أصبحت الصومال وشرق أفريقيا بؤرة ساخنة للنشاط الإرهابي بفعل تمكّن حركة الشباب، وذلك بعد التغلغل في الصومال مستغلة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية الهشة، ووجود مساحات "غير خاضعة للحكم" ساهمت في إقامة معسكرات للحركة.
وكشفت دراسات، أنه يتضح من خلال سير العمليات الإرهابية خلال الشهور الفائتة في دولة الصومال تمكّن الحركة من الاستمرارية والسيطرة على ولايات متعددة، وانتقالها إلى مواطن جديدة، تمارس حربها وفق استراتيجيات "حرب الاستنزاف" و"الحرب الاقتصادية" التي تهدف إلى إضعاف الحكومة الصومالية من خلال استراتيجية تشمل: هجمات بارزة ضد رجال أو مؤسسات حكومية أو رمزية، بما في ذلك الخلايا النائمة التي تقوم بهجمات قليلة ولكنّها تستهدف المؤسسات، الكمائن، نقاط التفتيش المؤقتة، عمليات الخطف، العبوات الناسفة، الهجمات الصغيرة على الجنود ورجال القبائل.
وتوفر بعض تنظيمات الإسلام السياسي قاعدة خلفية لحركة الشباب الإرهابية، وقد أعطتها أرضية إسلاموية كبيرة داخل المجتمع الصومالي، سهّلت عليها فيما بعد عمليات الاستقطاب والتجنيد، ومنها تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي يعمل في الصومال باسم (حركة الإصلاح).
ويقول الخبير في شئون الجماعات الإرهابية ماهر فرغلي: إنه تتواجد حركة الشباب في معسكرات معروفة وهي: معسكر فانولي، وهو يقع في جنوب الصومال قرب العاصمة الثالثة في كيسمايو، وسمّي فانولي لأنّها القناة التي شيدتها حكومة سياد بري لإقامة سد المياه، وهي ثاني أكبر قناة في منطقة القرن الأفريقي، وهذا المعسكر هو أكبر معسكر شيدته حركة الشباب، وفيه أعضاء أجانب منهم الكينيون التنزانيون ومن جزر القمر.
وأضاف، أنه يوجد للحركة معسكر في الوسط الصومالي وهو ثاني معسكر، وله أهمية كبيرة لأنّه يقع في وسط الصومال في مدينة (عيل بور)، وهي منطقة تشتهر بالمعادن، والمعسكر الثالث يقع في الجنوب الغربي في مدينة (ساكو) و(وبوآلي) عاصمة جنوب الصومال، وهي تقع في مثلث على شكل جزيرة، وأرض خصبة.
وتابع: تحاول الحركة السيطرة مكانيًا على كثير من مساحة الدولة الصومالية، ولها شبكة واسعة من القواعد الخلفية وجماعات الإسلام السياسي والممولين، وأنّها تطغى بحكمها بالردة على المتعاونين مع الحكومة الصومالية، أي أنّ مسألة تكفير الأعوان قد توغلت تمامًا في فكر الحركة، بما يشير إلى القرب أكثر من التيار الأكثر تشددًا في بنية تنظيم (القاعدة).
ولفت: تحاول حركة الشباب بعملياتها الإرهابية الأخيرة أن تظهر كيانها ووجودها في الصومال وكينيا وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي عن طريق أذرعها الخارجية، مستندة إلى شبكة من المعسكرات والممولين والجماعات والنظم العشائرية ورجال الأعمال المستثمرين في الحروب وبعض الزعماء المحليين، ومن هنا فالمرجح هو بقاء الحركة لفترة ليست بالقصيرة، إلا بتغيير الاستراتيجية الحالية في مواجهتها.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق