الأربعاء، 30 يونيو 2021

التقارب المصرى التركى إلى أين ؟


بعد أن قررت الإدارة المصرية مواجهة تركيا عبر إدارة صراع سياسي بكل الأدوات الممكنة على طاولة الشطرنج الممتدة عبر شرق البحر المتوسط والقضية الفلسطينية والتدخل فى ليبيا ، يسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لإثبات حسن النوايا للجانب المصري .

وتتسارع الخطوات التركية لاسترضاء الجانب المصري أملا فى ان تتحول تركيا من جانب الخصم إلى جانب الصديق أو على الأقل غير المعادي حيث بدأت تلك الخطوات بتخفيف الخطاب الإعلامي العدائي للدولة المصرية وإعلان رموز الإعلام المعادي للنظام المصري بإعلان وقف البرامج وحزم الحقائب استعداداً لمغادرة الأراضي التركية استجابة للإرادة المصرية واشتراطاتها التي تتضمن تسليم أفراد تنظيم الإخوان الفارين الى تركيا المحكومين في قضايا أمن الدولة .

وجاءت تلك الخطوات بعدما أعلنت أنقرة رغبتها في استئناف اتصالاتها الدبلوماسية مع مصر في مارس الماضي ولكنها لم ترق للخارجية المصرية التى أعلنت ان الإسترضاء التركي يجب أن يتحول إلى أفعال وهو ما سيحدث في النهاية وسيجتمع أفراد تنظيم الإخوان في السجون .

وكانت تركيا قد قررت منع أنشطة الإخوان الإعلامية لاسيما تلك التي تبث عبر فضائيات الجماعة في إسطنبول وأمرت الجماعة بنقل فضائياتها إلى خارج تركيا خلال مدة لا تتجاوز 3 أشهر .

كما أضافت المصادر أن الفضائيات الإخوانية تعتزم الانتقال خارج تركيا تنفيذا لقرار السلطات التركية بوقف برامجها التحريضية ضد مصر ودول الخليج ومنع بث أي محتوى يخالف التعليمات التركية .

ومع إعلان تركيا وأردوغان تخليهم عن دعم وتشغيل عناصر الإخوان الهاربين في الخارج يخشى الإخوان المتواجدون على أرض تركيا وقطر من احتمالات قوية بتسليمهم إلى السلطات المصرية لتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقهم ، وهناك تكهنات وتقارير تشير إلى أن عناصر الجماعة اختاروا الصومال وجهة جديدة لهم خصوصا وأن جماعة "بوكوحرام" الإرهابية تسيطر على أجزاء من البلاد هناك .

الإعلاميون والأبواق المؤجرة التى كانت تروج لأردوغان بأنه الخليفة والسلطان وغيرها من الألقاب والعبارات تبددت وتلاشت مع الموقف المصري المعلن سياسياً بما يمكن وصفه بـ "خط سرت الجفرة" المحدد من قبل الرئيس السيسي تعبيراً عن رفض مصر للتدخل التركي في ليبيا .

محاولات أنقرة المتكررة التقرب للقاهرة كانت بمثابة جس نبض ومحاولة لكسر للحصار والخناق المفروض عليها بشرق المتوسط لا سيما في ظل توطد علاقات القاهرة مع قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي .

ويرى محللون ان تركيا تدرك جيدا أن عليها تقديم التنازلات وتعرف أن استرضاء مصر عملية معقدة للغاية فمنتدى غاز المتوسط شكل قاعدة سياسية تقوم على مصالح اقتصادية تجمع دول لها عضوية في الاتحاد الأوروبي ومنها يستشعر الفرنسيين أهمية دورهم الاقتصادي والسياسي وضرورة تحجيم تركيا في حلف الناتو وهي الفرصة المواتية لمواجهة الإسلاموية المتصاعدة بدعم تركي .

يشار إلى أنه في مايو الماضي أجرى وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية سادات أونال أول زيارة من نوعها منذ 2013 إلى القاهرة لإجراء محادثات استكشافية مع مسؤولين مصريين ترأسهم نائب وزير الخارجية حمدي سند لوزا ، فيما كشف وزير الخارجية المصري سامح شكري قبل أيام توقف المباحثات في الوقت الحالي وعدم تحديد أي موعد لاستئناف تلك اللقاءات الاستكشافية من أجل إعادة العلاقات المتبادلة .

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا