مارست شبكة الإخوان الإرهابية في فرنسا أنشطة مشبوهة على مدار ستة عقود ونشرت التطرف بشكل ممنهج في البلاد حيث كانت الجامعات هي بوابة الجيل الأول من الإخوان إلى فرنسا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي .
ولعبت شبكة الإخوان في فرنسا دورا رئيسيا في تشكيل منتدى المنظمات الشبابية والطلابية في أوروبا "فيميسو" إذ كانت منظمة الشباب المسلم في فرنسا واحدة من ثلاث منظمات شبابية أوروبية كلفتها الجماعة بإنشاء منظمة شبابية لعموم أوروبا في اجتماع ستوكهولم عام 1995 كما شاركت المنظمة الفرنسية في اجتماع برمنغهام في 1996 حيث تم تأسيس فيميسو بشكل رسمي .
وفيميسو متهمة بشكل كبير بمحاولة اختراق المؤسسات الأوروبية وبسط نفوذ على الشباب المسلم في القارة الأوروبية، وفق طلبات إحاطة في البرلمان الأوروبي ، وفي نوفمبر الماضي شن وزير الدولة الفرنسي لشؤون أوروبا كليمان بون هجوما حادا على "فيميسو" واصفا إياها بـ"دمية" في يد تنظيم الإخوان الإرهابي .
فيما طالبت وزيرة المواطنة الفرنسية مارلين شيابا بإحالة أمر هذه الجمعية إلى المفوضية الأوروبية "من أجل محاربة هذه الجمعيات التي تهاجم فرنسا وتتسلل إلى مؤسساتنا" .
وتتحدث أجهزة الأمن الفرنسية عن تلقي شبكة الإخوان فى فرنسا تمويلا كبيرا يصب بشكل أساسي في بناء المراكز الإسلامية ومقرات جمعيات الجماعة ، ففي عام 2014 فقط تلقت الشبكة حوالي 14 مليون يورو من الخارج وأنفقتها على 15 مشروعا تراوحت بين بناء مساجد صغيرة وكبيرة ومقرات جمعيات .
ومؤخرا لجأت جماعة الإخوان إلى تكتيك جديد في فرنسا عبر تشكيل جمعيات ومؤسسات لا تخضع مباشرة للمنظمة المظلية للجماعة وتملك حرية حركة أكبر لتكون أكثر تأثيرا .
وفي 1983 أسست العناصر الإخوانية ما يعرف بـ"اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا" التي غيرت اسمها في عام 2017 إلى منظمة مسلمو فرنسا وتعد أحد أهم أذرع الإخوان في البلد الأوروبي .
كما تورطت الإخوان بشكل مباشر في نشر التطرف بين أوساط الشباب في فرنسا إذ عمل مجموعة من رجال الدين المتطرفين المرتبطين بالجماعة على جذب الشباب والمراهقين ودفعهم إلى التطرف وفق تقرير مركز توثيق الإسلام السياسي .