تواصل ميليشيا الحوثي ارتكاب الجرائم والإنتهاكات المستمرة بحق أطفال اليمن حيث أظهرت هذه الجرائم فشل العديد من المنظمات الدولية في كثير من الأحيان في الدفاع عن حقوق الأطفال اليمنيين الذين يعانون أكثر من غيرهم من الأذى النفسي والجسدي ونقص الرعاية الصحية.
وقد أفادت تقارير غربية بأن جماعة الحوثي تحاول إرغام الأطفال حول سلوك مقصود في صميم رؤيتها وأساليبها وتسعى دائماً إلى الانتهاك الوحشي لحقوق الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة ورميهم بمحارق الموت وصفوف الحروب والأعمال الإرهابية .
وبحسب التقارير فتحت ميليشيات الحوثي مراكز تجنيد وتعبئة جهادية متطرفة وذلك إلى جانب إرسال الآلاف من الأطفال إلى ساحات القتال والأعمال العسكرية لأكثر من 700 ألف طفل تقوم بتلقينهم أفكاراً إرهابية متطرفة ، كما قامت الميليشيات بتغيير المناهج الدراسية في مناطق سيطرتها لتغدو مشبعة بالأفكار المتطرفة والعنصرية ولغة الكراهية وتقديس العنف .
حرب ضد الأطفال خلفت ما يقرب من 6000 طفل معاق ، ووفقاً لمنظمة إنصاف الحقوقية فقد قتل وجرح 8218 طفلاً يمنيًا منذ بدء الحرب في البلاد ، وأظهرت هذه الجرائم فشل الأمم المتحدة في الدفاع عن حقوق الأطفال اليمنيين الذين يعانون أكثر من غيرهم من الأذى النفسي والجسدي ونقص الرعاية الصحية .
وذكرت المنظمة أن 5559 طفلاً أصيبوا بإعاقات جسدية نتيجة الحرب ، ومن المتوقع أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير ، وأضافت أنه في الفترة من يناير إلى مايو من العام الماضي أسفرت القنابل العنقودية للتحالف عن مقتل وإصابة 182 طفلاً .
وتشير التقديرات إلى أن معدلات الفقر ارتفعت إلى حوالي 80% وأن أكثر من ثمانية من كل عشرة أطفال يعيشون مع أسر ليس لديها دخل كافٍ لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وأكدت أن 12.6 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية .
وبحسب المنظمة فقد "ارتفعت معدلات سوء التغذية التي ارتفعت من 3.6 مليون إلى 6 ملايين شخص في العامين الماضيين، بزيادة قدرها 66%" ، مشيرة إلى أن ما يقرب من 60 من كل ألف المواليد يموتون بسبب الحرب والحصار ونقص الحاضنات ، فقد حدثت 145 حالة اختطاف و88 حالة اغتصاب أطفال في اليمن نتيجة للحرب مما زاد العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد الأطفال بنسبة 63% .
ويرى محللون إن ميليشيا الحوثي الإرهابية تستخدم كل الوسائل التي من شأنها تعزيز قدراته العسكرية بنفس أسلوب الحرس الثوري الإيراني، كما أنها تدير تجنيد الأطفال في اليمن ، وأضاف التحليلات أنه يتم إرسال الأطفال إلى الجبهات بعد تعبئتهم بالخرافات وهناك ما يثبت وجود عصابات في المعاهد والمدارس توزع الحبوب وأنواعا من المخدرات التي تؤدي بالطفل إلى أن يكون تابعا لهؤلاء بدون أي وعي أو تفكير .
وأكد أن الحوثي مثله مثل التنظيمات الإرهابية داعش والقاعدة يعتمد على تجنيد الأطفال والمراهقين لأنه يجد صعوبة في تجنيد وإقناع الكبار ولهذا تمكنت الحوثي من تجنيد الآلاف وربما عشرات الآلاف من الأطفال خلال الثماني سنوات الماضية من الحروب .
ولا تزال ميليشيا الحوثي الإرهابية تواصل انتهاكاتها ضد حقوق الطفولة بشكل صارخ ومتزايد في اليمن دون استجابة للجهود والمواقف الدولية كما تتزايد مآسي الأطفال على مدار تسعة أعوام على التوالي منذ الانقلاب في عام 2014 .