في ظل الصراع المستمر بين جبهتي الإخوان بلندن وإسطنبول كثفت اللجان الإلكترونية التابعة لكل مجموعة حملاتها ضد الأخرى خلال الأيام الماضية وتحديداً منذ الإعلان رسمياً من جانب قيادات لندن عن اختيار صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد الأمر الذي تسبب في إشعال فتيل أزمة جديدة مع محمود حسين ومجموعته ومن الواضح أنّها ستكون علنية وتدار بوساطة اللجان الإخوانية على مواقع التواصل الاجتماعي .
وكشف تقرير لشبكة " رؤية" أنه دشّنت عدة صفحات وحسابات تابعة لجبهة إسطنبول خلال الأيام الماضية حملات استهدفت بالمقام الأول توريط صلاح عبد الحق في عدد من الملفات العالقة داخل التنظيم منذ أعوام ومطالبته بحلها باعتباره القائم بأعمال المرشد العام وهي حيلة تعجيزية لأنّ تلك الملفات تبدو عصية على الحل منها على سبيل المثال مطالبته بإنهاء أزمة الإخوان المحبوسين على ذمة قضايا إرهاب في مصر وهو أمر أقرب إلى المستحيل لارتباطه بشق قانوني أيضاً طالبت الحملة القائم الجديد بأعمال المرشد بتقديم دعم إضافي للإخوان داخل مصر ومعالجة مشكلات الإخوان بالخارج وغيرهم .
ولفت التقرير أنه عزز حالة الغضب داخل التنظيم أنّ صلاح عبد الحق قد جاء دون انتخابات الأمر الذي يرفضه قطاع كبير من قواعد الإخوان خصوصاً الشباب وأيضاً لا يتفق الجميع حول تولي عبد الحق المنصب داخل الإخوان في هذا التوقيت، نظراً لكونه لا يحظى بعلاقات أو كفاءات تمكنه من احتواء أزمات التنظيم المتفاقمة .
يقول الدكتور طارق البشبيشي القيادي الإخواني المنشق والمتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية إنه تنعكس حالة الخلاف التنظيمي الشديد حول صلاح عبد الحق، والتي كانت سبباً في تأخر الإعلان عنه رسمياً حوالي (4) أشهر على موجة الغضب الكبير داخل صفوف الإخوان خلال الفترة الماضية وصلت إلى حدّ إعلان بعض القيادات من داخل التنظيم ضرورة التخلي عن مبدأ السمع والطاعة الذي طالما كان السمة الحاكمة لعلاقة قواعد الجماعة بقاداتهم.
وأضاف أن الخلافات والمناوشات بين الجبهتين قديمة تجددت بعد الإعلان عن صلاح عبد الحق قائماً بأعمال المرشد قبل أسبوعين، وتتم إدارتها بشكل كبير من خلال اللجان الإلكترونية التابعة لكل جبهة وعزز حالة الغضب داخل التنظيم أنّ صلاح عبد الحق جاء دون انتخابات الأمر الذي يرفضه قطاع كبير من قواعد الإخوان خصوصاً الشباب .
وتابع أن الأزمة داخل الجماعة دخلت فصلاً جديداً بعد الإعلان من جانب جبهة لندن عن اختيار صلاح عبد الحق ظهر جلياً في كتابات عدد من نشطاء التنظيم عبر مواقع التواصل المختلفة بالهجوم على القرار أو تأييده لكنه يعكس على أيّ حال تعمق دائرة الانهيار التنظيمي داخل الإخوان وتجذر الخلافات حول منصب القائم بأعمال المرشد وكذلك غالبية المناصب التنفيذية داخل الإخوان .
وأوضح أن الخلاف بين جبهتي الإخوان قد بدأ مرحلة جديدة تتسم بالعلانية والحدة الشديدة خلال الفترة المقبلة وهذه الخلافات ستعمق بلا شك أزمة الانهيار التنظيمي الراهنة ومن المتوقع أن تستمر الأزمة لفترة طويلة على مدار الأشهر المقبلة دون حل، وربما ستشهد تصعيداً متبادلاً من الطرفين في ضوء التطورات الراهنة داخل التنظيم .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق