الأحد، 17 أكتوبر 2021

صراعات الإخوان تكشف الوجه الحقيقى للتنظيم


تسود حالة انهيار وتفكك في صفوف الإخوان المسلمين الإرهابية خلال الآونة الأخيرة بعد تعرض معظم أفرع التنظيم في البلدان العربية لأزمات طاحنة بعد عزلهم والإطاحة بهم في دول وتصنيفهم إرهابية في أخرى .

ويأتي ذلك بعد حرب بيانات وإقالات بين مكتب لندن بقيادة إبراهيم منير وبين مكتب إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق للإخوان محمود حسين والذي يستعد لإعلان نفسه قائما بأعمال المرشد بينما تحاول مجموعة محسوبة على جبهته التخلص من منير وهددت باغتياله إذا لم يعلن استقالته من منصبه ويكتفي بكونه الأمين العام للتنظيم الدولي .

المجموعة المحسوبة على إبراهيم منير وصفت ما حدث بالانقلاب وقال عضو مكتب الإرشاد محمود الإبياري عضو في بيان له : " في عنقنا بيعة لدعوة الله ولا نخلع يداً من طاعة وأستاذنا الأستاذ إبراهيم منير له السمع والطاعة في العسر واليسر".

الصراع بين جبهتي إبراهيم منير ومحمود حسين وصل إلى ذروته الى حد اتخاذ مجلس الشورى العام قراراً هو الأول من نوعه بعزل نائب المرشد والقائم بالأعمال على الرغم من أنه لا يحق بحسب تفسير جبهة لندن للائحة لمجلس الشورى عزل المرشد أو نائبه لكن مرحلة تصفية الحسابات بدأت وربما لن تتوقف في المرحلة المقبلة .

وقد تعددت التيارات المتباينة داخل الجماعة للمرة الأولى مما أسهم في تزايد الاستقطاب بين الجبهتين المتناطحتين وسريعاً ما تشكلت محاور الصراع ومحدداته بين جبهة إبراهيم منير في لندن وجبهة محمود حسين في اسطنبول وكل منهما قام بتأويل اللائحة لصالحه ليروج أنه صاحب الحق في قيادة التنظيم والقيام بأعمال المرشد العام .

ويسعى كل طرف داخل الإخوان حاليا لتعظيم المصالح الذاتية على حساب الطرف الآخر فالصراع كان مشتعلا في الخفاء والآن خرج للعلن بعد التطورات الأخيرة التي حدث بين حسين ومنير مما يؤكد ان التعايش بين تيارات الإخوان انتهى فكل طرف يسعى لجذب واستمالة القواعد والشباب لصالحه من أجل حسم الصراع على قيادة الجماعة .

ويرى محللون أننا بصدد نهاية درامية لجماعة فضحها التكالب على المصالح الضيقة ، فما يحدث يعكس حالة البؤس التي يمر بها التنظيم ليس على مستوى التجربة المصرية فحسب وإنما على مستوى المشروع الإخواني في المنطقة بعد أن توقف في السودان وتعثر في ليبيا وتلقى لطمة قوية في تونس بالإضافة إلى السقوط المدوي في المغرب .

فقد تمكن محور الاعتدال العربي من التعامل مع الجماعة في عشرية معقدة فبعد أن استعيدت مصر استعيدت السودان والمغرب وتونس ويجري التعامل مع فلولهم في ليبيا ونجح الجهد السياسي الواسع في مواجهة جماعة الإخوان بشكل كبير ليس فقط في هزيمة الجماعة سياسياً عبر تحطيم قنوات اتصالها مع القوى الإقليمية الداعمة لها فحسب بل عبر تشكيل وعي شعبي ووطني تكفل في عدة مشاهد من توجيه الضربات الأكثر قوى للجماعة كما حدث في الانتخابات البرلمانية المغربية .

وقد بات جليا الآن ان قيادات الإخوان تستخدم خطاباً دينياً ينتمي إلى عالم القرون الوسطى في توظيف مكشوف للدين في صراع على المناصب والأموال في جماعة في طريقها نحو هوة سحيقة .







ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا