تواصل حركة طالبان الإرهابية فرض التجويع والقمع والعنف على الأفغان مع تفاقم الأزمات والتي قد تدفع أفغانستان إلى أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها مع سلسلة غير مسبوقة من الجرائم والانتهاكات في حق الشعب الأفغاني .
وفى هذا السياق نشرت مجلة "واشنطن أجزامنير" الأميركية شهادات 3 مواطنين أفغان يسعون للحصول على تأشيرة للهجرة كشفوا خلالها عن الضرب والتعذيب والتهديدات التي يواجهونها في بلادهم منذ استيلاء طالبان على السلطة في شهر أغسطس من العام الماضي .
وقالت الصحيفة في تقريرها إن "قدرة الله" أحد هؤلاء الموطنين قضى أكثر من 10 سنوات في العمل في شركات الخدمات اللوجستية الأميركية ومنظمات المعونة الإنسانية ولكن في أغسطس 2021 تركت طالبان رسالة في منزله تهدده بالقتل ولحماية عائلته هرب من منزله ولكن بعد شهرين تعرف المقاتلون على قدرة الله خارج مكتب الجوازات وألقي القبض عليه ثم تعرض لتعذيب جسدي ونفسي قاسٍ للغاية وكان على وشك الموت وتم نقله للمستشفى في حالة حرجة وظل بها لأكثر من أسبوع .
ووفقًا للصحيفة فإن "قدرة الله" حصل على موافقة لتضمينه في برنامج قبول اللاجئين للولايات المتحدة الأميركية إلا أنه غير قادر الآن على التوجه لباكستان والإقامة بها لمدة 18 شهرا قبل سفره للولايات المتحدة وقلقه الأكبر الآن هو تنفيذ طالبان تهديدها بقتله أو جلده حيا حتى الموت قبل السفر .
وتابعت الصحيفة إن هناك سيدة تدعى شبانة عملت على تعزيز حقوق المرأة من خلال المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية مما أشعل غضب الحركة من عملها ، وفي ديسمبر 2021 غادرت شبانة شقتها لشراء دواء لأخيها الأكبر ولأنها لم تكن تصطحب قريبا ذكرا ضربها مقاتلو طالبان شبانة بشدة مما ترك كدمات كبيرة على ظهرها وذراعها وانتقلت منذ ذلك الحين للعيش مع أقاربها لحماية نفسها وإخوتها .
وأضاف التقرير أن شقيق شبانة تعرض للاختطاف والتعذيب النفسي والجسدي من قِبل الحركة عام 2018 ما تسبب في إصابته بصدمة عصبية شديدة ما زال يعاني منها حتى الآن ، وأكدت المجلة الأميركية أن خبايا وإجرام حركة طالبان لا يعرف العالم شيئًا عنه بسبب الحظر الذي تفرضه الحركة على وسائل الإعلام وحرية تداول المعلومات والذي يخفي الواقع المروع والإرهاب الذي يعيشه الشعب الأفغاني تحت حكم طالبان .
نشأت حركة طالبان المتشددة في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994 وقد أسسها الملا محمد عمر الذي يعتبر "الأب الروحي لطالبان" والذى رغب في القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان على حد زعمه وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994 .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق