في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، يترقب حزب الله ما ستؤول إليه الأمور، خاصة مع توالي التهديدات الإسرائيلية بتحويل لبنان إلى غزة جديد .
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة عن موقف إيران وحليفها حزب الله اللبناني من هذه الأزمة، والتحضيرات التي يقومون بها لمواجهة أي تدخل إسرائيلي محتمل في لبنان، من خلال أسلحة ترسلها إيران لحزب الله.
وقالت المصادر - التي طلبت عدم الكشف عن هويتها-: إن الأسلحة التي ترسلها إيران لحزب الله تشمل صواريخ بعيدة المدى، وطائرات مسيرة، وأنظمة دفاع جوي، وأسلحة مضادة للدروع، وذخائر متفجرة، ومعدات تشويش واستطلاع.
وأضافت المصادر: أن هذه الأسلحة تهدف إلى رفع قدرات حزب الله في الرد على أي هجوم إسرائيلي، وإلى إلحاق أضرار كبيرة بالجيش الإسرائيلي والمستوطنات الإسرائيلية، وإلى تعطيل أي محاولة لاجتياح لبنان بريًا أو جويًا.
وأشارت المصادر، إلى أن إيران ترسل هذه الأسلحة عبر طرق سرية ومتنوعة، تشمل النقل الجوي والبري والبحري، وأنها تستخدم وسطاء وحلفاء في المنطقة، مثل سوريا والعراق لتهريب الأسلحة إلى حزب الله.
وقالت المصادر: إن هذه الخطوة تأتي في إطار تنفيذ الاتفاق الذي تم بين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني، خلال اجتماع عقداه في بيروت مؤخرًا، والذي تم فيه منح حزب الله "ضوءًا أخضرًا" من إيران للتصعيد ضد إسرائيل في حال بدأت الأخيرة عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة، وخاصة إذا ما اجتاحت مدينة رفح الحدودية مع مصر.
وكان نصر الله قد حذر في خطاب له الأسبوع الماضي، من أن حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي إذا ما هاجمت إسرائيل لبنان، وأنه سيرد بقوة على أي عدوان، وأنه يمتلك معلومات عن نية إسرائيل شن حرب شاملة على لبنان بعد الانتهاء من عمليتها في غزة.
وكانت إسرائيل قد شنت هجومًا عنيفًا على قطاع غزة، ردًا على إطلاق الفصائل الفلسطينية صواريخ على المدن الإسرائيلية، وأدى الهجوم إلى مقتل وإصابة المئات من الفلسطينيين، وتدمير العديد من المنازل والمنشآت والبنية التحتية في القطاع.
وتهدد إسرائيل بتوسيع نطاق الهجوم، وبشن عملية برية لاجتياح مدينة رفح، وترى إيران وحزب الله أن هذا الهجوم يهدف إلى تغيير المعادلة الاستراتيجية في المنطقة، وإلى فرض شروط إسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق