يثير توزيع الجيش السوداني السلاح على المواطنين مخاوف واسعة وخشية كبيرة وسط المدنيين والعسكريين المحترفين، فضلاً عن حكومات وشعوب الدول المجاورة للسودان التي تخشى من تضرر أمنها القومي إذا استمرت عمليات تسليح المدنيين السودانيين، لا سيّما الأطفال والمراهقين منهم، خصوصاً مع عدم رغبة قادة الجيش في إنهاء الحرب الدائرة منذ 15 نيسان (أبريل) في البلاد.
ووفقاً لتقارير صحفية متطابقة، فإنّ فكرة تسليح المواطنين ابتدعتها وروجت لها جماعة الإخوان المسلمين التي تساند الجيش السوداني سياسياً وميدانياً في حربه على قوات الدعم السريع عبر انخراط ميليشياتها في القتال الدائر .
بالنسبة إلى مراقبين ومحللين، فإنّ فكرة تسليح (الشعب)، وإن كانت قديمة بالنسبة إلى العقلية العسكرية السودانية، لكنّ قادة الجيش المحترفين ظلوا مترددين في تنفيذها، ما خلا في بعض أعوام الحروب الأهلية وبحذر شديد، إلى أن انقلبت الجبهة الإسلامية القومية (إخوان) بقيادة حسن عبد الله الترابي على الحكومة المدنية التي كان يترأسها الصادق المهدي في أواخر حزيران (يونيو) 1989 .
في الحرب الدائرة الآن استدعى الإخوان ميليشياتهم الكامنة، وعمدت قيادة الجيش السوداني إلى تسليح المواطنين بمن فيهم الأطفال، وقد نشرت صحيفة (ذي تليغراف) البريطانية تقريراً ضافياً في هذا الصدد، كشفت خلاله عن شروع الجيش بتسليح الأطفال، الأمر الذي يدفع بالبلاد إلى حرب أهلية شاملة .
وفي كثير من الأحيان يُضطر معظم المجندين من هاتين الفئتين؛ الأطفال والمدنيين الراشدين، إلى بيع ما يحصلون عليه من بنادق آلية وذخائر للحصول على بعض المال من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية، ممّا يهدد بتسربها إلى الجماعات الإرهابية الكامنة والنائمة داخل البلاد وفي محيطها الإقليمي .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق