المظاهرات التى إجتاحات تونس وضعت الغنوشي رجل تنظيم الإخوان الإرهابى الأول في البلاد في مواجهة مباشرة مع المحتجين الذين ينبغي على الأطراف الفاعلة في الأزمة التونسية دعمهم كي يتمكنوا من انتزاع قبضة التنظيم الدولي للإخوان على بلدهم للمحافظة عليه قبل تدهور أوضاعه أكثر فأكثر .
ويتصدي أحرار تونس من جميع القوى لمحاولة راشد الغنوشي - رئيس البرلمان - الانقلاب على رئيسه ودستور بلاده ، ويظن الغنوشي أن المسرح الدولي سيسمح بما مكن الرئيس التركى رجب طيب إردوغان من الانقلاب الفعلي على بلاده وتحويلها من برلمانية إلى رئاسية تنفيذية لكن التشخيص الدقيق يعيد الملف إلى ثلاث ملفات هي الفساد السياسي والاستحواذ الحزبي والهيمنة الخارجية .
كثير من التساؤلات أثيرت بعد علو صوت احتجاجات تونس وتجمع عدد كبير من التونسيين أمس فى وقفة مساندة للرئيس قيس سعيد أمام منزله بمنطقة المنيهلة بالعاصمة حيث رفعوا لافتات للتضامن مع الرئيس في مواجهة حملة التشويه ومحاولة التسميم وأيضا تصريحات رئيس البرلمان راشد الغنوشي التي هاجمه فيها .
وتعمقت الأزمة السياسية بعد تصريحات الغنوشي الذي خرج لأول مرة عن مناوراته ووجه السهام بشكل مباشر لرئيس الجمهورية بعد أشهر من التصريحات التي نفى فيها توتر علاقته به .
وفى سياق متصل قال الصحفي والمحلل السياسي جمال العرفاوي أن الغنوشي يحاول عبر تصريحاته إرباك رئيس الجمهورية ، مضيفا : "أما السيناريو الذي يطرحه بالاتجاه نحو النظام البرلماني فهو دليل آخر على أن الغنوشي أبعد ما يكون عن اهتمامات الشعب التونسي وتوجهاته حيث تبرز آخر استطلاعات الرأي أن 94 بالمئة من التونسيين يرفضون استمرار البرلمان لأنه يضم فاسدين .
وأكد محللون أن ما يجري يعبر عن حجم الأزمة التي تفاقمت في تونس مع تلويح الغنوشي بالانقلاب على الدستور والنظام السياسي رغم أن تغيير نظام الحكم أو الدستور لا يمكن أن يحدث خارج آليات الاستفتاء والتعديل المضبوطة بالقانون .
من جانبها ردت عدد من الأحزاب السياسية بقوة على تصريحات الغنوشي إذ اتهم رئيس حركة مشروع تونس محسن مرزوق الغنوشي بالتفكير في الانقلاب ، معتبرا أن ما قاله الغنوشي عن دور رئيس الجمهورية بغض النظر عن شخص رئيس الجمهورية هو تعبير صادق عن فكره الانقلابي العميق .
الأزمة المعيشية في تونس تبدو المحرك الأساسي لاحتجاجاتها وهي اختبار مصيري بالدرجة الأولى لحركة النهضة الإخوانية التي يقودها الغنوشي ، ذلك أن المحتجين يطالبون بمحاسبته مع حل البرلمان الذي يترأسه ويهيمن عليه عبر حلفائه .