تعيش أفغانستان في قمع يتزايد بشكل يومي بسبب حركة طالبان وانتهاكها لحقوق الإنسان بشكل عام والمرأة الأفغانية بشكل خاص فأصبحت النساء في جميع مراحلهن العمرية يعشن كابوسًا حقيقيا فلا تعليم ولا خروج من المنزل إلا للأسباب القهرية ولا حياة إلا بإذن آبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن .
ومنعت الجماعة المتطرفة الطالبات فوق الصف السادس من استئناف الدراسة في معظم المقاطعات الأفغانية منذ استعادتهن السلطة قبل عام بحسب شبكة "فويس أوف أميركا" وهذا المنع وصفته طالبان بأنه تعليق مؤقت لكنها رفضت رفع الحظر رغم الضغوط الدولية .
وقالت شبكة "فويس اوف أمريكا" في تقريرها أن الأزمة الإنسانية السيئة أدت بالفعل والاضطراب الاقتصادي المتنامي الناجم عن سيطرة طالبان على معظم سكان الدولة المنكوبة بالفقر والذين يقدر عددهم بنحو 40 مليون نسمة إلى مزيد من الفقر .
من جانبه جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعوته لحكام طالبان في أفغانستان للسماح للفتيات المراهقات باستئناف التعليم الثانوي وذلك في ظل التحذيرات الدولية الكبرى من أن منع الفتيات من التعليم قد يخلق جيلا كاملا متطرف في أفغانستان يصعب السيطرة عليه وقد يهدد هذا الجيل العالم أجمع .
وقال المسئول الأممى إن الحظر حرم جيلاً كاملاً من الحصول على التعليم في أفغانستان وسيكون له عواقب وخيمة على الفتيات في سن الدراسة الثانوية وعائلاتهن وسيخلق جيلا متطرفا يهدد العالم أجمع ، وكانت طالبان قد فرضت حظراً كاملاً على تعليم الفتيات عندما كانت في السلطة من عام 1996 إلى عام 2001 .
وأعلن جوتيريش في وقت متأخر يوم الجمعة الماضي تعيين روزا أوتونباييفا رئيسة قرغيزستان السابقة مبعوثة خاصة جديدة له إلى أفغانستان ، كما حذر منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة مارتن غريفيث مجلس الأمن في 29 أغسطس من أن أفغانستان تواجه فقرًا شديدًا حيث يعاني ستة ملايين شخص من نقص حاد في الغذاء بسبب الأزمات الإنسانية والاقتصادية والمناخية والمالية .
طالبان نشرت قوات الأمن في معظم أنحاء أفغانستان وهي السيطرة الأمنية التي صاحبتها قيود فرضتها على حقوق المرأة والحريات المدنية أثارت إدانة عالمية مما أدى إلى عزلة البلاد الدولية ودافع قادة طالبان عن سياساتهم وقيودهم على النساء بما يتماشى مع الثقافة الأفغانية والشريعة الإسلامية رافضين الدعوات الدولية للإصلاحات باعتبارها تدخُّلاً في الشؤون الداخلية لأفغانستان .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق