تسعى تركيا لاستغلال كل الأزمات في العالم سواء في منطقة الشرق الأوسط او القرن الإفريقي او في القوقاز وفي المتوسط لدعم نفوذها وتدخلاتها ولا شك ان التدخلات التركية عمقت الأزمة السياسية في الصومال .
وتمكنت تركيا من التغلغل في الصومال وتحول التواجد التركي هناك الى قوة عسكرية ضاربة مما رجح كفة طرف صومالي ضد اخر وبالتالي تمكنت تركيا من ايجاد موطئ قدم فى منطقة القرن الأفريقى .
وسعت تركيا للهيمنة على الصومال عبر تقديم وعود استثمارية او التدريب العسكري للهيمنة على مفاصل الجيش الصومالي الذي يحاول بناء قواته في خضم هجمات دموية لحركة الشباب الصومالية .
لكن هذه التدخلات جلبت الفوضى إلى بلد يسعى لبناء دولة ومؤسسات مستقرة وقادرة على تجاوز محنة الانقسام بدعم أممي كما وضعت عراقيل امام القوى السياسية ومنحت فرصة للمتطرفين لاستهداف مؤسسات حكومية في قلب العاصمة مقديشو .
وهناك علاقة قوية تجمع فرماجو بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان وهي علاقة يستغلها الرئيس الصومالي لفرض أجنداته في الداخل الصومالي معولا على الدعم التركي لكن يبدو ان تركيا تدعم بشكل كبير الرئيس الصومالي لاسباب تتعلق في النهاية بمصالحها بعيدا عما يمكن ان يحدث من اضطرابات داخلية وإمكانية انزلاق البلاد الى حروب أهلية جديدة .
وكانت المعارضة الصومالية قد اتهمت تركيا بالتدخل في العملية الانتخابية في البلاد وتوفير السلاح للقوات المسلحة التابعة للرئيس فرماجو وأعلنت ان النفوذ التركي المتزايد في الصومال ساهم في تأجيج الخلافات الداخلية بسبب دعم الحكومة التركية المطلق للرئيس فرماجو في مواجهة المعارضة .
وطالبت المعارضة من تركيا مرارا عدم تقديم الدعم العسكري الى وحدات ومجموعات مرتبطة بالرئيس الصومالي خوفا من ان يستعمل ذلك الدعم لخطف الانتخابات المقبلة لكن يبدو ان تركيا تدعم بشكل كبير "فرماجو" لأسباب تتعلق في النهاية بمصالحها بعيدا عما يمكن ان يحدث من اضطرابات داخلية وإمكانية انزلاق البلاد الى حروب أهلية جديدة .
وتبقى المعارضة الصومالية مقتنعة بأن تركيا تعتزم لعب دور عسكري واسع النطاق في الانتخابات المقبلة إذ أن الانتخابات هي في الأساس صدام بين مختلف العشائر والذي ظهر بالفعل في أعمال العنف التى وقعت في أبريل .
وتعترف اجهزة اعلام حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تفسيرها لسياسة أردوغان التوسعية انها تستغل عدم فعالية المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة في عدد من المواقع والساحات وانتهاز الفرصة مباشرة بما يسمى إنشاء مناطق أمنية توسعية .
وتتدخل تركيا في الملف الصومالي وسط تراخ دولي وإفريقي حيث فتح قرار بعثة الاتحاد الافريقي الى الصومال سحب عدد من قواتها الباب امام التغلغل التركي كما ان قرار الولايات المتحدة تخفيض عدد جنودها في الصومال سيساهم في فتح المجال أمام أنقرة لدعم تدخلاتها والسيطرة على كل مفاصل الدولة .