في الساعات الأولى من يوم الإثنين تم شنق المتظاهر مجيد رضا رهنورد علناً في مدينة مشهد الدينية في إيران في إشارة واضحة إلى نية إيران قمع المظاهرات التي اجتاحت البلاد في الأشهر الأخيرة .
ويعد رهنورد المتظاهر الثاني الذي يتم إعدامه منذ بدء المظاهرات في منتصف سبتمبر وحكم عليه بالإعدام بعد أقل من شهر من اعتقاله لقتل ضابطي أمن وهو انتقام سريع بشكل غير عادي للنظام القضائي الإيراني البطيء عادة.
وبحسب صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، فقد كانت البلاد في قبضة الاحتجاجات منذ وفاة محساء أميني ، وهي شابة كردية ، في حجز الشرطة بسبب عدم التزامها المزعوم بقواعد اللباس، وقتل ما لا يقل عن 60 من أفراد قوات الأمن خلال الاحتجاجات، بحسب صحيفة جافان اليومية التابعة للحرس الثوري الإيراني، وتقدر الأرقام الرسمية عدد القتلى ، بمن فيهم أفراد الأمن ، بنحو 200 شخص، لكن منظمة العفو الدولية تقول إن أكثر من 300 متظاهر قتلوا بينهم 44 طفلاً.
ووفقا لمنظمة العفو الدولية، يواجه ما لا يقل عن 20 متظاهراً آخرين الإعدام، وبحسب ما ورد، فإن متظاهرين آخرين في السجن ينتظرون المحاكمة بتهم خطيرة - قد تؤدي إلى عقوبة الإعدام - من بينهم مغني راب وطبيب وممثل ولاعب كرة قدم، وفي إيران، يمكن إعدام أي شخص إذا ثبتت إدانته بارتكاب جريمة قتل أو تهريب المخدرات، حيث تم شنق الآلاف من النشطاء السياسيين المناهضين للنظام في أواخر الثمانينيات، لكن من النادر إعدام المتظاهرين في الشوارع.
وبحسب "فايننشيال تايمز"، فمع مطالبة المحتجين بالإطاحة بالجمهورية الإسلامية واستبدالها بدولة علمانية حديثة، قدمت طهران القليل من التنازلات منذ بدء الاحتجاجات، فلم يغير القانون الذي يحكم ارتداء الحجاب، رغم أنه خفف من الناحية العملية اللوائح وأن العديد من النساء في طهران لم يعدن يرتدين الحجاب، وتؤكد الرغبة في إعدام اثنين من المتظاهرين حقيقة أن المتشددين يسيطرون بشكل كامل على الدولة الإيرانية، وقال المحلل الإصلاحي عباس عبدي: "الرسالة الرسمية هي رسالة الشنق والقضاء وهذا كل شيء".
وأكدت الصحيفة البريطانية، أن الإيرانيين شنوا حملة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الإعدامات لكن القليل منهم خرج إلى الشوارع، وقام بعض السياسيين الأوروبيين بحملات نيابة عن المعارضين المسجونين مثل توماج صالحي، مغني الراب، ومحمد مهدي كرامي، بطل وطني في فنون الدفاع عن النفس، للمساعدة في منع إعدامهم. وأدين كرامي بقتل مسؤول أمني، وقد تأتي إستراتيجية السلطات بنتائج عكسية.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق