أفادت مصادر مطلعة بأن الاستخبارات التركية طالبت بتقييد تحويلات مالية لقيادات جماعة الإخوان الإرهابية وجمدت طلبات التجنيس لعدد من قيادات الجماعة المحظورة في عدد من الدول العربية .
وأفادت المصادر إن أنقرة وضعت عددا من قيادات الجماعة الإرهابية قيد الإقامة الجبرية مشيرة إلى أن تركيا طلبت من قنوات الإخوان في أراضيها وقف استهداف مصر ودول الخليج العربي .
وتأتي هذه التحركات في ضوء محاولات الجانب التركي إزالة جبال الجليد مع أبوظبى تزامنا مع زيارة الرئيس التركى رجب طيب اردوغان الى الإمارات بما يثبت حسن النوايا والتوقف عن دعم وتمويل الجماعات المصنفة كتنظيمات إرهابية ومن بينها الإخوان المسلمين .
ويرى مراقبون أن خفض التواجد الإخواني على الأراضي التركية وتقديم التأكيدات المتعاقبة للجانب الإماراتى على المستوى الرسمي بوقف كافة الأنشطة الخاصة بالتنظيم بالتزامن مع الزيارة المرتقبة لأردوغان الى أبوظبى ستنعكس إيجابا على العلاقات بين البلدين .
ونقلت وكالة "الأناضول" الرسمية التركية عن أردوغان قوله إنه يعتزم أيضا الإقدام على بعض الخطوات بقوة على صعيد تحسين العلاقات مع الإمارات .
ويرى محللون أن تصريحات أردوغان لا تنفصل عن أمرين مهمين الأول سعي أنقرة إلى ترميم سياساتها الخارجية وإصلاح توجهاتها حيال المنطقة خاصة أن سياساتها التي تبنتها خلال السنوات الماضية تجاه الإخوان كانت ارتداداتها سلبية على واقع تركيا .
وقرأ المراقبون أن سياسة التحجيم التى ينتهجها حزب العدالة والتنمية تجاه الإخوان تبعث برسالة حول آلية التعاطي مع التنظيم من جانب الحكومة التركية في الفترة المقبلة خاصة في ضوء اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2023 .
وتسعى أنقرة مؤخرا الى تحجيم نشاط الإخوان فى الداخل التركى والإبقاء على المجال الإعلامي مغلقاً وربما العودة لفرض بعض القيود الجديدة على تحركات القيادات الإخوانية على الأراضى التركية .
وبشكل عام يمر تنظيم الإخوان بأزمة كبيرة تجعله يتصرف بشكل متخبط ومرتبك حيث يعتبر الصراع الداخلي بين قيادات التنظيم عنصر انهيار يضاف إلى مجموعة من الأزمات المركبة التي يعاني منها التنظيم على مدار السنوات الماضية , لاسيما وأن التحركات الخاصة بالإخوان داخل تركيا يغلب عليها الارتباك وعدم التخطيط بشكل جيد .