليمن عبر المناطق المسيطرة عليها خاصة صنعاء وتعز خاصة منع النساء من استلام وثائق عقد الزواج وحظر السفر للنساء دون رجل محرم ومنعهن من تلقي الخدمات الصحية على يد الأطباء وحظر تعليم المرأة وذلك على خطى قواعد تفرضها إيران وحركة طالبان الإرهابية في أفغانستان .

وقد أشارت تقارير عديدة للأمم المتحدة إلى أن الحوثيين قاموا بجرائم اغتصاب وانتهاكات جنسية في حق المعتقلات في السجون اليمنية ، وذكر أحد التقارير الأممية أن سلطان زابن الذي كان مسؤول البحث الجنائي للحوثيين كان يقود هذه الانتهاكات الجسيمة .

وفي أكتوبر الماضي حذرت الميليشيا الإرهابية محلات التصوير الفوتوغرافي من تصوير أي امرأة ما لم تكن الصورة المطلوبة للوجه فقط في حالات الضرورة وخروج الرجل من محلات التصوير في حين تواجد أي امرأة ، كما تستهدف الحوثي الطالبات في الجامعات ومنعن من الحضور مع الطلاب الذكور في قاعة تعليمية واحدة ويتم فصلهن بقاعة أخرى وتخصيص فترتين للدراسة فضلا عن منعهن من الاحتفال بالتخرج المختلطة .

وفي صعدة معقل الحوثيين لم يعد بإمكان السيدات التنقل وحدهن ولم يعد بإمكانهن تحديد النسل في البلاد وذلك للاستفادة من الأطفال عقب ولادتهم واستخدامهم كدروع للموت في حروبهم ، وبالإضافة إلى ذلك فقد خصصت الحوثي الإرهابية وحدة شرطة نسائية تعرف باسم الزينبيات بتنظيم وفرض النظام والقيود على المرأة في البلاد.

وفي حلقة جديدة من القيود المشددة فقد تلاشى حلم الكثير من الطالبات بالدراسة خارج اليمن بسبب قيود فرضتها الميليشيات الإرهابية على تنقل النساء، كما ندد العديد من النساء بحرمانها من حقوقها البديهية ، وحسب وكالة فرانس برس الإخبارية، فقد تعاقب الحوثي الإرهابية بشكل خاص النساء العاملات مع اتجاه عام لتحديد وجودهن في الفضاء العام .

كما يرى مراقبون للأوضاع في اليمن أن هذه تخدم الأهداف الدينية والسياسية على حد سواء وتأتي لإرضاء التشدد الحوثي الإيراني حيث يستلهمون من النموذج الإيراني ونموذج نظام طالبان .

ويرى مراقبون أن ميليشيا الحوثي منذ البداية تعمل على استبداد النساء وتقييد نشاط وتعليم المرأة بذرائع واهية وعملت على نشر شرطة نسائية طائفية تحت اسم الزينبيات وبيدهن كل السلطات وهذا الضغط سيولد انفجارا كما حصل في إيران تماما بسبب جرائم ما تسمى بشرطة الأخلاق .

وأضاف المراقبون أنه رغم ضعف التعليم في اليمن فإن ميليشيا الحوثي في كل سنة تعود بعجلة التنوير عشر سنوات إلى الخلف والعجيب في الأمر تناقضات التوجه الحوثي واستخدامهم للدين فقط فيما يخدم مصالح تسلطهم ولهذا تجدهم يفرضون شروطا قاسية على كل النساء في مناطق سيطرتهم ، بينما نرى الناشطات الحوثيات في الخارج يظهرن بلباس عارٍ بدعم من قيادة ميليشيا الحوثي وهذا يدلل أن الحوثيين مثلهم مثل الإخوان المسلمين ويعملون وفق الغاية تبرر الوسيلة وغايتهم السلطة والثروة والدين والطائفية والحزبية وسائل فقط .


الاثنين، 19 سبتمبر 2022

طالبان تفقد سيطرتها على افغانستان

تناحر بين طالبان وداعش فى افغانستان

منذ أن سيطرت طالبان على أفغانستان في شهر أغسطس من العام الماضي غرقت البلاد في أعمال عنف ومن المرجح أن تستمر الحالة المعاكسة لأنه لا توجد علامات تدل على قيام طالبان بتعزيز هيمنتها في المستقبل القريب بحسب صحيفة "هيندوسن تايمز" الهندية .

وبحسب الصحيفة فقد سجلت أفغانستان 366 حالة وفاة مرتبطة بالإرهاب في أغسطس ، مسجلة زيادة حادة بنسبة 50 في المائة من 244 حالة في يوليو حيث كانت هناك 367 حالة وفاة في يونيو و391 في مايو وهكذا بعد تسجيل انخفاض لمدة شهرين متتاليين ارتفع إجمالي الوفيات مرة أخرى في أغسطس واستمر هذا الاتجاه الدوري منذ مارس 2020 على الرغم من حدوث انخفاض كبير منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021 . 

وأضافت أنه في شهر أغسطس الماضي سقط 77 قتيلا مدنيا مقابل 68 في يوليو بزيادة 13.23 في المائة وفي 17 أغسطس قتل ما لا يقل عن 21 شخصا وأصيب 33 آخرون في هجوم انتحاري في مسجد أبو بكر الواقع في حي خير خانا بمنطقة بمدينة كابول ولم تتبن أي جماعة المسؤولية عن الهجوم لكنه حمل توقيعات داعش القوية ويعزى الارتفاع الكبير في عدد القتلى إلى حد كبير إلى الخسائر التي تكبدتها حركة طالبان على الأرض .

ويرى محللون أن الأمور تزداد تعقيدا في أفغانستان مع تكثيف كل من الخصمين الرئيسيين لحركة طالبان وهما جبهة المقاومة الوطنية وتنظيم ولاية خراسان (داعش) لعملياتهما الأمر الذي أدى لتدهور الوضع الأمني خلال شهر أغسطس في أفغانستان فعلى الرغم من مزاعم طالبان بأن داعش غير موجود فعليا في أفغانستان ولا يشكل تهديدا فقد أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجمات المميتة على المساجد والمدارس والسيارات .

وقالت التحليلات أن الانقسام الداخلي المستمر داخل طالبان يلحق الضرر بالنظام وفي كفاحه من أجل التوحيد ومحاربة الأعداء المحليين فى إشارة إلى مصرع ثلاثة من أعضاء طالبان مصرعهم بسبب الصراع الداخلي في منطقة تالا وفي 21 أغسطس لقي شخص مصرعه وأصيب آخر نتيجة الصراع الداخلي داخل حركة طالبان في ولاية بنجشير وفي 17 أغسطس زعمت وزارة الدفاع الأفغانية أنها قتلت قائد الهزارة الهارب المتمردين مولوي مهدي مجاهد الذي انشق عن طالبان وشن مقاومة الهزارة في منطقة بلخاب بمقاطعة سار إي بول .

وأشارت الى أنه في 26 أغسطس دعا قائد جبهة المقاومة الوطنية خالد العامري الأفغان إلى الاتحاد ضد طالبان وقال إن الاحتجاج فقط على الانترنت لن ينهي حكم طالبان ، مضيفا أن طالبان منظمة إرهابية وأن النقد والاستنكار لم يكن كافيين لوقف قمعها وأيد فرض عقوبات على طالبان من أجل الأمن الإقليمي والدولي .

الاثنين، 12 سبتمبر 2022

العنف ضد المرأة في زمن المليشيات اليمنية

الإنتهاكات الحوثية ضد النساء اليمنيات

تعرضت المرأة اليمنية في ظل إجرام المليشيات الحوثية لمختلف أنواع القمع وأشكال الانتهاكات وكان مفتتح ذلك حرمانها من حق العيش الكريم وحتى الحياة ومضاعفة أعبائها بقتل عائل أسرتها في ظل صمت دولي وعجز عن تقديم المساعدة الضرورية لها وهذا الأمر يزداد سوءا مع مرور الأيام وبقاء المليشيات .

وفي تقرير صدر حديثا هذا العام عن منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي وثقت فيه 16667 انتهاكا ارتكبتها بحق المرأة اليمنية منذ سبتمبر 2014 وحتى نهاية ديسمبر 2019 في 19 محافظة بينها 919 حالة قتل و1952 إصابة وجاءت مدينة تعز في المركز الأول بعدد 115 حالة .

وتحقـق فريق المنظمة من مقتل 113 امـرأة جراء انفجار ألغام زرعتها ميليشيا الحوثي بعضها داخل أحياء سكنية وأسواق، بينهم 38 امرأة في تعز و 23 امرأة في الحديدة و13 امرأة في الجوف و 9 نساء في لحج و 30 امرأة في أنجاء متفرقة من المحافظات اليمنية المشتعلة منذ أواخر 2014 وحتى أواخر 2019 .

ولا تقتصر معاناة المرأة اليمنية على تلك الجوانب فقط فهناك أوجه أخرى لما يمكن أن تلاقيه أو تعيشه في ظل الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي ومنها زاوج القاصرات وإجبار أهليهن على زواج بناتهن القاصرات فقد عادت هذه الظاهرة من جديد وبشدة مع ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 82% قضية زواج من القاصرات وهذا الأمر يؤثر بشكل كبير على صحة الفتيات وحالتهن النفسية خاصة حين تصبح الأم الطفلة أما لطفلة أخرى تحتاج إلى الرعاية وتبلغ نسبة الإنجاب في أوساطهن 47% .

وفى ذات السياق قالت مسؤولة أممية إن سلوك جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى لا يختلف عن ذلك الذي تمارسه حركة طالبان في أفغانستان ضد المرأة ، وقالت مايا أميراتونغا التي ترأس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مدينة صنعاء اليمنية لموقع EUobserver "إنني أسميها طالبان في شمال اليمن وهذه مشكلة يجب الانتباه إليها حقًا".

وبصفتها الرئيسة الوحيدة لوكالة تابعة للأمم المتحدة في اليمن تفيد المسؤولة الأممية أنها تناضل أيضا من أجل حقوق المرأة في البلاد ، ووصلت إلى اليمن في مارس بعد أن أمضت مهمتين في أفغانستان قبل استيلاء طالبان على السلطة العام الماضي وقالت فيما يتعلق بحقوق المرأة "ما أراه الآن في اليمن هو في الواقع أسوأ مما رأيته في أفغانستان" .

وتوصلت منظمة العفو الدولية إلى استنتاجات مماثلة في تقرير صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع ، ووفقا للمسؤولة الأممية تم تنفيذ هذه التوجيهات بشكل متزايد منذ أبريل في نفس الوقت تقريبا توسطت الأمم المتحدة في هدنة هشة بين المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها دوليا .

وبالنسبة إلى أميراتونغا تضاعف القيود الظروف الصعبة بالفعل للملايين المحتاجين إلى المساعدة ، وفي الوقت الذي تخلى فيه المانحون الدوليون عن اليمن بشكل أو بآخر تسيطر جماعة الحوثي على شمال اليمن وتمتد عبر محافظات مثل صعدة وذمار والحديدة وحجة فضلا عن صنعاء .


الجمعة، 9 سبتمبر 2022

ظاهرة اختفاء النساء تحت حكم طالبان

كيف نجحت طالبان في إخفاء النساء من أفغانستان

جهود دولية هائلة تبذلها المنظمات الحقوقية والإنسانية حول العالم لوقف انتهاكات حركة طالبان التي ترتكب يوميا ضد أفراد الشعب الأفغاني ومؤخرًا أصدر المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحقوق الإنسان في أفغانستان ريتشارد بينيت تقريره الأول للانتهاكات تحت حكم طالبان منذ أغسطس 2021 وتأثيرها المدمر على الشعب الأفغاني .

وسلط التقرير الضوء على الأثر الإنساني المدمر للأزمة الاقتصادية في البلاد والناجم جزئيا عن الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الأجنبية ، مشيرًا إلى أن "جميع الأطراف تتحمل درجات من المسؤولية عن الإخفاق في تقديم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية" .

"تراجُع مذهل في تمتع النساء والفتيات بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية" هكذا وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأوضاع في أفغانستان خلال تقريرها الذي أشار إلى أنه "لا يوجد في أي بلد آخر اختفاء النساء والفتيات بهذه السرعة من جميع مجالات الحياة العامة" .

وأصدرت المنظمة الحقوقية مؤخرا بيان عن خبراء الأمم المتحدة يصف الهجمات "الواسعة الانتشار والمنهجية والشاملة" على حقوق النساء والفتيات كما يعرض التقرير تفاصيل انتهاكات طالبان ضد مسؤولين من الحكومة السابقة، وصحفيين وأقليات دينية من بين مخاوف أخرى تتعلق بحقوق الإنسان وبحسب المنظمة فإنه في ظل حكم طالبان لا معنى لسيادة القانون وليس من الواضح حتى ما هو "القانون" منذ العام الماضي عندما ألغت حركة طالبان دستور البلاد .

وذكرت المنظمة أن جميع القوانين اللازمة للامتثال للشريعة أو القانون الإسلامي لم يكن من الواضح ما هي القوانين والأنظمة السارية أو كيفية التعامل مع الجرائم وبدلاً من ذلك هناك فقط "قواعد ومراسيم متطورة ومفسرة بشكل تعسفي" وفقًا لتقرير الأمم المتحدة والقضايا القانونية "يتم التعامل معها بشكل فردي عبر الولايات القضائية وأماكن العمل" بينما "غالبا ما يتم التعامل مع الجرائم الأساسية من قبل قوات الأمن دون إشراك المدعين العامين أو القضاة، من الصعب تخيل وضع يهدد حقوق الإنسان بشكل أكبر".

وأكدت المنظمة أنه يجب على سلطات طالبان أن تأخذ توصيات التقرير على محمل الجد كما ينبغي عليهم إلغاء السياسات التعسفية التي تنتهك حقوق النساء والفتيات وحماية الأقليات الدينية والتواصل مع المقرر الخاص ومكاتب الأمم المتحدة الأخرى لتطوير الإصلاحات .

ومن المقرر أن يناقش مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة نتائج التقرير في وقت لاحق من هذا الشهر على الدول أن تغتنم هذه الفرصة لتجديد ولاية المقرر الخاص وإنشاء هيئة جديدة للتحقيق في الانتهاكات وتعزيز المساءلة .

الاثنين، 5 سبتمبر 2022

طالبان تخلق جيلا جديدا من التطرف العنيف

تؤهل طالبان جيل أفغاني يرفع رايات التطرف

تعيش أفغانستان في قمع يتزايد بشكل يومي بسبب حركة طالبان وانتهاكها لحقوق الإنسان بشكل عام والمرأة الأفغانية بشكل خاص فأصبحت النساء في جميع مراحلهن العمرية يعشن كابوسًا حقيقيا فلا تعليم ولا خروج من المنزل إلا للأسباب القهرية ولا حياة إلا بإذن آبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن .

ومنعت الجماعة المتطرفة الطالبات فوق الصف السادس من استئناف الدراسة في معظم المقاطعات الأفغانية منذ استعادتهن السلطة قبل عام بحسب شبكة "فويس أوف أميركا" وهذا المنع وصفته طالبان بأنه تعليق مؤقت لكنها رفضت رفع الحظر رغم الضغوط الدولية .

وقالت شبكة "فويس اوف أمريكا" في تقريرها أن الأزمة الإنسانية السيئة أدت بالفعل والاضطراب الاقتصادي المتنامي الناجم عن سيطرة طالبان على معظم سكان الدولة المنكوبة بالفقر والذين يقدر عددهم بنحو 40 مليون نسمة إلى مزيد من الفقر .

من جانبه جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعوته لحكام طالبان في أفغانستان للسماح للفتيات المراهقات باستئناف التعليم الثانوي وذلك في ظل التحذيرات الدولية الكبرى من أن منع الفتيات من التعليم قد يخلق جيلا كاملا متطرف في أفغانستان يصعب السيطرة عليه وقد يهدد هذا الجيل العالم أجمع .

وقال المسئول الأممى إن الحظر حرم جيلاً كاملاً من الحصول على التعليم في أفغانستان وسيكون له عواقب وخيمة على الفتيات في سن الدراسة الثانوية وعائلاتهن وسيخلق جيلا متطرفا يهدد العالم أجمع ، وكانت طالبان قد فرضت حظراً كاملاً على تعليم الفتيات عندما كانت في السلطة من عام 1996 إلى عام 2001 .

وأعلن جوتيريش في وقت متأخر يوم الجمعة الماضي تعيين روزا أوتونباييفا رئيسة قرغيزستان السابقة مبعوثة خاصة جديدة له إلى أفغانستان ، كما حذر منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث مجلس الأمن في 29 أغسطس من أن أفغانستان تواجه فقرًا شديدًا حيث يعاني ستة ملايين شخص من نقص حاد في الغذاء بسبب الأزمات الإنسانية والاقتصادية والمناخية والمالية .

طالبان نشرت قوات الأمن في معظم أنحاء أفغانستان وهي السيطرة الأمنية التي صاحبتها قيود فرضتها على حقوق المرأة والحريات المدنية أثارت إدانة عالمية مما أدى إلى عزلة البلاد الدولية ودافع قادة طالبان عن سياساتهم وقيودهم على النساء بما يتماشى مع الثقافة الأفغانية والشريعة الإسلامية رافضين الدعوات الدولية للإصلاحات باعتبارها تدخُّلاً في الشؤون الداخلية لأفغانستان  .

الخميس، 25 أغسطس 2022

إنتهاك الحريات الدينية وإضطهاد الأقليات فى أفغانستان

تدهورت الحريات الدينية وزاد اضطهاد الأقليات زاد بشكل جنوني في أفغانستان

منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان وتشهد البلاد حالة من التدهور على كافة المستويات وأكدت لجنة أميركية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري أن أوضاع الحرية الدينية في أفغانستان تدهورت بشدة خلال العام الماضي حيث أكدت اللجنة أن التطبيق الصارم الذي يمارسه المتطرفون لنسختهم المتشددة من الدين تنتهك حرية الدين والمعتقد لعدد كبير من المواطنين الأفغان .

اللجنة التي شكلها الكونغرس أصدرت تقريرها بعد تسعة أيام من احتفال طالبان بمرور عام على اجتياحها كابول والعودة إلى السلطة بعد ما يقرب من عقدين من الإطاحة بها في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001 إلا أن طالبان تعهدت بحماية جميع الجماعات العرقية والدينية ومع ذلك قال التقرير إن "ظروف الحرية الدينية في أفغانستان تدهورت بشكل كبير" حيث أعاد المسلحون فرض "قيود صارمة على جميع الأفغان" بناءً على تفسيرهم المتشدد للدين .

وذكر التقرير أن المتضررين سلبا يشملون الأقليات الدينية والأفغان "ذوي التفسيرات المختلفة للإسلام" والنساء ومجتمع المثليين وأولئك الذين لا يتبعون أي دين ، كما قال إن حركة طالبان مسؤولة عن مقتل العشرات من الهزارة  وهم أقلية عرقية تتبع الإسلام الشيعي وفشلت في حمايتهم من هجمات الفرع الإقليمي لتنظيم داعش المنافس لطالبان .

في السياق ذاته أكدت اللجنة إن الحركة المتطرفة أعادت إنشاء وزارة تضم شرطة الأخلاق التي استهدفت النساء من خلال فرض قواعد صارمة للزي والسلوك، بما في ذلك تغطية وجوههن والحد من حركتهن وتعليمهن ومشاركتهن في الرياضة وحقهن في العمل .

وأضافت أن طالبان وداعش استهدفا الصوفيين المتصوفين ، وبحسب التقرير فإن "استيلاء طالبان على أفغانستان أدى إلى تراجع سريع شبيه بالانقراض لمجتمعات أفغانية صغيرة من الهندوس والسيخ" وينكر المسلحون "وجود جماعة مسيحية" يجب أن تتعبد في الخفاء .


الخميس، 18 أغسطس 2022

سيطرة طالبان دفعت آلاف الأفغان للنزوح الجماعى

طلبات اللجوء الأفغانية إلى أوروبا تتضاعف

كشفت شبكة "يورو نيوز" الأوروبية أن حوالي 6500 أفغاني تقدموا بطلبات لجوء في الاتحاد الأوروبي في يوليو 2021 قبل شهر واحد من استيلاء طالبان على مقاليد الحكم فى أفغانستان وقفز هذا العدد إلى حوالي 14400 أفغاني تقدموا بطلبات في سبتمبر ووعلى الرغم من تراجع عدد طالبى اللجوء الأفغان في الأشهر الأولى من عام 2022 إلا أن عدد المواطنين الأفغان المتقدمين للحصول على اللجوء لا يزال أعلى بكثير من عددهم في ربيع العام الماضي .

وحول تأثير الانسحاب الأميركي وما تلاه من سيطرة طالبان على الهجرة الأفغانية إلى أوروبا قالت "يورو نيوز" أن العام الماضي شهد تضاعف عدد المواطنين الأفغان الذين تقدموا بطلبات لجوء في أوروبا إلى أكثر من الضعف مقارنة بالشهور الـ 12 السابقة ، ووفقًا للشبكة فإن هذا العدد لا يزال أقل بكثير من الطلبات في عامي 2015 و 2016 عندما انضم الأفغان وسط عدم الاستقرار المستمر في الداخل وعودة حركة طالبان وخلال هذين العامين طلب أكثر من 360 ألف أفغاني اللجوء في الاتحاد الأوروبي .

وأكد تقرير "يورو نيوز" أن غالبية الأفغان تقدموا بطلبات لجوء إلى دول بعينها في الاتحاد الأوروبي حيث حصلت ألمانيا وحدها على حوالي ثلث إجمالي طلبات اللجوء للكتلة الأوروبية بواقع 23940 طلبا خلال الفترة من أغسطس من العام الماضي عندما استولت طالبان على كابول وفى إبريل وهو الشهر الأخير الذي نجح مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" في الحصول على بيانات اللجوء في حين كانت فرنسا الوجهة الثانية الأكثر طلبا حيث تلقت 13730 طلبًا لأول مرة خلال نفس الفترة الزمنية بينما لم يتم تسجيل أي طلب لجوء أفغاني في المجر ومالطا .

وخلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر كانت 67٪ من القرارات تم قبولها مقارنة بـ 57٪ بين يناير ويونيو من العام الماضي ومن أكتوبر إلى ديسمبر قفز معدل طلبات اللجوء الممنوحة إلى 88٪ وانخفض إلى 81٪ في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام .

ونقل التقرير عن مديرة المجلس الأوروبي للاجئين قولها إن هناك "مخاوف جدية" بالنسبة لطالبي اللجوء الأفغان في أوروبا إلى جانب ما وصفته بـ "يانصيب اللجوء" حيث تتباين معدلات الحماية بشكل كبير عبر الكتلة ، وقالت إن إحدى المشكلات التي طال أمدها هي أن على الأفغان الانتظار لفترة أطول للحصول على اللجوء مقارنة بالجنسيات الأخرى ، ووفقًا لبيانات يوروستات كان هناك 97960 طلب لجوء من مواطنين أفغان معلقين اعتبارا من إبريل 2022.

منذ أن نجحت حركة طالبان في السيطرة على مقاليد الحكم في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية ويعيش الشعب الأفغاني في رعب دائم فسيطرة طالبان دفعت عددا ضخما من الأفغان للنزوح الجماعي وخلال عام من حكم طالبان تضاعف بشكل هائل عدد طالبي اللجوء من الشعب الأفغاني للاتحاد الأوروبي .

الجمعة، 12 أغسطس 2022

طالبان تحكم على الأفغانيات بالسجن المؤبد

تتزايد إنتهاكات طالبان في أفغانستان

منذ أن سيطرت حركة طالبان على أفغانستان بعد رحيل القوات الأميركية تعاني المرأة الأفغانية من حرمانها من كافة حقوقها فالحركة المتطرفة تصر على العودة ألف سنة للخلف فيما يخص حقوق المرأة والفتيات في أفغانستان أصبحن محرومات حتى من الابتسامة وتحولت الحياة في أفغانستان إلى جحيم حقيقي بالنسبة لهن .

صحيفة "الجارديان" البريطانية أجرت تحقيقا سريا حول ما تواجهه الفتيات في أفغانستان بعد مرور عام على حكم الحركة المتطرفة فعلى الرغم من وعودهم بالسلام والاستقرار فإن البلاد تعيش أسوأ فترات تاريخها وأهلها يائسون والفتيات خائفات ويعشن في رعب دائم ولا يمكنهن مغادرة المنزل أو مشاهدة التلفزيون أو تصفح مواقع الإنترنت وكأن طالبان حكمت على جميع الأفغانيات بالسجن مدى الحياة دون جريمة أو محاكمة .

وقالت الصحيفة "هذه هي أفغانستان بعد ما يقرب من عام من سيطرة طالبان على البلاد في تقدم خاطف حيث تحركوا بسرعة كبيرة للاستيلاء على كابول حتى أنهم فاجؤوا قيادتهم وبعد استيلائهم يتم تسخير ذكاء ألمع المواطنين الشباب في البلاد لتخريب الذات، ففي حملتهم من أجل أفغانستان ، وفي المحادثات الدولية مع الولايات المتحدة قدمت طالبان وعدًا ضمنيًا، مقابل نسخة معتدلة قليلاً من تطرفهم المتشدد وأنهم على الأقل يحققون السلام والاستقرار في بلد أرهقته عقود من الحرب إلا أن هذا لم يحدث مطلقًا" .

عد مرور عام على سيطرة طالبان تبدو رؤيتها للتطور والتقدم مجرد خدعة ويرى الشعب الأفغاني أن بلادهم في ظل حكم طالبان أصبحت منبوذة ومعزولة ولا تعترف بها دولة واحدة حتى من الحلفاء السابقين، كما انكشف احتضانهم لحلفائهم القدامى المتطرفين بشكل كبير الأسبوع الماضي عندما قتلت الولايات المتحدة زعيم تنظيم القاعدة في قلب حي شيربور الخاص بالنخبة في العاصمة كابول .

وتابعت أنه قبل انكشاف إجرامهم للعالم قضت طالبان شهورا بعيدة عن دائرة الضوء العالمية كانت الحرب الروسية الأوكرانية هدية لطالبان حيث جذبت انتباه العالم بعيدًا بينما كانت الجماعة تنهض بسياساتها المتطرفة ، ففي أفغانستان تواجه النساء هنا قيودا أكثر صرامة من أي مكان آخر في العالم حيث يمنعن من التعليم كما أن معظمهن محرومات من الرعاية الصحية والتعليم ويجبرن على أن يرافقهم وصي ذكر في جميع الرحلات باستثناء الرحلات القصيرة ويُطلب منهن تغطية وجوههن في الأماكن العامة .

ووفقا للصحيفة البريطانية فقد انهار الاقتصاد بنسبة الثلث على الأقل بعد العقوبات الدولية على حركة طالبان التي أوقفت التجارة وجفت المساعدات وتعثرت جماعة مسلحة غير مستعدة للتحول من محاربة التمرد إلى إدارة حكومة في طريقها .

وتابعت الصحيفة أنه بالنسبة للأثرياء في السابق، وضع التراجع الاقتصادي نهاية للرفاهية لكن العديد من الطبقات الوسطى السابقة انغمست بين عشية وضحاها في الفقر والجوع حيث يعتمد ما لا يقل عن نصف السكان الآن على المعونة الغذائية، إذا تمكنوا من الحصول عليها .


الأربعاء، 3 أغسطس 2022

جدل حول قيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه

مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى

يعيش تنظيم القاعدة الإرهابي أسوأ فترة في تاريخه الدموي بعد أن أعلنت الرئاسة الأميركية عن مصرع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في منزله بـ "كابول" العاصمة الأفغانية ، وهو ما طرح تساؤلات حول مستقبل التنظيم وقدراته خلال الفترة المقبلة وهل ينتهي إلى الأبد أم يجد قائدا جديدا يحافظ على استمرارية الكيان الإرهابي الأخطر في العالم .

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي كبير أن الغارة التي أودت بحياة الظواهري جرى تنفيذها يوم السبت الماضي عند الساعة التاسعة و48 دقيقة مساء بتوقيت غرينتش ، وبحسب مسؤولين أميركيين فإن التخطيط السري للعملية بإشراف من الرئيس الأميركي جو بايدن ودائرة ضيقة من كبار مستشاريه تم خلال أشهر حيث بدأ رصد تحركات الظواهري في أبريل الماضي قبل أن يتم رصده لاحقا في كابول .

وحول تداعيات مقتل الظواهرى يقول متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية إن التداعيات التنظيمية تبدو ضعيفة إلا أن ذلك لا ينفي أن التنظيم يمكن أن يشهد العديد من التحولات اعتماداً على مَن سيخلف الظواهري سواء على مستوى إستراتيجية التنظيم وهي القاعدة التي حكمت أداء وإستراتيجية وتكتيك التنظيم منذ النشأة وحتى مقتل الظواهري أو على مستوى العلاقة مع حركة "طالبان" والأفرع الثلاثة المتبقية للتنظيم ويعني ذلك في النهاية أن مدى قدرة خليفة الظواهري على احتواء بعض الإشكاليات القائمة ستحدد مسار التنظيم بشكل نهائي خلال المرحلة القادمة .

وأضاف المتخصصون أن المشهد الحالي يختلف في طرح اسم خليفة الظواهري عن حالة الصراع التي برزت في مرحلة ما بعد مقتل زعيم ومؤسس التنظيم أسامة بن لادن في مايو 2011 ، فمع مقتل بن لادن كان التنظيم يضم العديد من الأسماء المؤهلة لخلافته وهو ما يختلف عن الوضع القائم حاليا في مرحلة ما بعد مقتل الظواهري .

وتنحصر خلافة الظواهري وفقا للمتخصصين في اسمين الأول هو محمد صلاح الدين المكني بـ"سيف العدل" وهو المسؤول عن اللجنة الأمنية ومهندس المتفجرات بالتنظيم والذي كان مقرباً من بن لادن وطهران والثاني هو محمد صالح زيدان الذي تولى مسؤولية التنظيم لفترة قصيرة في أعقاب مقتل بن لادن قبل اختيار الظواهري وهو الأقل في الكاريزما والسيطرة مقارنة مع سيف العدل .

وبحسب المتخصصين ترجع محدودية عدد المرشحين لخلافة الظواهري إلى مقتل أغلب قيادات الصفين الأول والثاني للتنظيم خلال السنوات العشر الماضية ، وكان أبرزهم أبو محمد المصري في طهران فى أغسطس 2020 وأبو محسن المصري في أفغانستان فى أكتوبر 2020 وحمزة بن لادن فى أغسطس 2019 على نحو أفقد "القاعدة" الأسماء القادرة والمؤهلة لخلافة الظواهري .

ويرى محللون أن تنظيم القاعدة يعاني من أزمات عديدة من قبل مقتل زعيمه أيمن الظواهري الذى رغم كبر سنه كان يملك تأثيرا كبيرا خاصة أنه كان يخطط للعودة إلى التواجد على الساحة بالتزامن مع خروج القوات الأميركية من أفغانستان التي أصبحت من جديد أرضًا آمنة للتنظيم .

وأضافت التحليلات أن الظواهري خلال فترة قيادته للتنظيم عمل على فتح علاقات مع الإخوان والجماعة الإسلامية وظهر ذلك في الكثير من خطاباته لكسب عناصر جديدة لدى التنظيم ومحاولة إثبات الوجود ، بالإضافة إلى فتح العلاقات مع الحوثيين وتنفيذ مخططات لهم من خلال مساعدتهم في شن عمليات إرهابية لإحكام سيطرتهم على اليمن حيث حاول الظواهري خلال الفترة الماضية استقطاب استخدام تنظيم الإخوان وميليشيات الحوثي لتوفير مجندين جدد لإعادة سمعة التنظيم الإرهابي بعد سنوات من الضعف والتفكك .









الثلاثاء، 2 أغسطس 2022

ملايين الأفغان معرضون للمجاعة نتيجة سياسات طالبان

يتعرض ملايين الأفغان للمجاعة نتيجة سياسات طالبان

يكافح الشعب الأفغاني لمحاربة التدهور الاقتصادي من جهة وبطش حركة طالبان والتضييقات المصاحبة لسيطرتهم على الحكم منذ عام مضى فأصبح الشعب يعيش في حالة من الخوف الشديد بسبب تفشي الفقر بشكل غير مسبوق مع تحذيرات أممية من حدوث مجاعة تهدد ملايين الأفغان وهو ما يضاف للقمع والاضطرابات الأمنية لتزيد المشهد القاتم سوادا .

صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أجرت مقابلات مع عدد من المواطنين الأفغان الذين تحدثوا عن مخاوفهم من القادم خاصة من عجزهم عن إطعام أطفالهم فخلال عام تغيرت حياة سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليون نسمة بشكل كبير منذ انسحاب قوات الناتو واستحواذ مسلحي طالبان على الحكم الأمر الذي صاحبه انهيار اقتصادي كبير ترك العديد من الأفغان أكثر فقرا وجوعا .

ونقلت الصحيفة عن "هسياو وي لي" نائب مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في أفغانستان قوله : "أنا قلق للغاية بشأن الشتاء القادم" ، مشيرا إلى أن البلاد في حاجة ماسّة إلى مساعدات غذائية إلى جانب برنامج استثماري أوسع ومضيفًا "نحن بحاجة إلى الاقتصاد لكي يتنفس حتى لا يكون الأفغان في نفس الوضع الذي هم عليه الآن" .

وأشارت الصحيفة إلى أن عودة طالبان في بعض المناطق كانت سببا في عودة الهدوء بعد التمرد الذي قادته الحركة لأكثر من 20 عاما ويأملون الآن في إعادة في بناء حياتهم بينما يعيش آخرون في خوف من الاضطهاد كما فقدوا الحريات المكتسبة بصعوبة مثل الحق في التعليم للفتيات المراهقات .

وحكمت حركة طالبان أفغانستان في التسعينيات قبل أن يغزو تحالف تقوده الولايات المتحدة النظام ويطيح به في عام 2001 مما أدى إلى إطلاق حملتهم الطويلة لاستعادة السلطة ، وبعد غزو طالبان حاولت القوى الغربية عزل النظام من خلال فرض عقوبات وتجميد احتياطيات أفغانستان من العملات الأجنبية البالغة 9 مليارات دولار وقطع المساعدات التي كانت تشكل 75 في المائة من ميزانية الحكومة السابقة .

ويرى مراقبون أن هذا قد أضر فقط بالأفغان العاديين بينما لم يفعل شيئًا يذكر لكبح جماح طالبان حيث قدر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض بنسبة 20 في المائة في عام 2021 وسيتقلص بنسبة 5 في المائة أخرى هذا العام وتقدر أن انعدام الأمن الغذائي الحاد يؤثر على ما يقرب من 20 مليون شخص .

وأكدت الصحيفة البريطانية أنه بالنسبة لمعظم الأفغان فإن تغطية نفقاتهم تظل التحدي الأكبر ومع ارتفاع مستويات الفقر شرع قادة طالبان في إعادة تشكيل المجتمع الأفغاني وفقًا لتفسيرهم الصارم للشريعة الإسلامية وفرض قيود صارمة وأمر النساء بتغطية وجوههن ومنع الفتيات المراهقات من الذهاب إلى المدرسة .


السبت، 30 يوليو 2022

ِانعدام الأمن الغذائى يهدد حياة ملايين الأفغان


تواجه أفغانستان مجددا التعرض لمخاطر حدوث مجاعة جماعية الأشهر المقبلة حيث تعاني عمليات الإغاثة الحيوية من نقص كبير في التمويل بحسب برنامج الأغذية العالمي الذي أكد مواجهته نقصا صافيا في التمويل قدره 960 مليون دولار لدعم العمليات الإنسانية على مدى الأشهر الستة المقبلة .

وأوضحت شبكة "فويس أوف أميركا"، أن نقص التمويل وارتفاع الأسعار دفع برنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ قرارات صعبة في وقت سابق هذا العام وخفض أنشطته إلى الحد الأدنى من يونيو إلى أغسطس مع تركيز المساعدة مؤقتًا على 10 ملايين شخص يواجهون أكثر الاحتياجات إلحاحا وتهديدا للحياة .

وصرح فيليب كروب رئيس الاتصالات ببرنامج الأغذية العالمي في أفغانستان أن ما يقرب من 19 مليون أفغاني يما يعادل أكثر من نصف سكان أفغانستان يواجهون مستويات حرجة من الجوع ، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة إلى التمويل لشراء وتخزين إمدادات الإغاثة في أجزاء من البلد غير الساحلي التي يتعذر الوصول إليها خلال فصل الشتاء وحذر كروب قائلا "إذا فشلنا في تأمين التمويل والتخزين المسبق للأغذية قبل بدء الشتاء في أكتوبر فسيموت الناس جوعًا".

ووفقًا للشبكة الأميركية طلبت الأمم المتحدة من المانحين 4.4 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام لتجنب حدوث مجاعة وموت الناس في هذا البلد واعتبارا من 28 يوليو الجاري ، تم تمويل أقل من 45% من طلب الأمم المتحدة فيما تعهدت الولايات المتحدة أكبر مانح إنساني لأفغانستان بتقديم حوالي 460 مليون دولار ، فيما تعهدت المملكة المتحدة بمنح 408 ملايين دولار بينما قال بنك آسيا للتنمية إنه سيقدم 380 مليون دولار .

وقال توماس ويست المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان "أعتقد بالنسبة للولايات المتحدة فإن الأزمة الإنسانية المستمرة في أفغانستان من بين الأولويات القصوى التي تدفع صنع القرار الأميركي فالملايين يعانون من سوء التغذية".

من جهتها أوضحت وكالات الإغاثة أن ما يقرب من خمسة ملايين طفل وامرأة حامل ومرضعة في أفغانستان يواجهون سوء التغذية هذا العام بينما يعاني 3.9 مليون طفل بالفعل من سوء التغذية ، وتعليقا على الأزمة قال ساشا مايرز المتحدث باسم منظمة إنقاذ الطفولة في أفغانستان : "إن سوء التغذية مرض يهدد الحياة وإذا لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب فإن الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد يواجهون خطر الموت الحقيقي".

وأوضحت الشبكة أن عمال الإغاثة أشادوا بالمانحين لتقديمهم ما يقرب من ملياري دولار كمساعدات إنسانية لأفغانستان هذا العام إلا أن أفغانستان بحاجة إلى التعافي الاقتصادي ومساعدات التنمية لتخليص نفسها من الدورات المتكررة لحالات الطوارئ الإنسانية .

وبحسب الشبكة الأميركية فقد قطع المانحون مساعدات التنمية عن أفغانستان منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة العام الماضي ، كما تواجه القيادة الجديدة لطالبان عقوبات مالية صارمة شلت القطاع المصرفي في أفغانستان بينما شكلت المساعدات الخارجية أكثر من نصف ميزانية أفغانستان، حتى قبل تولي طالبان السلطة .

الثلاثاء، 26 يوليو 2022

محنة أفغانستان تزيد من خطر الإرهاب

داعش تهديد إرهابى جديد ينمو فى أفغانستان

تنتقد العديد من المنظمات الدولية والحقوقية تعهدات حركة طالبان بالحفاظ على أفغانستان عقب سيطرتهم على الحكم وعدم تحويل البلاد لساحة للمنظمات الإرهابية ومعقل للإرهاب ، وتشير تقارير إلى أن حركة طالبان أصدرت بياناً في بداية الشهر الجاري بأن تنظيم داعش في خراسان يثير الفتنة وأنه يدعم طائفة كاذبة تنشر الفساد .

ويرى مراقبون أن استمرار الصراع بين تنظيم داعش الإرهابي وحركة طالبان منذ سيطرتها على الحكم في أفغانستان تسبب في تدهور سريع في حياة الشعب الأفغاني على كل المستويات حيث شهدت العديد من المدن الأفغانية عمليات إرهابية على أيدي عناصر من تنظيم داعش الإرهابي مما أسفر عن مقتل العشرات .

فيما أشارت جماعة طالبان الى أن تنظيم يهدد الأمن والاستقرار في البلاد حيث يتبنى التنظيم الإرهابي خلال الفترة الأخيرة العديد من الهجمات والتي كان آخرها في أوزبكستان وطاجيكستان مما يؤدي إلى تأجيج الصراع بين أفغانستان وجيرانها ويهدد بزعزعة الأمن والاستقرار .

ويقول العديد من الناشطون السياسيون والمراقبون للأوضاع في أفغانستان إن تنظيم داعش الإرهابي اختار الصراع مع حركة طالبان حيث إتبع تنظيم داعش إستراتيجية خاصة في اللحظات التالية لخروج القوات الأجنبية من البلاد لتنفيذ مخططاته ، فيما أشار ناشط سياسي أن الأوضاع في أفغانستان ستشهد خلال الفترة القادمة المزيد من الصراعات على الحكم بين طالبان وداعش ، موضحاً أن التفجيرات الأخيرة في البلاد كانت مجرد عنوان صغير لحالة الصراع التي ستدور بين طالبان وداعش .

في السياق ذاته أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن تطوير التنظيم وإنشاء "داعش خراسان" ومن خلالها يغير أسلوب عملياته حيث يستخدم تكتيكات عمليات داعش في العراق وسوريا ويتبع إستراتيجية في أفغانستان تهدف إلى ارتكاب عدد من الاغتيالات لإثارة التوترات الطائفية ونزع الشرعية عن حكم طالبان بل ويرى داعش أنه البديل الأفضل لنظام طالبان حيث أكد تقرير لمنظمة مكافحة التطرف أن تنظيم داعش نجح في جذب عدد كبير من أعضاء طالبان المنقلبين عن طالبان بعد أن بدأت تتعامل مع الدول الغربية .

ولا تزال أفغانستان واحدة من البؤر الإرهابية الأكثر خطورة في العالم وزاد الأمر بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم لتصبح أفغانستان ساحة للإرهاب ومعقلاً للأفكار الطائفية خاصة مع تصاعد الصراعات الداخلية ومحاولات تنظيم داعش الإرهابي في فرض سيطرته الأمر الذي يدفع ثمنه في المقام الأول الشعب الأفغاني .


الخميس، 21 يوليو 2022

طالبان تمهد لعودة القاعدة لقمة التنظيمات المتطرفة

شبح عودة تنظيم القاعدة يخيم على أفغانستان

كشفت معلومات استخباراتية مشتركة بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والتي نشرت في تقرير أممي جديد أن القاعدة تتمتع بدرجة من الحرية في ظل حكم طالبان ، الأمر الذي سمح لقيادتها بالاتصال في كثير من الأحيان وبسهولة أكبر بالمنتسبين والمتابعين وتصدير نفسها على أنها خيار أكثر جاذبية من منافسه تنظيم داعش .

وفى هذا السياق ذكرت شبكة "فويس أوف أميركا" أن تقرير الأمم المتحدة وجد دعاية القاعدة أصبحت الآن أكثر تطوراً للتنافس مع تنظيم "داعش" باعتباره الفاعل الرئيسي في إلهام بيئة الإرهاب الدولي وقد تصبح في نهاية المطاف مصدراً أكبر للتهديد الموجه ، مشيرا إلى أن تنظيم داعش عانى من تعاقب سريع وخسائر على مستوى القيادات منذ أكتوبر 2019 مع تأثير غير معروف حتى الآن على قياداتها .

وخلص التقرير كذلك إلى أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي ترددت شائعات منذ فترة طويلة عن اعتلال صحته أو احتضاره "على قيد الحياة ويتواصل بحرية" ، وقال التقرير "تلاحظ الدول الأعضاء أن الراحة المتزايدة الواضحة للظواهري وقدرته على التواصل قد تزامنت مع استيلاء طالبان على أفغانستان وتوطيد سلطة حلفاء القاعدة الرئيسيين داخل إدارته الفعلية".

وأضافت الشبكة أن المعلومات الاستخباراتية التي تشاركها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة خلصت إلى أن القاعدة عززت فريق قيادتها بترتيب الأقدمية حيث يتبع الظواهري، "سيف العدل" الذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه خليفته المحتمل ثم "يزيد مبراك" زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وأحمد ديري زعيم حركة الشباب الصومالية التابعة لتنظيم القاعدة .

ونقل التقرير عن جهاز مخابرات إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إن القاعدة يبدو الآن أنها تفضل فروعها الإفريقية على تنظيم القاعدة في شِبه الجزيرة العربية وهو تحول هائل محتمل بالنظر إلى تاريخ القاعدة في شبه الجزيرة العربية في التخطيط لهجمات ضد الغرب .

وتشير النتائج الاستخباراتية أيضا إلى أن حركة الشباب على وجه الخصوص قد تكتسب نفوذا ماليا حيث أفادت إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن الفرع الذي يتخذ من الصومال مقراً له يستخدم بعضاً من عائداته السنوية البالغة 50 مليون دولار إلى 100 مليون دولار لدعم تنظيم القاعدة بشكل مباشر وقياداته الأساسية وتمتلك الحركة ميزانية سنوية تقدر بنحو 24 مليون دولار للأسلحة والمتفجرات .

وتعليقًا على التقرير قال ديفد جارتنشتاين روس محلل مكافحة الإرهاب والرئيس التنفيذي لشركة تحليل التهديدات Valens Global "من الواضح تماما أن الظواهري قد تم التقليل من شأنه بشكل مخجل فالقاعدة اليوم أقوى بكثير مما كانت عليه عندما تولى الظواهري مقاليد الحكم" ، فيما يقول محللون آخرون : إن تقرير الأمم المتحدة يدعو إلى التشكيك في الفعالية طويلة المدى لإستراتيجيات مكافحة الإرهاب للولايات المتحدة والغرب .

وبحسب الشبكة الأميركية فإن هناك تساؤلات حول متى وما إذا كانت القيادة الأساسية للقاعدة ستضغط من أجل تجدد الهجمات ضد الغرب وقال جارتنشتاين روس : "إن مهاجمة الولايات المتحدة ليست هي الحل الأمثل للقاعدة على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك فقد خفضت أولويات هجمات الحادي عشر من سبتمبر ضد الولايات المتحدة لمجموعة متنوعة من الأسباب بما في ذلك أن القاعدة تتمتع بالعديد من الفرص داخل المنطقة. 

وبالمثل يحذر تقرير الأمم المتحدة من أنه في حين أن القاعدة قد تكون في وضع أفضل فمن المرجح أن تمتنع عن شن هجمات خارجية من أجل عدم إحراج طالبان الأفغانية ، كما أن نواة القاعدة ما زالت تفتقر إلى "القدرة العملياتية الخارجية" .

الأربعاء، 20 يوليو 2022

قتل وانتهاكات تحت حكم طالبان في أفغانستان

لقي المئات في أفغانستان حتفهم مذ اجتاح مقاتلو طالبان البلاد واستولوا على الحكم

تواصل حركة طالبان الإرهابية فرض التجويع والقمع والعنف على الأفغان مع تفاقم الأزمات والتي قد تدفع أفغانستان إلى أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها مع سلسلة غير مسبوقة من الجرائم والانتهاكات في حق الشعب الأفغاني .

وفى هذا السياق نشرت مجلة "واشنطن أجزامنير" الأميركية شهادات 3 مواطنين أفغان يسعون للحصول على تأشيرة للهجرة كشفوا خلالها عن الضرب والتعذيب والتهديدات التي يواجهونها في بلادهم منذ استيلاء طالبان على السلطة في شهر أغسطس من العام الماضي .

وقالت الصحيفة في تقريرها إن "قدرة الله" أحد هؤلاء الموطنين قضى أكثر من 10 سنوات في العمل في شركات الخدمات اللوجستية الأميركية ومنظمات المعونة الإنسانية ولكن في أغسطس 2021 تركت طالبان رسالة في منزله تهدده بالقتل ولحماية عائلته هرب من منزله ولكن بعد شهرين تعرف المقاتلون على قدرة الله خارج مكتب الجوازات وألقي القبض عليه ثم تعرض لتعذيب جسدي ونفسي قاسٍ للغاية وكان على وشك الموت وتم نقله للمستشفى في حالة حرجة وظل بها لأكثر من أسبوع .

ووفقًا للصحيفة فإن "قدرة الله" حصل على موافقة لتضمينه في برنامج قبول اللاجئين للولايات المتحدة الأميركية إلا أنه غير قادر الآن على التوجه لباكستان والإقامة بها لمدة 18 شهرا قبل سفره للولايات المتحدة وقلقه الأكبر الآن هو تنفيذ طالبان تهديدها بقتله أو جلده حيا حتى الموت قبل السفر .

وتابعت الصحيفة إن هناك سيدة تدعى شبانة عملت على تعزيز حقوق المرأة من خلال المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية مما أشعل غضب الحركة من عملها ، وفي ديسمبر 2021 غادرت شبانة شقتها لشراء دواء لأخيها الأكبر ولأنها لم تكن تصطحب قريبا ذكرا ضربها مقاتلو طالبان شبانة بشدة مما ترك كدمات كبيرة على ظهرها وذراعها وانتقلت منذ ذلك الحين للعيش مع أقاربها لحماية نفسها وإخوتها .

وأضاف التقرير أن شقيق شبانة تعرض للاختطاف والتعذيب النفسي والجسدي من قِبل الحركة عام 2018 ما تسبب في إصابته بصدمة عصبية شديدة ما زال يعاني منها حتى الآن ، وأكدت المجلة الأميركية أن خبايا وإجرام حركة طالبان لا يعرف العالم شيئًا عنه بسبب الحظر الذي تفرضه الحركة على وسائل الإعلام وحرية تداول المعلومات والذي يخفي الواقع المروع والإرهاب الذي يعيشه الشعب الأفغاني تحت حكم طالبان .

نشأت حركة طالبان المتشددة في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 وقد أسسها الملا محمد عمر الذي يعتبر "الأب الروحي لطالبان" والذى رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان على حد زعمه وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994 .

الاثنين، 27 يونيو 2022

أفغانستان على مشارف ثورة جياع

الأمم المتحدة: طالبان تدفع أفغانستان نحو ثورة جياع

كشف تقرير داخلي للأمم المتحدة عن مخاوف دولية بشأن تجاوزات حركة طالبان الإرهابية وأبرز المخاوف تتعلق بإساءة معاملة النساء والأطفال وقمع وسائل الإعلام واستهداف نشطاء المجتمع المدني وإغلاق منظمات حقوق الإنسان والاستعاضة عن التعليم العام بالتلقين الديني المتطرف .

ويذكر التقرير الذي أعدته بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (UNAMA) حول وضع حقوق الإنسان في أفغانستان والذي صدر في شهر مايو الماضي تفاصيل الانتهاكات والتجاوزات الصارخة التي ارتكبتها إدارة طالبان بحق الشعب الأفغانى بما في ذلك الحصول على الغذاء والتعليم .

وأكدن مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير لها أن الأشهر العشرة التي انقضت منذ استعادة طالبان للبلاد شهدت تراجعا للبلاد بسرعة مذهلة حيث قلبت حركة طالبان معظم أوجه التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي التي تحققت في العشرين عاما من عمر الجمهورية الأفغانية ، موضحة أن أحد التعقيدات الكبيرة هو أن المانحين الدوليين لا يقدمون أموالاً لطالبان بل يضخون التمويل بدلاً من ذلك من خلال قنوات أخرى لكن الأمم المتحدة اتخذت خطوات كبيرة أمام المنظمات الخيرية وغير الحكومية الأصغر التي تعمل في أفغانستان والتي يقولون إن الحركة تجعل من الصعب عليهم القيام بعملهم وضمان وصول الأموال إلى الشعب الأفغاني .

وذكر التقرير نقلا عن مصادر في قطاع المساعدات الأفغانية إن سيطرة طالبان على المنظمات غير الحكومية المحلية تتيح لهم الوصول إلى الإمدادات التي يتم إعادة توجيهها في كثير من الأحيان إلى مؤيديهم وجنودهم ، وأكدت المجلة أن زلزال 22 يونيو الذي بلغت قوته 6.1 درجة والذي دمر أجزاء من إقليم خوست وإقليم باكتيكا الشرقيين وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى سلط الضوء على الافتقار إلى التنظيم والرقابة على القطاع .

ووفقا للمجلة الأميركية فقد وجهت الأمم المتحدة نداء لتقديم ما يقرب من خمسة مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان هذا العام وعلى الرغم من التدابير المتخذة لضمان عدم تمكن طالبان من الحصول على أموال المساعدات الدولية فإن القليل من التقدم قد تم إحرازه في تحسين ظروف ملايين الأفغان .

وأشار التقرير الى أن حركة طالبان لم تنتهك حقوق الإنسان للنساء والمواطنين الأفغان الآخرين فحسب بل ذهبوا في فورة قتل ضد المعارضين في جميع أنحاء البلاد حيث أفادت مصادر داخل وخارج أفغانستان بأن طالبان ارتكبت جرائم حرب حيث احتجزت وعذبت وقتلت عشرات الأشخاص بعد إضرام النار في منازلهم في وادي بنجشير بالقرب من كابول حيث تتواصل مقاومة حكم طالبان .

وذكر تقرير الأمم المتحدة أن النساء والأطفال يتأثرون بشكل غير متناسب بالفقر المدقع الناجم عن سوء الإدارة الاقتصادية لطالبان كما أنهم عرضة "للاستغلال والإساءة مثل الاتجار بالبشر وبيع الأطفال وزواج الأطفال والزواج القسري وعمالة الأطفال والعنف المنزلي ، وقال التقرير إن طالبان تستبدل بعض المدارس العامة بالمدارس الدينية حيث يتعرض الأطفال لخطر الإساءة والتطرف كما أنه لا يزال يتم الإبلاغ عن تجنيد الأطفال .

وأشارت المجلة إلى أنه طوال 20 عاما من التمرد استخدمت طالبان الجنود الأطفال في الخطوط الأمامية وزرع العبوات الناسفة التي تستهدف القوات الدولية كما تم نشر الأطفال أيضا كمفجرين انتحاريين وغالبًا ما يتم أخذهم أو شراؤهم من عائلات فقيرة ويتم تربيتهم في المدارس الدينية في المناطق الحدودية الممتدة بين أفغانستان وباكستان وهناك يتم تدريبهم من سن 5 أو 6 سنوات على استخدام الأسلحة النارية وصنع العبوات الناسفة وغسل المخ مع وعود الجنة .

وبحسب المجلة فإنه في الوقت الذي حذر تقرير الأمم المتحدة من أن خرق هذه الالتزامات سيؤدي حتما إلى اضطرابات مدنية قالت بعض المصادر المقربة من طالبان إن الإحباط المتزايد من الفقر المدقع وشبه المجاعة لملايين الناس وصل إلى نقطة الغليان فالتعاسة على وشك أن تفسح المجال للغضب الذي سيتحول لثورة جياع وإذا بدأ واحد في المائة فقط من الناس القتال فلن يكون هناك المزيد من طالبان .

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

تركيا تكشف عن وجهها الإستعمارى فى أفغانستان


تتحرك قطر وتركيا منذ أيام على أكثر من مسار بخصوص الملف الأفغاني ، فيما أكد مسؤولون أفغان أن وفدا مشتركا من قطر وتركيا يتفاوض مع حركة طالبان لتشغيل مطار كابول الدولي .

ووفقا لمصادر فقد وصل وفد فني مشترك من قطر وتركيا إلى كابول وأن الدولتين اتفقتا على أن تشغل بشكل مشترك خمسة مطارات بما في ذلك مطار كابول في أفغانستان التي تديرها طالبان .

وجرت مفاوضات بين وفود من تركيا وقطر بشأن تشغيل مطار كابل تكللت بتوقيع مذكرة تفاهم بين شركتين من تركيا وقطر بعد شهور من مساعدة خبراء تركيين وقطريين على إصلاح عمل مطار كابل بعد أن تضررت أجنحته ومدرجاته جراء الفوضى خلال عمليات الإجلاء والهجوم الإرهابي الذي وقع 26 أغسطس .

وتلقى المعلومات التي انتشرت مؤخرا عن إعتزام تركيا وقطر تشغيل المطارات الإفغانية الضوء على أهداف الدولتان داخل أفغانستان التى تتجاوز مسألة تشغيل مطار كابول حيث تخطط للسيطرة الكاملة على كافة المطارات الأفغانية والقواعد العسكرية الجوية التي تركتها القوات الأمريكية وقوات الناتو وبالتالي تسهيل نقل المرتزقة السوريين من ليبيا وسوريا وأذربيجان إلى أفغانستان .

تركيا كانت قد بدأت تتراجع عن الأدوار الخشنة التي كانت تلعبها حيث وضعت الضغوطات الدولية حول اخراج المقاتلين الأجانب تركيا بمأزق لاخراج المقاتلين السوريين من ليبيا الامر الذي جعل من تركيا وحليفتها قطر يعملان على إدارة و تشغيل مطار كابول لنقل السوريين لأفغانستان .

وأوضحت المصادر أن تركيا وقطر اتفقتا الآن على سحب المرتزقة الأجانب من كافة أنحاء ليبيا ونقلهم إلى كابول خلال الساعات المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة في أفغانستان تنفيذا للاتفاق التركي القطري بنقل المرتزقة السوريون الذين سيشرعون بالتوافد إلى أفغانستان بمجرد استلام المطارات والقواعد العسكرية من قبل شركات قطرية وتركية .

ومن جهة أخرى تسعى تركيا بعد أن حشدت دعم حليفتها قطر الى توسيع نفوذها فى أفغانستان لتصبح الدولة الإسلامية الرئيسية هناك مما يمهد لها الطريق لنهب ثروات البلاد والسيطرة على مقدرات الشعب الأفغانى .

ويرى محللون أن مخطط قطر الجديد في أفغانستان يهدف إلى إعادة هيكلة الكيانات المتطرفة والجماعات الإرهابية وجعلها ذراعا إرهابيًا يخدم الدوحة وبالتالي تهيئة أرضية خصبة للتشدد داخل أفغانستان ، بالإضافة لطرح إمكانية نقل بعض القيادات الإخوانية لأفغانستان وبخاصة القيادات الهاربة إلى تركيا .

وأضافت التحليلات أن الأنباء الأخيرة حول نية تركيا الزج بالمقاتلين السوريين تعكس سياستها في استخدامهم وقوداً لمعاركها دون توريط جنودها بشكل مباشر ، وقالت مصادر حقوقية إن هناك توافقاً بين الجيش التركي وقادة فصائل سورية حليفة لأنقرة على إرسال عناصر من الفصائل إلى أفغانستان وتحديداً إلى كابول .

وأوضحت أن تركيا تسعى الى السيطرة على مطارات أفغانستان وقواعدها العسكرية لنقل العناصر المرتزقة إلى أفغانستان كقاعدة جديدة حيث أن أهداف تركيا في أفغانستان تتجاوز بكثير مسألة تشغيل مطار كابول المدني فأنقرة تخطط للسيطرة الكاملة على كافة المطارات الأفغانية والقواعد العسكرية الجوية التي تركتها القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو .

ومع انهيار الاقتصاد الأفغانى خلال الأشهر الأربعة الماضية حذرت الأمم المتحدة من مواجهة أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 40 مليون نسمة الجوع حاد قد ينتج عنه موت مليون طفل .










جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا