الإخوان على مدار تاريخهم ليس لديهم مشكلة فى الوعى والإدراك فقط لكنها مشكلة أعمق وأعظم فى الوطنية والانتماء وتقديم مصلحة الجماعة على مصلحة الوطن بل تقديم مصالح حلفائهم وداعميهم على مصالح شعوبهم فهم منفصلون دائما عن الواقع وعاجزون عن فهمه لتخرج خلاياهم يشقون الجيوب ويلطمون الخدود ويدعون تعرضهم للظلم وهم أبعد ما يكونون عنه ثم يستتبع ذلك إرهاب وقتل ومحاولة لإسقاط الدول .
وبعد تولى محمد مرسى العياط حكم مصر بعد ثورة 25 يناير ظنت الجماعة الإرهابية أنها تمكنت من ترسيخ قواعدها كبداية لحكم باقى البلاد العربية وبدأ مرسى يتصرف وكأنه فرعون فأصدر مراسيم وعرقل المراجعة القضائية .
وبعد خمسة أشهر بدا واضحا للكثير من المصريين أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكن مهتمة على الإطلاق بالديمقراطية وأنها تتشبث بالسلطة المطلقة وبدأ آلاف المصريين فى النزول إلى الشوارع مطالبين بإسقاط حكومة مرسى الاستبدادية وسرعان ما أصبحت الدولة مستقطبة فى ظل أنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين يحتشدون خلف مرسى ويقمعون أولئك الذين يقفون ضده .
وبدلًا من محاولة سد الفجوة تملكهم العند بل أن فى خطاب مرسى فى 26 يونيو 2013 ألقى باللوم فيما يتعلق بالمشكلات التى تواجهها مصر على أولئك الذين وقفوا ضد جماعة الإخوان المسلمين ثم اتخذ خطوات تصعيدية ونزلت جماعته للميادين يحاولون النيل من المصريين الغاضبين والذين وصلوا الى ملايين حتى أنقذ الجيش المصرى بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى مصر من أيدى الجماعة الإرهابية .
ومنذ الإطاحة بحكم الإخوان فى مصر نجدهم يكثفون الجهود ويكرسون الإمكانيات لتشويه صورة النظام الحالى من خلال ابواقهم الإعلامية حتى فى القضايا الوطنية التى تفرض على الجميع التلاحم والإصطفاف خلف القيادة السياسية مثل أزمة سد النهضة ، فهم تارة يشككون فى الدبلوماسية المصرية ويرجعون فشل المفاوضات مع الجانب الأثيوبى الى عدم كفاءة وزير الخارجية ، وتارة أخرى يدفعون بإتجاه القيام بعمل عسكرى قد يورط البلاد فى حرب غير محسوبة وغير منضبطة .
وكان الرئيس السيسي قد أكد موقف مصر الثابت بالتمسك بحقوقها التاريخية من مياه النيل وبالحفاظ على الأمن المائي لمصر وشدد على أهمية قيام كافة الأطراف المعنية بالانخراط في عملية التفاوض بجدية وبإرادة سياسية حقيقية للوصول لاتفاق شامل وملزم قانوناً حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة .
في الواقع تشهد حركات الإسلام السياسي وعلى رأسها حركة الإخوان المسلمين تراجعاً تدريجياً في كل البلدان العربية في شكل عام وقد تصل إلى الأفول أو الغياب التام في بعض البلدان ، ولعل ذلك مرده بالدرجة الأولى إلى فشل الإسلام السياسي في أن يقدم نفسه بديلاً سياسياً مقنعاً للشعوب العربية في هذه المرحلة الحساسة .