كشفت وثائق سرية روسية جديدة النقاب عن رعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأجهزته الأمنية والاستخباراتية لتنظيمات إرهابية مارست نشاطها الدموي في سوريا وغيرها من دول العالم .
يعود تاريخ الوثائق إلى 10 فبراير العام 2016 حين قدمتها موسكو إلى مجلس الأمن الدولي واستدلت بها على قيام إدارة الاستخبارات التركية بأوامر من الرئيس أردوغان بإنشاء منظمة "أونكو نيسيل" الإرهابية .
وأوضحت الوثائق أنه في الوقت الذي عملت فيه المنظمة تحت غطاء الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية دعمت العديد من التنظيمات الإرهابية في سوريا ومختلف دول العالم وقدمت خدمات مالية وتسهيلات غير محدودة لتنظيمي القاعدة وداعش .
وتزامن نشر الوثائق الروسية مع قرار وزارة الخزانة الأمريكية الخميس الماضي بفرض عقوبات على خمسة من أنصار القاعدة العاملين في تركيا بعد ثبوت تعاونهم مع تنظيمي القاعدة وداعش .
وكان معروفا عن منظمة "أونكو نيسيل" تأييدها لتنظيم جبهة النصرة وغيره من التنظيمات والجمعيات الإرهابية وأنها نظمت قوافل إلى سوريا تحت غطاء المساعدات الإنسانية وجمعت تبرعات نظير ذلك من منظمات غير حكومية .
وفى عام 2014 تم العثور على أسلحة وذخائر في شاحنات المساعدات الإنسانية التابعة للمنظمة واتضح آنذاك أنها كانت في طريقها إلى سوريا ، كما تبين لاحقا أن الشاحنات مملوكة لوكالة الاستخبارات التركية وأن الشحنة كانت متجهة إلى عناصر التنظيمات الإرهابية في سوريا .
وتواصل "أونكو نيسيل" نشاطها الإرهابي تحت غطاء الإغاثة في عدد من دول العالم لاسيما في إفريقيا .
ورغم أن حكومة أنقرة زعمت في حينه ان الشاحنات كانت تحمل مساعدات إنسانية إلا أن صحفا تركية معارضة نشرت في وقت لاحق صورا للأسلحة والمعدات العسكرية التي كانت على متنها ، واتهم أردوغان حينئذ الادعاء التركي العام الذي أوقف الشاحنات بالخيانة ، كما وجه للادعاء اتهام بالتآمر على الحكومة التركية وحكم على المدعي العام بالسجن لمدة طويلة .
وفي محاولة للخلاص من اتهامات حلفائها في الغرب بدعم التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط شرعت تركيا في التظاهر بفرض عقوبات مؤقتة على أعضائها الذين أدرجتهم الولايات المتحدة على القائمة السوداء وادعت تجميد أصولهم من أجل التوافق مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلا أنها لم تتخذ أية إجراءات قضائية ضد هؤلاء الأشخاص .