شهد عام 2021 بداية تفكك تنظيم الإخوان وذلك بعد عدد من الإخفاقات التي مر وما زال يمر بها التنظيم الإرهابي نتيجة تفاعلات داخلية وصراع دائر بين عجائز التنظيم والتي انعكست على البناء الهيكلي للإخوان .
ومؤخرا تزايدت الصراعات الداخلية بين جماعة الإخوان في تركيا بقيادة محمود حسين وجماعة لندن بقيادة إبراهيم منير الذي تم عزله من قبل جماعة تركيا وتعيين مصطفى طلبة بدلًا منه ما دفع جماعة لندن للاعتراض على تعيين طلبة وأن منير لا يزال نائبا للمرشد .
وقد شهدت الحرب المستعرة بين جبهتي الصراع المتناحرتين داخل تنظيم الإخوان الإرهابي تطورات جديدة على مدار اليومين الماضيين بعد تسريب خطابات داخلية للقواعد التنظيمية للتحذير بالفصل نهائيا من التنظيم حال إعلان التأييد أو المبايعة لجبهة دون الأخرى .
وكشفت مصادر مصرية مطلعة عن تطورات الصراع داخل التنظيم واصفة إياه بـ"الجنون" ، وأوضحت أن جبهة محمود حسين المقيم في إسطنبول أرسلت قبل أيام بيانا داخليا للشعب الإخوانية في مختلف الدول حذرتهم فيه من إعلان التأييد لإبراهيم منير ومجموعته وأن الأمر يعرضهم للفصل النهائي من الجماعة .
ومن ناحية أخرى أصدر إبراهيم منير بيانا مشابها حذر فيه من اتباع مجموعة إسطنبول وقال إنهم مجموعة "الساعين إلى الفرقة" وأي شخص يتبعهم سيتم التعامل معه بشكل حاسم من جانب لجان التحقيق الداخلية وقد يصل الأمر إلى فصله أيضا .
ويصف المراقبون بوجه عام الصراع الراهن داخل الإخوان بأنه "سابقة تاريخية" لن تنتهي قريباً وستؤدي إلى نسف الهيكل التنظيمي للجماعة نهائياً ، ويتوقع الخبراء أن تلجأ الجماعة إلى تحويل نفسها إلى تيار عام لتفادي الاندثار النهائي والتلاشي بعد أن فشلت كافة مبادرات الصلح التي أطلقها قيادات الجماعة وأبرزهم يوسف ندا ويوسف القرضاوي في احتواء الأزمة ووقف التصعيد بين الجبهتين .
وقد بدأت أزمة انهيار الأفرع التنظيمية لجماعة الإخوان في الدول العربية بعد سقوطهم عن الحكم في مصر العام 2013 وما تبعه من انهيارات للأفرع وتضييق عربي بعد تصنيفها جماعة إرهابية في مصر والسعودية والإمارات العام 2014 .
ومنذ ذلك الحين توالت عملية السقوط والانهيار في الجماعة وصولا إلى سقوط حركة النهضة الإخوانية عن السلطة في تونس وعزلها سياسياً بعد قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد في 25 يوليو الماضي بتجميد عمل البرلمان وإعفاء الحكومة وما تبعها من قرارات بفتح تحقيقات قضائية تتعلق باتهامات فساد وإرهاب مُدان بها عدد من قيادات الإخوان .
السقوط الثاني كان بعد أقل من شهر بعد هزيمة حزب العدالة والتنمية، الذراع السياسية لإخوان المغرب في الانتخابات التشريعية وخروجه بشكل نهائي من ائتلاف تشكيل الحكومة وبذلك سقطت آخر أوراق الإخوان في آخر المعاقل السياسية التي كانوا يسيطرون عليها في المنطقة العربية وبقيت الذيول تصارع من أجل البقاء .
وفي ضوء الأزمة التي تزداد تعقيدا يوما تلو الآخر ترجح غالبية التوقعات أن تتسبب في نسف الهيكل التنظيمي التاريخي للجماعة وتحويل مسارها بشكل كامل .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق