تشدّد الولايات المتحدة دائماً على أنها لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي وقد تمسكت لفترة طويلة وحتى الآن بموقف يقول إن طهران تمتلك كميات كبيرة من اليورانيوم المخصّب على مستوى 60 في المئة لكن إيران لم تتخذ قراراً ببناء سلاح نووي .
ويشير أكثرية المسؤولين الأميركيين إلى أن إيران تحتاج إلى عام كامل لتتمكّن من الوصول إلى هدفها وهذا يعطي الأميركيين الوقت الكافي للتفاوض مع طهران واستعمال القوة العسكرية إذا دعت الضرورة لذلك ، لكن خشية الأميركيين الحالية تتعلّق أكثر بكميات الأسلحة التي نشرتها إيران على يد الميليشيات التابعة لها من لبنان إلى سوريا فالعراق، ويعتبر التقييم العام لهذا الانتشار أن المسيرات والصواريخ والقذائف المدفعية والأفراد منظومة واحدة منتشرة في هذه المنطقة.
لذا يشعر الأميركيون والإسرائيليون معاً بقلق خاص تجاه ترسانة حزب الله ، ويقول جنرال الاحتياط الإسرائيلي أمير أفيفي إن "حيازة حزب الله 2000 مسيرة أمر مقلق للغاية خصوصاً أن هذه المسيرات موجودة على حدود إسرائيل الشمالية وعلى مسافة قصيرة".
ويعبر الأميركيون والإسرائيليون عن ثقة بالإمكانيات التقنية لكنهم باتوا أكثر من أي وقت مضى قلقين من وجه آخر للحرب وهو الحرب البرية وقد كرر الإسرائيليون خلال الأسابيع الماضية التعبير عن هذه المخاوف خصوصا أثناء الحديث عن قوات مشاة درّبها حزب الله وجعلها تنتشر في مناطق جنوب لبنان على رغم انتشار القوات الدولية والجيش اللبناني في المنطقة .
ومنذ سنوات تتوالى استعدادات الأميركيين والإسرائيليين وإيران والميليشيات التابعة لها وهي في حالة تصاعد إلا أن الفارق الكبير خلال السنتين الماضيتين هو قدرة إيران على تدريب قوات برّية لدى حزب الله مسلّحة بالعقيدة وبأسلحة أكثر تطوراً من أي وقت مضى وعند اندلاع أية مواجهة ستكون صورة هذه المواجهة مختلفة إلى حدّ كبير عما شهدناه في العقود الماضية .