تواجه أفغانستان مجددا التعرض لمخاطر حدوث مجاعة جماعية الأشهر المقبلة حيث تعاني عمليات الإغاثة الحيوية من نقص كبير في التمويل بحسب برنامج الأغذية العالمي الذي أكد مواجهته نقصا صافيا في التمويل قدره 960 مليون دولار لدعم العمليات الإنسانية على مدى الأشهر الستة المقبلة .
وأوضحت شبكة "فويس أوف أميركا"، أن نقص التمويل وارتفاع الأسعار دفع برنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ قرارات صعبة في وقت سابق هذا العام وخفض أنشطته إلى الحد الأدنى من يونيو إلى أغسطس مع تركيز المساعدة مؤقتًا على 10 ملايين شخص يواجهون أكثر الاحتياجات إلحاحا وتهديدا للحياة .
وصرح فيليب كروب رئيس الاتصالات ببرنامج الأغذية العالمي في أفغانستان أن ما يقرب من 19 مليون أفغاني يما يعادل أكثر من نصف سكان أفغانستان يواجهون مستويات حرجة من الجوع ، مشيرا إلى أن هناك حاجة ماسة إلى التمويل لشراء وتخزين إمدادات الإغاثة في أجزاء من البلد غير الساحلي التي يتعذر الوصول إليها خلال فصل الشتاء وحذر كروب قائلا "إذا فشلنا في تأمين التمويل والتخزين المسبق للأغذية قبل بدء الشتاء في أكتوبر فسيموت الناس جوعًا".
ووفقًا للشبكة الأميركية طلبت الأمم المتحدة من المانحين 4.4 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام لتجنب حدوث مجاعة وموت الناس في هذا البلد واعتبارا من 28 يوليو الجاري ، تم تمويل أقل من 45% من طلب الأمم المتحدة فيما تعهدت الولايات المتحدة أكبر مانح إنساني لأفغانستان بتقديم حوالي 460 مليون دولار ، فيما تعهدت المملكة المتحدة بمنح 408 ملايين دولار بينما قال بنك آسيا للتنمية إنه سيقدم 380 مليون دولار .
وقال توماس ويست المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان "أعتقد بالنسبة للولايات المتحدة فإن الأزمة الإنسانية المستمرة في أفغانستان من بين الأولويات القصوى التي تدفع صنع القرار الأميركي فالملايين يعانون من سوء التغذية".
من جهتها أوضحت وكالات الإغاثة أن ما يقرب من خمسة ملايين طفل وامرأة حامل ومرضعة في أفغانستان يواجهون سوء التغذية هذا العام بينما يعاني 3.9 مليون طفل بالفعل من سوء التغذية ، وتعليقا على الأزمة قال ساشا مايرز المتحدث باسم منظمة إنقاذ الطفولة في أفغانستان : "إن سوء التغذية مرض يهدد الحياة وإذا لم يتلقوا العلاج في الوقت المناسب فإن الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد يواجهون خطر الموت الحقيقي".
وأوضحت الشبكة أن عمال الإغاثة أشادوا بالمانحين لتقديمهم ما يقرب من ملياري دولار كمساعدات إنسانية لأفغانستان هذا العام إلا أن أفغانستان بحاجة إلى التعافي الاقتصادي ومساعدات التنمية لتخليص نفسها من الدورات المتكررة لحالات الطوارئ الإنسانية .
وبحسب الشبكة الأميركية فقد قطع المانحون مساعدات التنمية عن أفغانستان منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة العام الماضي ، كما تواجه القيادة الجديدة لطالبان عقوبات مالية صارمة شلت القطاع المصرفي في أفغانستان بينما شكلت المساعدات الخارجية أكثر من نصف ميزانية أفغانستان، حتى قبل تولي طالبان السلطة .