على الرغم من انتهاء عصر جماعة الإخوان الإرهابية في بلدان الوطن العربي وبشكل خاص في مصر وتونس بشمال إفريقيا إلا أن إخوان المغرب على موعد جديد من التحديات للحفاظ على قوام الجماعة وعدم المغامرة مثلما حدث في مصر وتونس .
ويشهد الشارع المغربي غزوفا عن الانتماء للجماعة الإرهابية وخسرت المزيد من الحشد الشعبي إثر ما حدث في البلدان العربية من انتهاكات سياسية وإرهابية واغتيالات جعلت من الشعب المغربي عدم المراهنة عليهم من جديد.
حزب العدالة والتنمية الذراع السياسي للإخوان في المغرب، قرر تحديد تاريخ عقد مؤتمره التاسع، وذلك خلال دورة عادية للمجلس الوطني للحزب التي سيحتضنها المركب الدولي مولاي رشيد للطفولة والشباب ببوزنيقة، يومي 13 و14 يناير من العام المقبل، حيث يحاول الحزب تجميل صورته في ظل تواجده على قوى المعارضة.
ولكن مع إعلان الحزب عقد المؤتمر برزت للواجهة التحديات والقضايا التي تطرح نفسها بقوة على الحزب خاصة مع عودة عبد الإله بنكيران التي يراها البعض فرصة مناسبة لإعادة إحياء علاقتهم التنظيمية مع المصباح، والدفاع عن وجهات نظرهم حول طريقة تدبيره في المستقبل.
كذلك برز رهان استعادة الحزب توهجه وبريقه المفقود بعد انتكاسة 2021 الانتخابية والسقوط المدوي الذي هوى به إلى أسفل ترتيب الأحزاب السياسية في الخارطة الانتخابية والوزن السياسي حيث أصبحت عودة الحزب للوجاهة السياسية وإعادة التوازن الشعبي مهمة جديدة للإخوان في المغرب.
خاصة تقييم حصيلة أداء الحزب خلال فترة عبد الإله بنكيران الذي لم يقرر بعد ترشحه لولاية جديدة، خصوصاً أن بنكيران أشار في الكثير من المناسبات إلى قرب مغادرته العمل السياسي ليفتح أبوابا لقيادات جديدة تسعى خلال المرحلة المقبلة لإعادة ضبط الحياة الداخلية، حيث يرتبط بكيفية تقييمه، سواء من طرف القيادة أو من طرف الأعضاء.
ويقول الباحث السياسي والمنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية طارق البشبيشي إن الإخوان خسرت الكثير في السنوات الماضية وتواجدهم في المغرب هو فرصة أخيرة للتواجد في شمال إفريقيا، ولكن في 2021 تفهم الشعب المغربي مخطط الجماعة الإرهابية لنشر أفكارهم الطائفية، وكان هناك توضيح كبير رآه الشعب المغربي بعد أحداث تونس التي كشفت عن الفساد والمصلحة العامة للجماعة فقط، وبالتالي الجماعة في المغرب حالياً ستقوم بتغيير جلدها عبر مؤتمرها التاسع، ولكن لن تغير الأفكار التي نشأت عليها الجماعة.
وأضاف البشبيشي أن هناك قيادات تراجعت إلى الخلف لكي تسمح لبنكيران في القيادة ولكنه في نفس الوقت لن يترشح وسيصبح مثل خيرت الشاطر أو الغنوشي يحكم دون ولاية، وهذا التكتيك من طرف الجهتين يؤدي إلى نوع من الهدوء الداخلى للجماعة، بحيث لم نعد نسمع عن صراعات ومواجهات في الإعلام وانتقادات علنية بين مختلف الأطراف ولكن ذلك لا يعني أن الجماعة تمكنت من تجاوز الخلافات الداخلية السابقة في المغرب.