منذ التأسيس، ظلت جماعة الإخوان المسلمين محل جدلٍ كبير، بدايةً باللحظة التي ظهرت فيها إلى العلن وحتى اليوم، وهي تملك تنظيماً دولياً، يستمد وجوده من ولائه لقيادات الجماعة أينما حل، ويعمل بسريّة تحت الأرض أحياناً، بينما يحاول صقل صورته الخارجية، عن طريق مؤسساتٍ وجمعياتٍ ذات طابع ديني في المجتمع.
ويكثر الحديث، عن الجماعة وعلاقتها ببريطانيا تحديداً، التي كانت ذات يومٍ إمبراطوريةً لا تغيب عنها الشمس، من مصلحتها عقد التحالفاتِ مع الدول والجماعات آنذاك، من أجل الحفاظ على مصالحها الاستعمارية، من باب أنّ الوحش الذي تخلقه، أفضل من الذي يأتي من حيث لا تدري.
"تأسست جماعة الإخوان المسلمين على يد حسن البنا بمنحةٍ من شركة السويس البريطانية". هذه الجملة، مأخوذة عن كتاب روبرت درايفوس "لعبة الشيطان"؛ حيث يركز الكاتب في فصلٍ كامل، على علاقةِ جماعة الإخوان بإنجلترا.
ويضيف في الكتاب، الصادر عن مركز دراسات الإسلام والغرب العام 2010، أنّ "الحركة تمتعت خلال ربع قرنٍ على تأسيسها، بالدعم من رجال المخابرات والدبلوماسيين البريطانيين؛ حيث يعرف البريطانيون قوة التشدد الإسلامي باعتبارهم ظلوا لقرنين، يتغلغلون في السياسات الدينية القبلية".
من ناحيتها، أطلت مجلة "المجلة" بتقرير مطول نشر بتاريخ 27 نيسان (إبريل) 2014، حول بدايات جماعة الإخوان، وما آلت إليه اليوم في داخل بريطانيا نفسها، قائلةً:
"ﺧﺮﺝ ﻛﻴﻦ ﻟﻔﻨﺠﺴﺘﻮﻥ عمدة لندن العام 2008، ﻣﻦ ﻣﻜﺘﺒﻪ ﻟﻴﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻬﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸــﺆﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻨﺪﻥ ﺳﺄﻟﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻷﺻﻮﻟﻴﺔ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬـﻢ ﻣﻄﻤﺌﻨﺎً: ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﻛﺒﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﺗﺮﺑﻄﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻴﺪﺓ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻠﻘﻰ ﺗﻤﻮيلاً ﻣﺎدياً ﻣــﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄﺗﻬﺎ".
الجماعة انتقل أعضاء وقيادات فيها إلى أوروبا منذ نهاية خمسينياتِ القرن الماضي، من أبرزهم سعيد رمضان، الذي "أسس المركز الإسلامي في جنيف العام 1961، ليكون مقر قيادةٍ دولي لجماعة الإخوان في أوروبا" وفق كتاب "التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين" المنشور عن المركز القومي للترجمة العام 2014.
جماعة الإخوان، بقيت في بريطانيا، متخذة البلد ملاذاً آمناً، حتى أنّها وصلت العام 1997، لتؤسس منظمتها الأكبر هناك "الرابطة الإسلامية"، التي أسسها المصري كمال الهلباوي، الأمين العام السابق للتنظيم الدولي للجماعة. وتملك 11 فرعاً اليوم في بريطانيا.
لكن خيوط علاقة الجماعة ببريطانيا، ربما تتكشف أكثر فأكثر، خلال الوقت الحاضر؛ حيث للإخوان وتنظيمهم الدولي، مؤسساتٌ ونشاطات مختلفةٌ في بريطانيا، وتحيطهم الشبهات حول علاقاتٍ محتملة مع الجماعات المتشددة في العالم العربي، إضافةً إلى التشدد في أوروبا نفسها.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق