حالة من الاضطرابات الداخلية التي تشهدها جماعة الإخوان الإرهابية في دول المنطقة بعد فشل وانكسار مشروعها الإرهابي التي سعت من خلاله للتمكن إلا أنه كان للشعوب آراء أخرى في عدم قبول أو وجود الجماعة الإرهابية في المشهد أو الساحة السياسية في بلادهم.
دراسة حديثة صدرت عن المركز الفرنسي للأبحاث والدراسة السياسية أكد أنه فشل الإسلام السياسي أن يقدم نفسه كبديل مقنع للشعوب العربية ولم يستطع أن ينشئ مشروعاً سياسياً أو أن تكون له قيادات فاعلة ومحبوبة من قبل الشعب بل دخلت في خلافات مع الأطراف الأخرى ومؤسسات الدولة من أجل البقاء في السلطة .
الدراسة لفتت أن جماعات الإسلام السياسي تؤمن بالوطن كحيز معنوي وليس كحيز وطني، فيكفي أن تبايع هذه الجماعات أحد قادتها كخليفة ليصبح لديهم خلافة دون فرض السيادة على الجغرافيا من خلال تحسين ظروف المجتمع والتفكير في تنميته فهي لا ترى نفسها إلا امتداداً للتنظيم في كل مكان فهي تحاول أن تستنزف مقدرات الوطن من أجل الانتماء والبيعة للتنظيم الدولي حتى وإن أظهرت غير هذا ولذلك عندما أسقطت الحركة في بعض الدول وجدت نفسها معزولة ولم يقف معها .
تابعت الدراسة : لا يعني أن هذه الجماعات الإسلامية تفقد الأمل بالعودة مرة ثانية إلى المشهد السياسي فهي تحاول بشكل مستميت التشبث بالسلطة بكل الوسائل ففي مصر حاول من خلال نهج العنف وفي تونس ما زالت تراوغ وتسعى إلى تغيير تكتيكات مختلفة لتحافظ على بقائها طرفا في المشهد السياسي سواء من خلال الخطابات التصالحية أو الدعوة لإجراء حوار سياسي مع الرئيس في محاولة منها للخروج من أزمتها الحالية .
وبعد فشلها في حشد الاحتجاجات ضد قرارات الرئيس وفشلها أيضا في الضغط على واشنطن وتهديد الدول الأوروبية بورقة اللاجئين من أجل أن يعتبروا قرارات الرئيس التونسي انقلاباً يتطلب تدخل المجتمع الدولي ضده .
ولفتت الدراسة أن التراجع المطرد سيكون له الآثار الأكيدة على حجم التأييد الشعبي للإسلاميين في الدول الأوربية أيضا ولاسيما فرنسا وهو ما يمكن أن يؤسس لحقبة جديدة بعنوان "عزلة حتمية للإسلاميين" وقد يساعد على ذلك حالة الإنكار والتعالي الخطيرة على الواقع وذلك مظهر آخر من مظاهر فشل الإخوان ولعله أيضا سيكون عاملا محددا من عوامل ارتفاع الهتافات الشعبية ضد الإسلاميين .
يقول الدكتور إبراهيم ربيع القيادي الإخواني المنشق إن تاريخ الإخوان الإرهابي حمل العديد من الأزمات في الوطن العربي وهو ما أدى إلى لفظ هذه الجماعة الإرهابية بشكل نهائي من دول المنطقة وعدم قبولها بشكل أو بآخر لأن هذه الجماعة الإرهابية أصبحت تمثل مصدرا للأزمات الطاغية في المنطقة .
وأضاف القيادى الإخواني المنشق أن فشل مشروع الإخوان وسقوطها في مصر كان ضربة البداية لرفض هذا المشروع في المنطقة ككل ويرجع ذلك للفشل الكبير لهذه الجماعة الإرهابية على مدار السنوات وعدم ثقة الشعوب فيها .
جماعة الإخوان الإرهابية فشلت فشلاً ذريعاً في كل التجارب التي خاضوها على امتداد المنطقة العربية وانكشفوا بصورة دراماتيكية أمام الجماهير العربية بل أن الجماعة الإرهابية أغرقت الدول في الكثير من الأزمات العديدة في المنطقة .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق