الثلاثاء، 12 يوليو 2022

الشعب الإيراني يعيش فى العصور المظلمة


سلطت شبكة "راديو فري يورب" الأوروبية الضوء على الظروف غير الإنسانية في إيران بعد تسريب فيديو جديد يقف خلفه مجموعة ناشطة في مجال القرصنة الإلكترونية تدعي أنها تعمل داخل إيران لكشف الوجه الحقيقي للنظام ويكشف الفيديو الظروف غير الإنسانية في سجون نظام الملالى .

وفى الفيديو المسرب تظهر اللقطات السجناء ممددين من الحائط إلى الحائط على الأرضيات ومكدسين مع ثلاثة أسرة معدنية بطابقين وعندما تنتقل الكاميرا من غرفة لغرفة نجد أن كل واحدة مجهزة بأسرة لحوالي 30 نزيلاً إلا أن غرفا مليئة بما يصل إلى 50 نزيلاً وأكثر .

وتابعت الشبكة أنه ليس من الواضح متى تم تسجيل اللقطات لكن إيران تعرضت باستمرار لانتقادات من قِبل هيئات الرقابة الحقوقية بسبب الاكتظاظ والظروف غير الصحية في سجونها، وهي مشكلة ساهمت في الإصابة بعدوى فيروس كورونا والوفيات وتعد مقاطع الفيديو أكبر دليل على الانتهاكات في السجون في المنشأة التي تضم في الأساس معتقلين سياسيين .

كما ظهرت مقاطع فيديو أخرى تكشف حراس السجن وهم يعتدون على المحتجزين والظروف غير الإنسانية في المنشأة وكشفت الوثائق التي سربتها جماعة القرصنة الإلكترونية أيضا بالتفصيل كيف اتخذت سلطات سجن إيفين الأكثر شهرة في البلاد خطوات قاسية لكسر إضراب السجناء البارزين عن الطعام بما في ذلك الحرمان من حقوق الزيارة ومنع الوصول إلى الهاتف .

وبحسب صحيفة "ماجلا" الإيرانية فإن سجن إيفين به أكثر من 15 ألف معتقل موزعين على 12 جناحا على الرغم من أن سعة السجن تصل إلى 3 آلاف سجين فقط ويستخدم الحرس الثوري الإيراني أدوات مختلفة لتعذيب المعتقلين السياسيين ويتم تنفيذ الإعدام بأحكام صادرة عن ما يسمى بالمحاكم الثورية دون أي فرصة في الدفاع عن النفس بالإضافة الى إخفاء الآلاف من الإيرانيين بالقوة .

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقريره عن أوضاع انتهاكات حقوق الإنسان في إيران وجود تعذيب وحرمان للمعتقلين والسجناء قبل أسبوعين وقال إن هذه الاعتقالات تثير مخاوف متزايدة .

من جانبها أكدت صحيفة "إيران فوكس" المعارضة أنه لا يخفى على أحد أن سجون النظام الإيراني هي من أسوأ سجون العالم وذات ظروف كارثية لا تصدق وقد أدانتها عدة مرات منظمات حقوقية دولية حيث يعاني السجناء من ضغوط نفسية وجسدية في هذه السجون التي تم بناء بعضها منذ أكثر من 50 عاما ونتيجة لذلك أصبحت المباني قديمة للغاية وتشكل خطرًا على صحة السجناء .

وفي 25 أغسطس 2021 ورد في تقرير عن وضع وتعذيب السجناء في إيران قال "تشمل أساليب التعذيب في إيران التي وثقتها منظمة العفو الدولية على مدار السنوات الماضية الجلد والصدمات الكهربائية والإعدامات الوهمية والإيهام بالغرق والعنف الجنسي والتعليق والتغذية القسرية للمواد الكيميائية والحرمان المتعمد من الرعاية الطبية .

مؤسسة "ومن إن سي آر" الإيرانية أكدت أن أنه في سجن قرجك في ورامين هناك ما يصل إلى ستين سجينا محتجزين في جناح الحجر الصحي الصغير ومن ضمن الضحايا كانت هناك زينب جلاليان التي احتجزت لمدة 530 يوما بمعزل عن العالم الخارجي وهي محرومة من الرعاية الطبية التي تحتاجها بشكل عاجل ، ومريم أكبري المحتجزة هي وابنتها الصغرى سارة منذ أكثر من 12 عامًا أما ليلى شجيني فهي معرضة لخطر الإصابة بالشلل بسبب التعذيب المستمر وحرمانها من العلاج واستمرار الضرب بقسوة على قدمها المصابة حتى أنها لم تعد قادرة على المشي وأعطتها السلطات الأدوية المخدرة حتى أدمنتها .

في سجون نظام الملالي الإيراني كل شيء مباح من تعذيب نفسي وجسدي وقتل واعتداءات وجدران السجون تروي قصصًا وأسرارًا تقشعر لها الأبدان فمنذ 43 عاما عمل هذا النظام على ملء السجون والمعتقلات بكل من يعارضه وتفنن رجاله بتعذيب المواطنين وإذلالهم وتنفيذ عمليات الإعدام في المعتقلين أمام زملائهم وتنفيذ عقوبات غاية في القسوة مثل بتر الأصابع والأيدي والأرجل الأمر الذي جعل الحياة في إيران أشبه بالعصور المظلمة .

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا