تشهد بعض الولايات التونسية أزمة متصاعدة تهدد بإغلاق المزيد من المخابز في ظل النقص الحاد بالمواد الأولية لصناعة الخبز غير المدعوم حكومياً.
وفى هذا الصدد قال الرئيس التونسي قيس سعيد أن "الهدف من هذه الأزمات المتعاقبة تأجيج المجتمع لغايات سياسية واضحة وعلى الشعب والمخلصين للوطن الانتباه إلى ذلك" ، مؤكدا على أنّ "المسؤولين في الإدارات التونسية يجب أن ينضبطوا لمبدأ الحياة ومبدأ المصلحة العامة لا أن يخدموا جهات أخرى وأحزاباً لا تظهر في الصورة لكنها تقف وراء كل هذا ونحن نعرفهم بالأسماء ولن نسكت على تجويع الشعب التونسي" .
وأشار الرئيس التونسي إلى أنّ "مسارات التوزيع التي من المفترض أن تكون واضحة لا تسير على النحو الصحيح والنسبة الأكبر من مختلف السلع المؤثرة في السوق تدار خارج المسالك الرسمية" ، وإتهم قيس سعيد المحتكرين بالتورط في إحداث أزمة في تونس وربط بين نقص بعض المواد الأساسية وبين قضايا التآمر التي أدت إلى إيقاف عدد كبير من قيادات الإخوان .
ويعدّ "شعار الخبز" آخر شعارات الثورة التي ما يزال يعلّق عليها التونسيون آمالهم خصوصاً بعد إسقاط حكم الإخوان الذين أدخلوا البلاد في دوامة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية ، فضلاً عن إحداث فوضى في البلاد بين الإرهاب والفساد المالي ونشر أفكار غريبة عن المجتمع التونسي .
ورغم الاتفاق على وصف تونس بأنّها قصة النجاح اليتيمة في "الربيع العربي"، لكن وبعد مرور أكثر من عقد على ثورة 2010-2011 ما تزال وتائر السخط الشعبي ومشاعر العجز والإعياء العامة مرتفعة ومتنامية بسبب فشل الطبقة السياسية التي استلمت الحكم بعد 2011 في تحقيق كل الشعارات والأهداف التي رفعها التونسيون .
وعلى الرغم من مرور كل هذه الأعوام على الثورة لم يتم الوفاء بالمطالب الاقتصادية للمحتجين وبات العديد من المؤشرات الاقتصادية أسوأ من ذي قبل نتيجة للتغلغل الإخواني في كل مفاصل الدولة ونشر عناصرها في كل الإدارات وتعويض شبابها والمتمتعين بالعفو التشريعي العام بوظائف حكومية دون مراعاة شباب الثورة .
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق