بدأت السلطات في جزر القمر بأخذ التهديد الإرهابي من التنظيمات والجماعات التي لاقت فيها ملاذاً آمناً بجدية كبيرة عبر محاولة محاصرة تلك الكيانات المتطرفة والمتشددة وأعلنت وزارة الداخلية القمرية عن قائمة الكيانات التي تعتبرها إرهابية وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش وبوكو حرام من بين (69) كياناً إرهابياً.
وبحسب ما نشره موقع صحيفة الوطن المحلية تضمنت القائمة تنظيم القاعدة وحركة الشباب وجماعة أنصار الشريعة في تونس والجماعة الإسلامية في مصر ، إلى جانب الحركات التابعة للشبكات الشيعية كالحوثيين في اليمن وجميع الهياكل المرتبطة بحزب الله .
ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية أن إعلان قائمة هذه الجماعات والمنظمات الإرهابية الدولية وحظر جميع أنشطتها في أراضيها يعكس رغبة جزر القمر في أن تتماشى مع توجيهات المنظمات الإقليمية والدولية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والشركاء الذين يكافحون الأنشطة غير المشروعة لهذه الجماعات الإرهابية .
وجاء الاهتمام المباشر من قِبل السلطات ردا على الكثير من التقارير الاستخباراتية الأميركية والفرنسية والدول الإفريقية المجاورة في إمكانية استخدام جزر القمر حديقة خلفية لتلك التنظيمات ، وأنه إذا استطاعت تلك الجماعات إيجاد موطئ قدم فستكون البلاد في خطر وستؤثر سلباً على الكثير من الدول الإفريقية المجاورة .
وحسب وسائل إعلام محلية قمرية توافق القادة الأفارقة في دول الاتحاد الإفريقي حول ضرورة قيام انتفاضة إفريقي في محاربة الإرهاب والتصدي لتمدد الجماعات المتطرفة في إفريقيا، وخاصة في الساحل الإفريقي ودول غرب القارة وعلى ضرورة توفير وحشد الموارد البشرية اللازمة لمواجهة الإرهاب والتهديدات الأمنية ، فضلاً عن النظر في إعداد القوة الإفريقية الجاهزة والتنسيق مع مجلس الأمن الدولي للعب دوره في تمويل عمليات السلم والأمن في القارة .
وأكد الزعماء الأفارقة على الجهود المبذولة في استئصال الإرهاب بالصومال ودعم جهود الحكومة الصومالية ودول المنطقة في التصدي لحركة الشباب ، كما أكدت القمة على ضرورة إنشاء سلاسل إفريقية للغذاء وتأمين إفريقيا بالغذاء حتى لا تكون رهينة تغيرات عالمية تؤثر على أمنها الغذائي.
وكان رئيس اتحاد جزر القمر غزالي عثماني قد حذر من خطر ترك بؤرة توتر ما يوفر أرضاً خصبة للإرهاب الدولي معرباً عن قلقه إزاء التطورات التي لوحظت بالفعل في منطقة القرن الإفريقي وقال أمام مجلس الأمن : "هذه الجماعات ليست مسلمة إنّها إرهابية" ، مشيراً إلى أن إحباطات الشباب الذي يتوق إلى مستقبل أفضل تغذيها .
وحول التطرف في جزر القمر كان مفتي جمهورية جزر القمر المتحدة الشيخ أبو بكر سيد عبد الله جمل الليل قد أكد أنّ القيام بتوحيد مصادر الفتوى في بلاده ساعد على مواجهة التطرف وعدم وجود تضارب في الآراء الصادرة بشأن الفتاوى الدينية ، وقال في تصريحات صحفية خلال العام الماضي: إن المتطرفين في بلاده عددهم قليل للغاية ولا يمكن أن يُظهروا آراءهم بسبب وقوف العلماء والحكومة في وجه الفكر المتطرف .
جزر القمر التي تقع في المنطقة الجنوبية للمحيط الهندي وعلى مسافة قريبة من سواحل إفريقيا الشرقية هي عضو في جامعة الدول العربية وتضم غالبية كبيرة من المسلمين وكانت دائماً معرّضة لكل هذه الأيديولوجيات المتطرفة بسبب تردد الكثير من مواطنيها على أوساط الإسلاميين المتطرفين في فرنسا وفي دول إفريقيا ، هذا إلى جانب المواطنين القمريين الذين عادوا من بلدان خطرة مثل سوريا واليمن أفغانستان والسودان وباكستان .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق