إدعى تنظيم "الإخوان" الإرهابى على مدار عقود أنه واحة للديمقراطية لكن عندما فضحته خلافات قادته وصراعاتهم على ولاية التنظيم وأمواله ظهر على صورته الحقيقية دون أي قشور تستر كذبه .
ومؤخرا أصدرت جبهة إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق لتنظيم الإخوان الإرهابي بيانا أكدت فيه أنها المثل الحصرى للجماعة ، محذرة أي كيان مصري تابع للجماعة لا يلتزم بقرارات مجلس الشورى العام بأنه لا ينتمي للتنظيم .
ولأول مرة تصبح أزمة الإخوان معلنة للخارج باستخدام المنصات والوسائل الإعلامية لشن كل طرف هجومه على الطرف الآخر سواء بالاستناد على اللائحة الداخلية أو بمبايعة المرشد وكلاهما لديه خلل كبير في الشرعية التي يستند عليها .
وكانت جبهة إسطنبول أعلنت مصطفى طلبة قائما مؤقتا بأعمال التنظيم إلا أن هذا القرار يواجه رفضا من جانب جبهة لندن .
ويرى مراقبون سياسيون أن البيان يعكس مجددا عمق التصدعات والخلافات داخل الجماعة ويمثل رغبة جبهة إسطنبول للسيطرة على مفاصل التنظيم وإسقاط الشرعية عن أي مجموعات أخرى .
ويعتقد باحثون في شؤون جماعات الإسلام السياسي أن الجبهتين باتتا في مفترق طرق وأنه لا مجال للإصلاح بينهما وأن الشرخ أصبح عميقا إلى الدرجة التي تحول فيها إلى سباق محموم بين الجبهتين المتناحرتين .
وبالرغم من أن "منير" يقود التنظيم منذ عام 2013 وربما سيطر على مفاصله بعد إلقاء القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام إلا أن جبهة "حسين" لا تزال تسبب كثيرا من القلاقل والانشقاقات داخل التنظيم مما يبشر بانهيار البناء الذى أسسه حسن البنا قبل أكثر من 90 عاما .
الصراع بين جبهتي منير وحسين أثبت سقوط المشروع الإخواني فكريا وأخلاقيا وسياسيا بأيدي قيادات الجماعة بعد انقلابهم على اللوائح الداخلية وتبادل الاتهامات بين بعضهم البعض ويشير إلى أن التنظيم يعاني من تصدع شديد كشفت عنه الازمة الأخيرة .
ولم يتوقف سقوط تنظيم الإخوان المريع في مصر فقط بل توالى في السودان وتونس ثم فى المغرب فالجماعة المتسترة بأحزاب سياسية سقطت في أغلب الدول العربية بعد أن لفظتها الشعوب وكشفت كذبها لتعلن بداية نهاية جماعة تأسست على سلسلة من الأفكار الضالة المضلة التي كان سيد قطب ينشرها قبل إعدامه قبل نصف قرن .
وبذلك فأن تفكك تنظيم الإخوان ليس ببعيد فالتنظيم يحمل بداخله عوامل انهياره ولكنه كان يحمل بداخله عوامل بقاء لولا انكشاف نواياه سريعا أمام الشعوب التي نبت بها وما يشهده تنظيم الإخوان حاليا غير مسبوق ليس على مستوى الخلافات والصراعات فحسب بل على مستوى تأثير هذه الخلافات على بنية التنظيم .
تنظيم "الإخوان" قائم على فكرة باتت غير قادرة على التأثير في الآخرين شاخت وشاخ الداعين لها وما الصراع بين جبهتي "منير" و"حسين" إلا لبنة أولى في قبر التنظيم .