الأربعاء، 3 أغسطس 2022

جدل حول قيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمه

مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى

يعيش تنظيم القاعدة الإرهابي أسوأ فترة في تاريخه الدموي بعد أن أعلنت الرئاسة الأميركية عن مصرع زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في منزله بـ "كابول" العاصمة الأفغانية ، وهو ما طرح تساؤلات حول مستقبل التنظيم وقدراته خلال الفترة المقبلة وهل ينتهي إلى الأبد أم يجد قائدا جديدا يحافظ على استمرارية الكيان الإرهابي الأخطر في العالم .

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أمريكي كبير أن الغارة التي أودت بحياة الظواهري جرى تنفيذها يوم السبت الماضي عند الساعة التاسعة و48 دقيقة مساء بتوقيت غرينتش ، وبحسب مسؤولين أميركيين فإن التخطيط السري للعملية بإشراف من الرئيس الأميركي جو بايدن ودائرة ضيقة من كبار مستشاريه تم خلال أشهر حيث بدأ رصد تحركات الظواهري في أبريل الماضي قبل أن يتم رصده لاحقا في كابول .

وحول تداعيات مقتل الظواهرى يقول متخصصون في شؤون الجماعات الإرهابية إن التداعيات التنظيمية تبدو ضعيفة إلا أن ذلك لا ينفي أن التنظيم يمكن أن يشهد العديد من التحولات اعتماداً على مَن سيخلف الظواهري سواء على مستوى إستراتيجية التنظيم وهي القاعدة التي حكمت أداء وإستراتيجية وتكتيك التنظيم منذ النشأة وحتى مقتل الظواهري أو على مستوى العلاقة مع حركة "طالبان" والأفرع الثلاثة المتبقية للتنظيم ويعني ذلك في النهاية أن مدى قدرة خليفة الظواهري على احتواء بعض الإشكاليات القائمة ستحدد مسار التنظيم بشكل نهائي خلال المرحلة القادمة .

وأضاف المتخصصون أن المشهد الحالي يختلف في طرح اسم خليفة الظواهري عن حالة الصراع التي برزت في مرحلة ما بعد مقتل زعيم ومؤسس التنظيم أسامة بن لادن في مايو 2011 ، فمع مقتل بن لادن كان التنظيم يضم العديد من الأسماء المؤهلة لخلافته وهو ما يختلف عن الوضع القائم حاليا في مرحلة ما بعد مقتل الظواهري .

وتنحصر خلافة الظواهري وفقا للمتخصصين في اسمين الأول هو محمد صلاح الدين المكني بـ"سيف العدل" وهو المسؤول عن اللجنة الأمنية ومهندس المتفجرات بالتنظيم والذي كان مقرباً من بن لادن وطهران والثاني هو محمد صالح زيدان الذي تولى مسؤولية التنظيم لفترة قصيرة في أعقاب مقتل بن لادن قبل اختيار الظواهري وهو الأقل في الكاريزما والسيطرة مقارنة مع سيف العدل .

وبحسب المتخصصين ترجع محدودية عدد المرشحين لخلافة الظواهري إلى مقتل أغلب قيادات الصفين الأول والثاني للتنظيم خلال السنوات العشر الماضية ، وكان أبرزهم أبو محمد المصري في طهران فى أغسطس 2020 وأبو محسن المصري في أفغانستان فى أكتوبر 2020 وحمزة بن لادن فى أغسطس 2019 على نحو أفقد "القاعدة" الأسماء القادرة والمؤهلة لخلافة الظواهري .

ويرى محللون أن تنظيم القاعدة يعاني من أزمات عديدة من قبل مقتل زعيمه أيمن الظواهري الذى رغم كبر سنه كان يملك تأثيرا كبيرا خاصة أنه كان يخطط للعودة إلى التواجد على الساحة بالتزامن مع خروج القوات الأميركية من أفغانستان التي أصبحت من جديد أرضًا آمنة للتنظيم .

وأضافت التحليلات أن الظواهري خلال فترة قيادته للتنظيم عمل على فتح علاقات مع الإخوان والجماعة الإسلامية وظهر ذلك في الكثير من خطاباته لكسب عناصر جديدة لدى التنظيم ومحاولة إثبات الوجود ، بالإضافة إلى فتح العلاقات مع الحوثيين وتنفيذ مخططات لهم من خلال مساعدتهم في شن عمليات إرهابية لإحكام سيطرتهم على اليمن حيث حاول الظواهري خلال الفترة الماضية استقطاب استخدام تنظيم الإخوان وميليشيات الحوثي لتوفير مجندين جدد لإعادة سمعة التنظيم الإرهابي بعد سنوات من الضعف والتفكك .









ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا