‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفريقيا. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أفريقيا. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 14 مايو 2024

انتشار كبير للجماعات الإرهابية في شرق أفريقيا

أفريقيا تمثل بيئة خصبة للإرهاب

تشهد دول منطقة الساحل في غرب أفريقيا وعدد من البلدان الواقعة شرق القارة تزايدًا مخيفًا في أنشطة الجماعات الإرهابية التي نمت وتطورت وانقسمت وأعادت تشكيل نفسها، خاصة أنّ دول شرق أفريقيا تُعاني من تحديات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، لأنّ الظاهرة الإرهابية من أكثر المشكلات الأمنية التي تواجه دول تلك المنطقة.

وقد حذر خبراء في الشأن الأفريقي والإرهاب الدولي من تزايد العمليات الإرهابية في شرق أفريقيا خلال عام 2024، بسبب الافتقار إلى السياسات التنموية والفكرية وغياب التنسيق الأمني بين الدول؛ ممّا أدى إلى تمدد التنظيمات المتطرفة، وعلى رأسها تنظيما القاعدة وداعش .

وقد سعت تلك البلدان لعقود من الزمن لتوفير مليارات الدولارات في شكل مساعدات أمنية وتدريب الآلاف من الأفراد العسكريين الأفارقة، وإنشاء العشرات من القواعد وإرسال قوات الكوماندوز الخاصة بها في مجموعة واسعة من المهام.

ارتفعت وتيرة الأنشطة الإرهابية في أفريقيا بشكل ملحوظ خلال الأشهر الـ (12) الماضية، وشكلت ما يقرب من نصف الأعمال الإرهابية في جميع أنحاء العالم؛ وذلك وفقًا لمنظمة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة.

وأظهرت إحصائيات نشرها مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية - مؤسسة بحثية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية - سقوط قرابة (4) آلاف شخص في أفريقيا خلال 2023 بسبب الهجمات الإرهابية، بزيادة بلغت نحو 19% مقارنة بالعام 2022، فقد ارتفع العدد الكلي من (19) ألفاً إلى (23) ألف شخص.

ويؤكد الباحث في الشئون الدولية محمد الديهي، أنّ تنظيم (القاعدة) ينتشر في منطقة شرق أفريقيا، وخاصة حركة (الشباب) الإرهابية في الصومال، ورغم النجاحات النسبية التي حققتها الحكومة الصومالية في مواجهة الإرهاب؛ إلا أنّ الحركة ما زالت تمثل تهديدًا لجهود المجتمع الدولي والصومالي.

وأضاف أن شرق أفريقيا شهد في العامين الأخيرين تمددًا لتنظيم (داعش)، خاصة في الحدود مع تنزانيا ورواندا، ووجود حراك شديد للتنظيم في هذه المنطقة يُعزى إلى رخاوة الحدود بين هذه الدول، وغياب التنسيق الأمني، مضيفًا أنّ الكونغو الديمقراطية في وسط أفريقيا تواجه جماعة (23 مارس) المسلحة المرتبطة بـ (داعش).

وأشار إلى أن غياب البعد التنموي في مواجهة الإرهاب بأفريقيا، حيث لم تقدم الدول التي تواجه الظاهرة حتى الآن أيّ مشروع تنموي بجانب غياب البعد الفكري والثقافي، محذرًا من خطورة التنسيق بين (القاعدة) و(داعش) في بعض المناطق، بما يهدد حالة السلم والأمن في القارة.

فيما تقول نيرة عبد الحميد، باحثة متخصصة في الشؤون الأفريقية: إنّ الجماعات المتطرفة في منطقة شرق أفريقيا خرجت من بيئة خصبة، وهي بيئة الأزمات والصراعات والفقر والبطالة التي تعاني منها دول تلك المنطقة، وكذلك فإنّ الاضطهاد الذي يحدث ضد المسلمين منذ قديم الأزل تسبب في ظهور تلك الجماعات التي استغلت الوضع وجندت عددًا كبيرًا من الشباب المتعاطف معهم.

وأوضحت أنّ من أبرز الجماعات الإرهابية وأشدها عنفًا في تلك المنطقة، هي جماعة الشباب الصومالية، لأنّها أصبحت أكثر عنفًا وإرهابًا، واستطاعت أن تغير من استراتيجية قتالها، وقد طورت من نفسها وتمكنت من تجنيد عدد كبير من الشباب.

وترى أنّه بسبب زيادة التهديدات الإرهابية، وتنامي الجماعات الإرهابية وخاصة حركة (شباب المجاهدين) في شرق أفريقيا، تبنّي العديد من الحكومات الوطنية والإقليمية والدولية استراتيجيات جديدة للحدّ من هذه التهديدات، وقام الاتحاد الأفريقي بتأسيس قوات عسكرية لحماية مؤسسات الحكومة في الصومال في عام 2007، وتلك القوات وسّعت المهام المكلفة بها منذ عام 2014، وتمكنت من تكبيد حركة (الشباب) العديد من الخسائر، وجعلتها تفقد السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها.

الاثنين، 29 مارس 2021

التمدد التركى فى أفريقيا عبر القوى الناعمة


تنخرط أنقرة في استراتيجية طويلة الأمد لبناء علاقات قوية مع دول الساحل وغرب أفريقيا وتسعى من خلالها إلى توسيع نطاق نفوذها وحضورها السياسي والاقتصادي والعسكري في القارة الأفريقية بعدما عززت وجودها في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي من خلال بوابة الصومال ، الأمر الذي قد يعزز من حدة التوترات في المنطقة .

وقد وسعت تركيا علاقاتها مع معظم دول المنطقة مثل النيجر وتشاد ومالي وبوركينا فاسو وموريتانيا في ضوء ما تواجهه تلك الدول من أزمات مزمنة مثل انتشار الإرهاب وتوسع رقعة الفقر والمجاعة والصراعات الإثنية والقبلية وهي مشكلات استغلتها أنقرة كبوابة لتعزيز حضورها مما يكشف جانباً من الأهداف التركية الخبيثة في منطقة الساحل والصحراء الأفريقية .

وتتعدد أدوات القوة الناعمة للسياسة التركية في الساحل وغرب أفريقيا وتأتي على رأسها المساعدات الإنسانية حيث تنخرط أنقرة بشكل كبير في مجال المساعدات وتوزيع الغذاء لشعوب المنطقة . 

كما توجد عدد من المؤسسات التركية التي تعمل في المنطقة مثل الهلال الأحمر التركي ووقف الديانة التركي واتحاد الجمعيات الإنسانية التركية IDDEF التي تقوم بنشاطات إنسانية وإغاثية في العديد من دول المنطقة .

وتهدف التحركات التركية بشكل أساسي إلى الإستثمار فى الأزمات التى تواجهها الدول الأفريقية الفقيرة لإعادة تشكيل المحاور الإقليمية وميزان القوى الدولي في المنطقة من خلال إستغلال القوى الناعمة عبر تقديم المساعدات الإنسانية والإجتماعية والإقتصادية والخبرات العسكرية الى تلك الدول .

وتسعى أنقرة إلى تكوين حلفاء إقليميين لديهم مصالح جيوبوليتيكية مع ليبيا مثل النيجر وتشاد بهدف استغلالهم كنقطة ارتكاز تركية للتوغل في الغرب الأفريقي ولذلك فهى تحرص على تعزيز علاقاتها مع تشاد التي تشترك في حدود ممتدة مع ليبيا ، فقد قام الهلال الأحمر التركى بإفتتاح ثلاثة آبار مياه فى العاصمة التشادية أنجمينا حيث شارك السفير التركى لدى تشاد فى تدشين الآبار التى تعمل بالطاقة الشمسية .

وفي نفس الوقت تواجه أنقرة العديد من الاتهامات فيما يتعلق برعاية التنظيمات الإرهابية في الساحل وغرب أفريقيا وأن جزءاً محورياً من تحركات أنقرة في المنطقة يعتمد على تسليح التنظيمات الإرهابية والمرتزقة بهدف تعزيز الوجود التركي والسيطرة على الموارد والثروات الطبيعية وتدعيم تيارات الإسلام السياسي .

ويرى محللون أن توجه تركيا تحت حكم أردوغان نحو الدول الأفريقية يعد جزءا من مشروع العثمانيين الجدد الساعي إلى إحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة عبر التغلغل في كل المناطق التي كانت خاضعة لحكمها سابقا .



جميع الحقوق محفوظة © اصدقاء الدمام
تصميم : يعقوب رضا