على مدى الساعات الماضية صدمت مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل مئات الإيرانيين ، فقد أظهر العديد منها تقاتل المواطنين على المواد الغذائية والسلع ، فضلا عن تكسير ونهب بعض المحال بهدف الحصول على سلع غذائية ، لاسيما بعد رفع أسعارها بشكل مفاجئ من قبل السلطات .
كما بينت الفيديوهات الزبائن المذعورين يجتاحون المتاجر ويعبئون السلع الأساسية في أكياس بلاستيكية كبيرة ، فيما عمت الاحتجاجات مدنا عدة في الجنوب الإيراني النائي الفقير، قبل أن تتوسع أكثر لاحقا حيث صدحت هتافات الموت للمرشد علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي .
ولم تكشف تلك المشاهد عن قلق عميق يلف البلاد وإحباط لدى العديد من المواطنين من قادة إيران إنما أبرزت أيضاً التحديات الاقتصادية والسياسية الكبيرة التي تواجه السلطات بالتزامن مع تسجيل العملة الإيرانية تراجعاً ملحوظاً لتصل إلى 300 ألف ريال مقابل الدولار .
ويشار إلى الجفاف ضغط بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني ، كما زادت العقوبات الغربية المفروضة على البلاد جراء انتهاكاتها للاتفاق النووي من الصعوبات .
وكان التضخم في البلاد قفز مؤخراً إلى نحو 40 المائة وهو أعلى مستوى له منذ 1994 وظلت بطالة الشباب مرتفعة بشكل قياسي أيضا في حين سجل مركز الإحصاء الإيراني وجود ما يقارب 30 بالمائة من الأسر في البلاد تحت خط الفقر .
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد وعد عند انتخابه الصيف الماضي بخلق فرص عمل ورفع العقوبات وإنقاذ الاقتصاد لكن المحادثات لإعادة إحياء الاتفاق النووي المتداعي مع القوى العالمية وصلت لطريق مسدود .
يشار إلى أن تلك الاحتجاجات أعادت إلى الأذهان ذكريات رفع أسعار الوقود في إيران قبل ثلاث سنوات حين اجتاحت احتجاجات واسعة النطاق كانت الأعنف منذ إقامة "الجمهورية الإسلامية" عام 1979 أنحاء البلاد مما أدى إلى مقتل مئات المتظاهرين في حملة قمع غير مسبوقة وفق ما أفادت في حينه منظمة العفو الدولية.