اعتادت جماعة الإخوان المسلمين على مدار سبعة عقود إستغلال القضية الفلسطينية لترسيخ انتهازيتها ومتاجرتها بها وإثارة التوترات والفوضى بالمنطقة العربية .
وخلال الأيام القليلة الماضية سعت قيادات التنظيم الدولي الإرهابي فى تركيا لإعادة سيناريو المتاجرة بالقضية الفلسطينية من خلال إطلاق حملات واسعة على مواقع التواصل الإجتماعى ضد الهدنة بين حماس وإسرائيل والهجوم على جهود الوساطة لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة .
ونشرت اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان تغريدات تحريضية تهاجم الهدنة وصفقة تبادل الأسرى التى تم التوصل إليها بين حماس وإسرائيل تخللها عبارات مشوبة بإسقاطات عن تخلي الدول العربية عن القضية في الوقت الذي تجرى فيه جهود الوساطة العربية على قدم وساق جنبا إلى جنب تقديم الدعم الجسدي والمعنوي لجرحى غزة .
ويرى محللون أن هذا الرفض للهدنة وصفقة تبادل الأسرى هو الأخطر في متاجرة الإخوان بالقضية الفلسطينية في الوقت الحالي حيث يهدفون بالأساس للعودة للمشهد السياسي وبالتالي يرون أن العودة للشارع ستكون على أكتاف القضية الفلسطينية .
ومن ناحية أخرى تهدف حملة التنظيم الإرهابى للمتاجرة بالقضية الفلسطينية الى توظيف القضية باعتبارها إحدى الأدوات لجمع الأموال والتبرعات والتي يصفها مراقبون بأنها "كعكة التبرعات الكبرى" للتنظيم الإرهابي على مدار السنوات الماضية .
وتجدر الإشارة فى هذا الصدد الى ممارسات الإخوان خلال فترة التسعينيات وما بعدها عندما حاولوا السيطرة على قطاع واسع من طلاب الجامعات من خلال اللعب على وتر مشاعرهم الدينية تجاه القضية الفلسطينية مستخدمين القضية كمدخل لتأليب الشعوب على الأنظمة السياسية والحكومات العربية وإحداث فجوة بين المجتمعات والقيادات السياسية الحاكمة .
على مدار العقود الماضية قام الإخوان بمحاولة إدراج القضية الفلسطينية تحت شعارات الجهاد الديني وإفشال جهود الوساطة التى قامت بها أطراف عربية ودولية من أجل التوصل لحل سلمى وعادل وانتزاع حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة من إطار النضال الوطني القومي التحرري تحت غطاء دينى بهدف توظيف القضية لصالح الأيديولوجيا الإخوانية وكسب أرض جديدة لمشروعها السياسي .
ويعود تاريخ المتاجرة الإخوانية بالقضية الفلسطينية المتوارية خلف الشعارات الدينية إلى أديبات الجماعة الفكرية التي صنعها حسن البنا مؤسس تنظيم الإخوان وسيد قطب منظرها الأبرز لشرعنة تأسيس التنظيمات الإرهابية .