أثارت مبادرة ائتلاف "الكرامة" التونسي لتعديل مرسوم قانون 116 لسنة 2011 المتعلق بتنظيم الإعلام السمعي البصري والهيئة المشرفة عليه "الهايكا" جدلاً واسعًا في المجتمع التونسي ، وأجمع خبراء قانونيون وإعلاميون على أن الإخوان يسعون من خلال تلك المبادرة إلى السيطرة على الإعلام وإعطاء الشرعية لمنصاتهم الإعلامية غير القانونية التي تروج لأنشطة داعمة للإرهاب ممولة من قطر وتركيا محذرين من أن تعديل هذا المرسوم يهدد حرية الإعلام بتونس .
وحذر الخبراء من أن الهدف من وراء مبادرة ائتلاف "الكرامة" التونسي هو رغبة الإخوان في إعطاء الشرعية لأبواقهم الإعلامية التي تقوم بدعاية سياسية للأحزاب التابعة لجماعة الإرهاب، وأضاف الخبراء : " لذا تهدف المبادرة لإسناد أعضاء جدد بهيئة الاتصال السمعي البصري من الموالين لحركة "النهضة" و"الكرامة" و"قلب تونس" ، والسيطرة على هذه الهيئة من الداخل ومن ثم فتح منصات الإعلام إلى كل من هب ودب دون مراعاة للأطر القانونية التي تنظم الإعلام في البلاد" .
ورأى الخبراء أن الإخوان يسعون إلى التخلص من الهيئة الحالية وانتخاب هيئة جديدة من قبل البرلمان وفق الأغلبية المطلقة (109 نواب) ، إلى جانب إلغاء نظام التراخيص أو إجازة العمل في مجال الإعلام بتونس الذي وضعته "الهايكا" ، وذلك من أجل رفع كافة الضوابط عن تنظيم الإعلام السمعي والبصري والسيطرة على مفاصل قطاع الإعلام ومن ثم تضيق الخناق وتكميم أفواه الإعلاميين المستقلين والعبث بالقطاع ككل من خلال فتح منصات إعلامية تابعة للإخوان .
وأضاف الخبراء : "عقب انتخاب مجلس النواب التونسي في 2019 وعلى رأسه رئيس البرلمان راشد الغنوشي ظهرت المطالب المنادية بتنقيح أو تعديل المرسوم 116 من خلال ائتلاف (الكرامة) والذي يعتبره السياسيون في البلاد أنه أحد أذرع حزب النهضة الإخواني الذي يملك قناة تلفزيونية تسمى "الزيتونة" والتي تعمل خارج الإطار القانوني ، وكذلك "قلب تونس" الذي يتزعمه نبيل القروي صاحب قناة "نسمة" والتي تعمل أيضا بصورة مخالفة للقانون لأنها لم تتحصل على ترخيص العمل الإعلامي من الهيئة المنظمة" .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق