في ظل استمرار جماعة الإخوان لزعزعة الاستقرار في مصر والمنطقة ،كثفت المراكز البحثية التابعة للجماعة في تركيا نشاطها بشكل لافت خلال الأشهر الماضية، تزامناً مع حالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية 2024، في محاولة لتوظيف الملف الاقتصادي والسياسي داخل البلاد لإثارة حالة من الفوضى وزعزعة الاستقرار، على حد وصف مراقبين مصريين.
ويأتي مركز إنسان للدراسات الإعلامية ضمن أبرز المنظمات الإخوانية النشطة في مجالات البحث والإصدارات الفكرية مؤخراً حيث يركز نشاطه بشكل شبه كامل على الداخل المصري ، ويُعدّ المركز أحد أهم المراكز الإعلامية والبحثية الموالية لجماعة الإخوان المسلمين .
بدأ المركز نشاطه من تركيا عام 2015 ويهتم بحسب بيانه التعريفي بـ "دراسة اتجاهات الإعلام المصري والعربي والعالمي حول قضايا الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان في المنطقة العربية بشكل خاص وما طرأ عليها من تحولات في أعقاب ثورات الربيع العربي وما تلاها من ارتدادات وثورات مضادة".
يقول محللون إن تكثيف عمل المراكز البحثية التابعة لتنظيم الإخوان داخل تركيا يأتي في سياق مخطط إخواني كبير بدأ منذ أعوام، للانتقال من الحالة التنظيمية إلى السيولة الفكرية أو التيار الفكري، بالاعتماد على صياغة أيديولوجيا جديدة للتنظيم تعتمد على مشروع فكري متكامل لتوظيف كافة الأدوات المتاحة من أجل العودة إلى المجتمعات العربية والتوغل بها من جديد.
وأضافت التحليلات أنه من ضمن المخططات دشنت الجماعة منذ أعوام عشرات المراكز البحثية ومؤسسات التدريب؛ بهدف صياغة المرتكزات الفكرية الجديدة للتنظيم، فضلاً عن تقديم تقديرات ودراسات حول طبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الداخل المصري بشكل متواصل، وتوظيف بعضها لصياغة الشائعات.
وأوضحت أن هذه المخططات الإخوانية هدفها تجديد الأدوات من أجل تحقيق هدف "أسلمة المجتمع"، خاصة أنّ الجماعة تبدو قد تخلت عن مشروع العودة إلى السلطة، أو المزاحمة عليها في الوقت الراهن، وهو اتجاه عبّرت عنه مجموعة لندن أكثر من مرة، وتخطط الجماعة لعودة ناعمة إلى الأوساط السياسية والاجتماعية في الداخل المصري اعتماداً على منصات الفكر ومراكز البحث والإعلام.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق