كشف تقرير داخلي للأمم المتحدة عن مخاوف دولية بشأن تجاوزات حركة طالبان الإرهابية وأبرز المخاوف تتعلق بإساءة معاملة النساء والأطفال وقمع وسائل الإعلام واستهداف نشطاء المجتمع المدني وإغلاق منظمات حقوق الإنسان والاستعاضة عن التعليم العام بالتلقين الديني المتطرف .
ويذكر التقرير الذي أعدته بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان (UNAMA) حول وضع حقوق الإنسان في أفغانستان والذي صدر في شهر مايو الماضي تفاصيل الانتهاكات والتجاوزات الصارخة التي ارتكبتها إدارة طالبان بحق الشعب الأفغانى بما في ذلك الحصول على الغذاء والتعليم .
وأكدن مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير لها أن الأشهر العشرة التي انقضت منذ استعادة طالبان للبلاد شهدت تراجعا للبلاد بسرعة مذهلة حيث قلبت حركة طالبان معظم أوجه التقدم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي التي تحققت في العشرين عاما من عمر الجمهورية الأفغانية ، موضحة أن أحد التعقيدات الكبيرة هو أن المانحين الدوليين لا يقدمون أموالاً لطالبان بل يضخون التمويل بدلاً من ذلك من خلال قنوات أخرى لكن الأمم المتحدة اتخذت خطوات كبيرة أمام المنظمات الخيرية وغير الحكومية الأصغر التي تعمل في أفغانستان والتي يقولون إن الحركة تجعل من الصعب عليهم القيام بعملهم وضمان وصول الأموال إلى الشعب الأفغاني .
وذكر التقرير نقلا عن مصادر في قطاع المساعدات الأفغانية إن سيطرة طالبان على المنظمات غير الحكومية المحلية تتيح لهم الوصول إلى الإمدادات التي يتم إعادة توجيهها في كثير من الأحيان إلى مؤيديهم وجنودهم ، وأكدت المجلة أن زلزال 22 يونيو الذي بلغت قوته 6.1 درجة والذي دمر أجزاء من إقليم خوست وإقليم باكتيكا الشرقيين وأسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى سلط الضوء على الافتقار إلى التنظيم والرقابة على القطاع .
ووفقا للمجلة الأميركية فقد وجهت الأمم المتحدة نداء لتقديم ما يقرب من خمسة مليارات دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان هذا العام وعلى الرغم من التدابير المتخذة لضمان عدم تمكن طالبان من الحصول على أموال المساعدات الدولية فإن القليل من التقدم قد تم إحرازه في تحسين ظروف ملايين الأفغان .
وأشار التقرير الى أن حركة طالبان لم تنتهك حقوق الإنسان للنساء والمواطنين الأفغان الآخرين فحسب بل ذهبوا في فورة قتل ضد المعارضين في جميع أنحاء البلاد حيث أفادت مصادر داخل وخارج أفغانستان بأن طالبان ارتكبت جرائم حرب حيث احتجزت وعذبت وقتلت عشرات الأشخاص بعد إضرام النار في منازلهم في وادي بنجشير بالقرب من كابول حيث تتواصل مقاومة حكم طالبان .
وذكر تقرير الأمم المتحدة أن النساء والأطفال يتأثرون بشكل غير متناسب بالفقر المدقع الناجم عن سوء الإدارة الاقتصادية لطالبان كما أنهم عرضة "للاستغلال والإساءة مثل الاتجار بالبشر وبيع الأطفال وزواج الأطفال والزواج القسري وعمالة الأطفال والعنف المنزلي ، وقال التقرير إن طالبان تستبدل بعض المدارس العامة بالمدارس الدينية حيث يتعرض الأطفال لخطر الإساءة والتطرف كما أنه لا يزال يتم الإبلاغ عن تجنيد الأطفال .
وأشارت المجلة إلى أنه طوال 20 عاما من التمرد استخدمت طالبان الجنود الأطفال في الخطوط الأمامية وزرع العبوات الناسفة التي تستهدف القوات الدولية كما تم نشر الأطفال أيضا كمفجرين انتحاريين وغالبًا ما يتم أخذهم أو شراؤهم من عائلات فقيرة ويتم تربيتهم في المدارس الدينية في المناطق الحدودية الممتدة بين أفغانستان وباكستان وهناك يتم تدريبهم من سن 5 أو 6 سنوات على استخدام الأسلحة النارية وصنع العبوات الناسفة وغسل المخ مع وعود الجنة .
وبحسب المجلة فإنه في الوقت الذي حذر تقرير الأمم المتحدة من أن خرق هذه الالتزامات سيؤدي حتما إلى اضطرابات مدنية قالت بعض المصادر المقربة من طالبان إن الإحباط المتزايد من الفقر المدقع وشبه المجاعة لملايين الناس وصل إلى نقطة الغليان فالتعاسة على وشك أن تفسح المجال للغضب الذي سيتحول لثورة جياع وإذا بدأ واحد في المائة فقط من الناس القتال فلن يكون هناك المزيد من طالبان .