الحربُ فى السودان التي تؤكد جميع الوقائع والأدلة والتقارير والتحقيقات أنّه تم التخطيط لها من قبل ضباط الجيش السوداني المنتمين إلى جماعة الإخوان؛ بالتنسيق مع قيادة الجيش السوداني متمثلة في قائده عبد الفتاح البرهان ونائبه شمس الدين الكباشي ومُساعِدَيْه ياسر العطا وإبراهيم جابر، علاوة على قائد الميليشيات المسلحة التابعة للحركة الإسلامية (إخوان) علي أحمد كرتي وقادة حزب المؤتمر الوطني المحلول (إخوان) أسامة عبد الله، والمطلوب للقضاء السوداني والمحكمة الجنائية الدولية الإخواني الهارب أحمد هارون، من أجل وقف مسيرة التحول المدني الديمقراطي والعودة إلى سُدة الحكم مُجدداً،
هؤلاء كانوا يتوقعون ألّا تستغرق إلا أسابيع قليلة يتم من خلالها تحطيم قوات الدعم السريع التي أنشأها الإخوان أنفسهم، والقبض على قادتها الكبار وقادة الأحزاب السياسية والقوى المدنية ومحاكمتهم بالخيانة العظمى وفق سيناريوهات مُعدة مسبقاً، وبالتالي إعادة جماعة الإخوان إلى السلطة تحت غطاء الجيش، كما حدث في انقلاب زعيم الجماعة حسن عبد الله الترابي عبر ضابطه في الجيش عمر حسن البشير في تموز (يوليو) 1989.
قبل انطلاق الحرب بأكثر من عام أعاد قائد الجيش العناصر الإخوانية إلى الواجهة بعد أن ساندته في انقلابه على الحكومة الانتقالية المدنية في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 2021، ورغم أنّه فشل في تشكيل حكومة طوال عام ونيف، لكنّه أوكل لعناصر الجماعة مهمة إدارة دولاب عمل الدولة حتى تاريخ اندلاع الحرب، ممّا جرّ على قيادة الجيش سخطاً شعبياً واسعاً ورفضاً إقليمياً ودولياً أيضاً، فالاتحاد الأفريقي ومنظمة (إيغاد) وكذلك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعديد من الدول العربية وغير العربية لم تعترف بانقلاب البرهان، وهذا ما جعله يفشل في تشكيل حكومة فعالة لأكثر من عام.
بعد عام من الحرب ما يزال السودانيون يعانون اللجوء والنزوح والتشرد ونهب الممتلكات والمجاعة والبطالة، فقد أصبح السودان بؤرة لأكبر أزمة نزوح في العالم، وفقاً لتعبير جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ، وبحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة فإنّ نحو (10.7) ملايين شخص، بينهم (4) ملايين طفل، نزحوا بسبب النزاع في السودان، منهم (9) ملايين داخل البلاد، بينما فرَّ (1.7) مليون إلى دول الجوار التي تعيش أيضاً واحدة من أضخم الأزمات الإنسانية وأزمات اللجوء وأكثرها تعقيداً على مستوى العالم.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق