تداعيات عديدة تسببت فيها التوترات في البحر الأحمر والتي تعد خطيرة وجسيمة ليس على الإقليم فحسب بل على العالم كله، لأن هذا الممر الملاحى شريان حيوى للتجارة العالمية، حيث يصل بين القارات الثلاث، "آسيا وأفريقيا وأوروبا"، ويربط المحيط الهندى وخليج عدن وبحر العرب بالبحر الأبيض المتوسط، لذا فإن له أهمية اقتصادية وعسكرية وأمنية.
وكشفت تقارير، أن ما يحدث الآن فى البحر الأحمر من توترات جراء استهداف الحوثيين للسفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية وربط ما يحدث بحرب غزة وعدوان الكيان الإسرائيلي الغاشم على فلسطين وممارسته أعمال إبادة جماعية لسكان غزة يُنذر – قطعًا – باتساع دائرة الحرب في الشرق الأوسط، ويُنذر أيضًا بجر القوى العظمى لحرب عالمية في ظل تفاقم الأوضاع وتعدد الأجندات للاستفادة من مما يحدث من توترات، حسبما أكدت شبكة رؤية الإخبارية.
يقول الدكتور عيدروس النقيب أستاذ العلوم السياسية اليمني: إنه يعلم الحوثيون أنهم بأعمال القرصنة التي يمارسونها لا يخدمون المقاومة الفلسطينية في شيء ولا يضرون الكيان الصهيوني في شيء، لكنهم بحماقتهم أو بما يعتبرونه شجاعة منهم - وهو لا يمت للشجاعة بصلة - يعرضون منطقة جنوب البحر الأحمر وكل المنطقة لمخاطر لا حصر لها، ويقدمون بطاقة عبور مجانية لإسرائيل وحلفائها للهيمنة على طرق التجارة الدولية في المنطقة.
واضاف - في تصريح لـ"العرب مباشر"-، إن الحوثيين بأعمالهم الإرهابية يخدمون الإعلام الصهيوني من حيث تصويرهم للعالم أنه لا يتضامن مع الفلسطينيين إلا الإرهابيون فقط، وهم بذلك يثبتون الدعاية الصهيونية بأن المقاومة الفلسطينية هي حركة إرهابية.
ولفت أن ما يمارسه الحوثيون قرصنة فجة ومكشوفة وعمل إرهابي بامتياز، فضلا عن كونه مغامرة انتحارية لا تصيبهم وحدهم بل تجر معها كل البلدان المطلة على البحر الأحمر وبينها اليمن إلى ما لا تُحمد عقباه، وهو لا يختلف عما تمارسه إيران في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز، كلما أرادت أن تبعث برسائلها السياسية لابتزازالقوى الدولية ومراكز النفوذ العالمية.
واستطرد: نقول إنه عمل إرهابي لعدة أسباب فهو أولاً يجري في منطقة المياه الدولية، وثانيًا يستهدف سفنًا وناقلات ليست عسكرية، وغالبًا لا علاقة لإسرائيل بها، أما التحجج بدعم المقاومة الفلسطينية، فهو مجرد إكذوبة مكشوفة لأن هذه الأعمال كما قلنا لا تقدم ولا تؤخر في كل ما يخطط له قادة إسرائيل من استهداف لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضة، ولن يفشل هذه المساعي الشيطانية سوى النضال الفلسطيني المستميت المعبر عن تشبث الشعب الفلسطيني بأرضه وتاريخه وهويته العربية الفلسطينية، وليس الأعمال الصبيانية التي يعتقد الحوثيون ومن ورائهم إيران بأنهم قد خطفوا بها ألباب دعاة الحق وأنصار الحقيقة، بينما هم يمارسون ضد شعبهم ما لا يختلف عما تمارسه الدولة الصهيونية ضد الفلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق