رغم الضربات الأميركية والبريطانية على جماعة الحوثي فإن الميليشيا واصلت مخططاتها في تهديد الملاحة الدولية، حيث أغلقت جماعة الحوثي الخط الرئيسي الرابط بين محافظتي الحديدة وصنعاء أمام حركة الشاحنات وسط استياء واسع في أوساط سائقي النقل.
ومنع الحوثي شاحنات النقل المتوسطة والخفيفة من المرور في الخط الرابط بين صنعاء والحديدة، وأجبرتهم على مرور شاحناتهم من خطوط أخرى تمر عبر محافظتي ذمار والمحويت، وسمحت جماعة الحوثي لسائقي الشاحنات المحسوبين على قياداتها في المؤسسة الاقتصادية بالمرور بالخط الرئيسي بين صنعاء والحديدة، فيما منعت بقية السائقين في مشهد يؤكد العنصرية التي تمارسها الجماعة بمناطق سيطرتها المسلحة.
وأكدت المصادر أن القرارات الحوثية أدت لزيادة كلفة أجور نقل المواد السلعية والغذائية، وهو الأمر الذي سينعكس على أسعار السلع والمواد التجارية في مناطق سيطرة الجماعة.
ومنذ أكتوبر الماضي، أغلقت جماعة الحوثي ذات الطريق أمام حركة شاحنات النقل الثقيل وأجبرتهم على المرور من خطوط أخرى، وتسببت القرارات الحوثية في حوادث يومية في الخطوط البديلة التي تم إجبار السائقين بالمرور عليها؛ ما أدى لسقوط ضحايا وخسائر مادية كبيرة بشكل شبه يومي.
وأعلنت القيادة العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط "سنتكوم" فجر الاثنين، أنّها أسقطت عصر أمس صاروخ "كروز" مضادًا للسفن أُطلق من منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه مدمرة أميركية جنوب البحر الأحمر.
وفي هذا الصدد قال محللون إن أعمال الحوثي في البحر الأحمر لا تخدم غزة ولا تضر إسرائيل وحلفاءها، بل سوف يستفيدون منها على المدى البعيد، ولن ينفع الشعب اليمني كل هذا الضجيج الذي يروج له أدوات إيران، بل سيعود بالخسارة الفادحة على الجميع من هذه الأعمال.
وأضافت التحليلات أن الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الهامة وخط الملاحة الدولية مرتبط في استعادة وبناء دولة الجنوب، وأن أي حلول تفرض بالقوة كما حصل في ١٩٩٤م لن تحقق استقرارا ولكنها ستعقد الوضع أكثر فأكثر.
وأوضحت أن الحوثي أداة إيرانية ويتقوى ويتمدد بتواطؤ غربي، ويهدف الغرب من ذلك إلى جعل إيران وأدواتها بعبعا لابتزاز دول الخليج وزيادة عسكرة منطقة الشرق الأوسط وخطوة نحو إفشال مشروع خط الحرير الصيني.
وقالت أن كبرى شركات الشحن في العالم أعلنت توقف مرور سفنها في البحر الأحمر بسبب قرصنة الحوثي، وهذه التداعيات لا تضر إسرائيل بل تضر الدول المطلة على البحر الأحمر، وأكثر المتضررين مصر واليمن والسودان والأردن وإثيوبيا المعتمدة على موانئ جيبوتي، ويأتي بعد ذلك عمان والسعودية وباقي دول المنطقة.